محتويات
- تعريف ربا النسيئة
- الأدلة الشرعية على تحريم ربا النسيئة
- الفرق بين ربا النسيئة وربا الفضل
- الحكمة من تحريم ربا النسيئة
- المراجع
ما هو ربا النسيئة؟
يُعرف ربا النسيئة بأنه نوع من أنواع الربا المحرم في الإسلام. يتمثل في بيع الأموال الربوية (كالذهب والفضة) من نفس الجنس أو جنس آخر، سواء كانت متساوية أو مختلفة في القيمة، بشرط تأجيل التسليم أو السداد. الشرط الأساسي هو أن يزيد الثمن أو السلعة بسبب هذا التأجيل.
نصوص شرعية تحرم ربا النسيئة
اتفق علماء المسلمين على تحريم ربا النسيئة، باعتباره من الكبائر. تُؤكد النصوص القرآنية والسنة النبوية على هذا التحريم، ومنها:
من القرآن الكريم:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ* وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (آل عمران: 130-132)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ فإنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ (البقرة: 278-279)
من السنة النبوية:
روى البخاري عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الدِّينَارُ بالدِّينَارِ، والدِّرْهَمُ بالدِّرْهَمِ،…).
روى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الذَّهَبُ بالذَّهَبِ وزْنًا بوَزْنٍ، مِثْلًا بمِثْلٍ، والْفِضَّةُ بالفِضَّةِ وزْنًا بوَزْنٍ، مِثْلًا بمِثْلٍ، فَمَنْ زَادَ أَوِ اسْتَزادَ فَهُو رِبًا).
مقارنة بين ربا النسيئة وربا الفضل
يختلف ربا الفضل عن ربا النسيئة في شروطه. ربا الفضل هو بيع الأموال الربوية من نفس الجنس بكميات مختلفة، بينما ربا النسيئة يشمل بيع الأموال الربوية من نفس الجنس أو جنس مختلف، بشرط تأجيل التسليم أو السداد. كلاهما محرم شرعًا.
يشترط في ربا الفضل أن تكون الأصناف المبيعة من الأنواع المحددة في السنة النبوية الشريفة، كما ورد في حديث عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-. أما ربا النسيئة فيشمل أنواعًا أوسع من المعاملات.
لماذا حرم الإسلام الربا؟
حكمة تحريم الربا تتجلى في عدة أبعاد:
الظلم وأكل أموال الناس بالباطل: يتسبب الربا في ظلم الناس وأكل أموالهم بغير حق، كما جاء في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} (النساء: 10). كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (حُرْمَةُ مَالِ الإِنْسَانِ كَحُرْمَةِ دَمِهِ).
الكسل والخمول: يُشجع الربا على الكسل والخمول، ويُبعد الناس عن السعي في كسب الرزق الحلال.
تسلط الأغنياء على الفقراء: يُؤدي الربا إلى تسلط الأغنياء على الفقراء من خلال القروض بفوائد باهظة.
قطع الألفة والمودة: يُضعف الربا العلاقات الاجتماعية ويُقطع الألفة بين الناس.
المصادر
تم الاستعانة بمجموعة من المراجع الشرعية في إعداد هذا المقال، وتشمل الكتب والمواقع الإسلامية المعروفة.