محتويات |
---|
تعريف ربا الفضل |
حكم ربا الفضل |
أسباب تحريم ربا الفضل |
حكمة تحريم ربا الفضل |
صور ربا الفضل المعاصرة |
المراجع |
معنى ربا الفضل في اللغة والشرع
يعرف ربا الفضل لغوياً بأنه الزيادة في الشيء، كما في قولنا: “فلان أربى” أي أخذ أكثر مما أعطى. و”فضل الشيء” يعني زيادة الشيء عن الحاجة. أما في الاصطلاح الشرعي، فيُقصد به الزيادة في المال نفسه، سواء كان كِيلًا أو وزنًا، في عقد بيع ما يتجاوز المقدار الشرعي. وهو بيع شيء بمثله مع زيادة في أحد المِثلين.
الرأي الشرعي في ربا الفضل
اتفق العلماء على تحريم ربا الفضل في المعاملات، خاصة في الأصناف المذكورة في النصوص الشرعية، وهي الذهب، والفضة، والقمح، والشعير، والتمر، والملح. لا يجوز بيع جنس منها بجنس مماثل بزيادة، سواء كان القبض مؤجلاً أو حالاً. وتُثبت هذه الأحكام العديد من الأحاديث النبوية، منها ما رواه الإمام مسلم عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-: (الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، مثلاً بمثل، سواء بسواء، يدًا بيد، فإذا اختلفت هذه الأصناف، فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدًا بيد).
كما ورد عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-: (مثلاً بمثل، يدًا بيد، فمن زاد أو استزاد فقد أربى، الآخذ والمعطي فيه سواء). وحديث آخر: (لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلاً بمثل، ولا تشفوا بعضها على بعض، ولا تبيعوا الورق بالورق إلا مثلاً بمثل، ولا تشفوا بعضها على بعض، ولا تبيعوا منها غائباً بناجز).
أسباب تحريم ربا الفضل: اختلاف آراء الفقهاء
اتفق علماء المذاهب الأربعة على شمول ربا الفضل لأي شيئين متبادلين إذا توافرت علته، لكن اختلفوا في تحديد هذه العلة:
- الحنفية: ذكروا أن علة ربا الفضل هي اتحاد الصنف فيما يُكال أو يُوزن، فلا يصح التفاضل في أي مكيال أو وزن إذا كان الجنس واحدًا. واستدلوا بقول الله تعالى: (أوفوا الكيل ولا تكونوا من الخاسرين * وزنوا بالقسطاس المستقيم * ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين).
- المالكية: رأوا أن العلة في الذهب والفضة هي الثمنية مع وحدة الصنف، وإمكانية اكتنازهما وتخزينهما، كونهما من النقود والضروريات. أما في الأصناف الأخرى، فالعلة هي اتخاذها قوتًا وإمكانية ادخارها مع اتحاد الصنف.
- الشافعية: أشاروا إلى أن العلة في الذهب والفضة هي الثمنية، أما في باقي الأصناف فهي الإطعام مع وحدة الصنف. فوجود الإطعام يعني وجود الربا، وغيابه يعني انتفاء الربا. واستدلوا بحديث: (الطعام بالطعام مثلاً بمثل). كما اعتبروا الذهب والفضة من المعادن الثمينة التي تُستخدم في قياس قيمة الأموال.
- الحنابلة: أوضحوا أن العلة في الفضة والذهب هي وحدة الصنف مع الوزن، وفي الأصناف الأخرى الكيل مع وحدة الصنف. يكون ربا الفضل في كل شيء مكيل أو موزون مع اتحاد الجنس، سواء كان مطعوما أو غير مطعوم. ولا يجري الربا في المطعوم الذي لا يُكال ولا يُوزن. واستدلوا بحديث: (الذهب بالذهب وزنًا بوزن، مثلاً بمثل، والفضة بالفضة وزنًا بوزن، مثلاً بمثل، فمن زاد أو استزاد فهو ربا)، و(الطعام بالطعام مثلاً بمثل).
الحكمة من تحريم ربا الفضل
من حكم تحريم ربا الفضل سد الذريعة المؤدية إلى ربا النسيئة، فهو محرم من باب تحريم الوسائل. كما يضع حدًا للمقايضة، ويرتب نظام البيع، ويُحدد استخدام النقود كوسيط في التعاملات. يُمنع ربا الفضل لمنع انتشار الربا في المجتمع، خاصة ربا النسيئة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “إن النبي صلى الله عليه وسلم حرم أشياء منها ما يخفى فيها الفساد لإفضائها إلى الفساد المحقق، كما حرم قليل الخمر لأنه يدعو إلى كثيره، مثل ربا الفضل؛ فإن الحكمة فيه قد تخفى، إذ عاقل لا يبيع درهمين بدرهم إلا لاختلاف الصفات، مثل كون الدرهم صحيحًا، والدرهمين مكسورين، أو كون الدرهم مصوغًا، أو من نقد نافق، ونحو ذلك”.
أمثلة حديثة على ربا الفضل
يتخذ ربا الفضل أشكالًا متعددة في العصر الحديث، مثل استبدال عشرة دراهم ورقية بتسع دراهم معدنية، أو العكس، أو استبدال ذهب قديم بذهب جديد بوزن مختلف، حتى لو كان القبض في مجلس واحد. ومن الأمثلة الشائعة: شراء شيك مؤجل بأقل من قيمته، وهو بيع نقد بنقد بزيادة ونسيئة، فيجمع بين ربا الفضل وربا النسيئة.
المصادر والمراجع
سيتم ادراج المراجع هنا عند نشر المقال