رحلة في عالم تعريفات الابتكار
يُعرّف الابتكار بطرق مُتعددة تبعاً للمنظور والاختصاص، فمن خلال السمات الشخصية، يُمكن وصفه بأنه قدرة الفرد على تجاوز أنماط التفكير التقليدية، واقتراح أساليب جديدة، كما أشار سيمبسون. يجب البحث عن الأفراد ذوي العقول المُبدعة القادرة على البحث والتطوير، مع الأخذ بعين الاعتبار الخيال، والاختراع، والاكتشاف، وحب الاستطلاع، كما أشار جيلفورد إلى أهمية سمات عقلية كالمرونة والطلاقة. [1]
وبناءً على الإنتاج، يُمكن تعريف الابتكار على أنه خلق شيء جديد خلال فترة زمنية محددة، نتيجةً لتفاعل الفرد مع خبراته وتفكيره بطرق غير تقليدية، مع مراعاة الواقعية، والأصالة، وقابلية التعميم، وقدرته على إثارة الدهشة. [1]
كعملية، وصف ماكينون الابتكار بأنه عملية أصيلة وقابلة للتحقيق تمتد عبر فترة زمنية، بينما ركز تورانس على اكتشاف الثغرات، ووضع الفروض، واختبارها، وربط النتائج، وتطبيق الفروض، وإجراء التعديلات اللازمة. [1]
قدم دالتمان وهولباك تعريفات متعددة، فقد اعتبروه عمليةً تضم الإبداع، وجزءاً هاماً من ثقافة الفرد أو الجماعة، وتجديداً بغض النظر عن الوسيلة. شيرميرهورن عرّفه بأنه ابتكار أفكار جديدة وتطبيقها، بينما رأى بورتر أنه إدخال تكنولوجيا جديدة مع ابتكار طرق جديدة. أوكيل وصفه بأنه أي أمر إيجابي جديد في أساليب الإنتاج والمنتجات، ودراكر اعتبره التخلي عن القديم لإحلال جديد مكانه، وشومبيتر وصفه بأنه عملية هدم خلّاقة. أخيراً، عرّفت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الابتكار بأنه مجموعة من الخطوات الفنية، المالية، والعلمية، لإنتاج منتج جديد، أو تطوير منتج، أو إدخال طريقة جديدة. [2]
الابتكار: ركيزة التقدم والازدهار
تكمن أهمية الابتكار في تحسين جودة المنتجات، تنمية مهارات التفكير، تعزيز صورة المؤسسة، إثارة روح المنافسة، زيادة المبيعات، تحسين جودة القرارات، وتمييز المؤسسة من خلال تقليل وقت إصدار المنتجات. [3]
السمات المميزة للابتكار
يمتاز الابتكار بالجديد، سواءً كلياً أو جزئياً، والتمايز عن المنافسين، وقدرة المبتكر على أن يكون الأول في السوق، وقدرته على اكتشاف الفرص وتوقع الاحتياجات الجديدة. [2]
العوامل المُحركة للابتكار: نظرة مُتكاملة
تتفاعل عوامل مُتعددة لتشكل بيئة الابتكار، وتُقسم إلى ثلاث مجموعات رئيسية:
العوامل الشخصية: الأساس البشري
على الرغم من أن الابتكار ظاهرة إنسانية عامة، إلا أن المبتكرين يتميزون بصفات مشتركة، كحب الاستطلاع، وتحدي الطرق التقليدية، وخلق تصورات جديدة، والنظر بعيداً عن المألوف، و الميل إلى التعقيد، والحدس، والشك الذي يُحفزهم على طرح الأسئلة والوصول إلى نتائج جديدة. [4]
العوامل التنظيمية: الدور المؤسسي
تلعب استراتيجية المؤسسة دوراً حاسماً، فبعضها يشجع التجديد بينما يركز البعض الآخر على الحفاظ على الوضع القائم. العمل الجماعي، والعامل المحفز، وإدارة المؤسسة وثقافتها، والاتصالات الفعالة كلها عوامل تنظيمية مؤثرة. القيادة الابتكارية تُحفز على الابتكار، على عكس القيادة البيروقراطية. [4]
العوامل البيئية: أثر السياق العام
تؤثر العوامل الاجتماعية والثقافية، بدءاً من الأسرة وحتى المؤسسات التعليمية والثقافية، على الفرد وطريقة تفكيره. الدعم السياسي من خلال الحوافز المادية والمعنوية لها دور كبير، كما أن نظام براءات الاختراع يُحمي حقوق المبتكرين، وتلعب الجامعات ومراكز البحث دوراً مهماً في تعزيز مكانة الباحثين وتطوير التكنولوجيا. [4]