تعريف النفاق في الإسلام |
أنواع النفاق |
أحكام النفاق |
المراجع |
النفاق في العقيدة الإسلامية: شرح مفصل
ينقسم النفاق، من منظور الشريعة الإسلامية، إلى نوعين رئيسيين:[1]
- النفاق الأكبر: وهو النفاق الذي يُمسّ جوهر الإيمان، ويُخرج صاحبه من الإسلام. يتمثل هذا النوع في إظهار الإسلام ظاهرياً مع إخفاء الكفر في القلب. وهو النفاق الذي يُشير إليه غالب الآيات القرآنية.
- النفاق الأصغر: ويُعرف بالنفاق العملي، وهو الذي يتعلق بأفعال الفروع الدينية. هذا النوع لا يُخرج من الملة، لكنه يُعدّ من الصفات البغيضة. ويُعرّف بأنه تعارض السلوك الظاهر مع القصد الباطن. وقد بيّنه النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في قوله:(أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَن كانتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كانتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حتَّى يَدَعَهَا: إذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وإذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ).[2] وقد أوضح النووي -رحمه الله- في شرح هذا الحديث أن من صدق قلبه ولسانه، ووقع في هذه الأفعال، لا يُحكم عليه بالكفر، ولا يُعدّ منافقاً يُخلد في النار، مستشهداً بإخوة يوسف -عليه السلام- الذين جمعوا هذه الصفات.
تصنيفات النفاق الأكبر
يمكن تقسيم النفاق الأكبر إلى عدة تصنيفات:[3]
- إنكار كل ما جاء به الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-.
- إنكار بعض ما جاء به النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، كإنكار أمر ثابت عن النبي -عليه الصلاة والسلام-.
- كراهية أحكام الشريعة الإسلامية، وهي كلها من عند الله -تعالى-.
- السرور بتراجع الإسلام.
- الكراهية عند انتصار الإسلام.
- الاعتقاد بعدم وجوب اتباع النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في قضيةٍ أو أكثر؛ كمسألة تحريم الربا، مثلاً، فالاعتقاد بأنها حُرِّمت فقط في زمن النبي -عليه الصلاة والسلام-، وليس في وقتنا الحاضر.
كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “فمن النفاق ما هو أكبر يكون صاحبه في الدرك الأسفل من النار، كنفاق عبد الله بن أبي وغيره بأن يظهر تكذيب الرسول، أو جحود بعض ما جاء به أو بغضه، أو عدم اعتقاد وجوب اتباعه، أو المسرة بانخفاض دينه، أو المساءة بظهور دينه، ونحو ذلك مما لا يكون صاحبه إلا عدوًا لله ورسوله”.[4]
عواقب وعقوبات النفاق الأكبر
عاقبة النفاق الأكبر، دون توبة، هي الخلود في النار، كما قال -تعالى-:(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا).[5][6] وقد حذّر القرآن الكريم من النفاق، وبيّن عواقبه في آيات متعددة، منها:[7]
- قال -تعالى-:(يَحذَرُ المُنافِقونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيهِم سورَةٌ تُنَبِّئُهُم بِما في قُلوبِهِم قُلِ استَهزِئوا إِنَّ اللَّـهَ مُخرِجٌ ما تَحذَرونَ).[8]
- قال -تعالى-:(وَعَدَ اللَّـهُ المُنافِقينَ وَالمُنافِقاتِ وَالكُفّارَ نارَ جَهَنَّمَ خالِدينَ فيها هِيَ حَسبُهُم وَلَعَنَهُمُ اللَّـهُ وَلَهُم عَذابٌ مُقيمٌ).[9]
- قال -تعالى-:(إِنَّ اللَّـهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا).[10]
- قال -تعالى-:(قُل أَنفِقوا طَوعًا أَو كَرهًا لَن يُتَقَبَّلَ مِنكُم إِنَّكُم كُنتُم قَومًا فاسِقينَ*وَما مَنَعَهُم أَن تُقبَلَ مِنهُم نَفَقاتُهُم إِلّا أَنَّهُم كَفَروا بِاللَّـهِ وَبِرَسولِهِ وَلا يَأتونَ الصَّلاةَ إِلّا وَهُم كُسالى وَلا يُنفِقونَ إِلّا وَهُم كارِهونَ).[11]
- قال -تعالى-:(وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنهُم ماتَ أَبَدًا وَلا تَقُم عَلى قَبرِهِ إِنَّهُم كَفَروا بِاللَّـهِ وَرَسولِهِ وَماتوا وَهُم فاسِقونَ).[12]
المصادر والمراجع
- [1] مجموعة من المؤلفين،كتاب مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 173-174. بتصرّف.
- [2] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:34، صحيح.
- [3] ابراهيم بن عثمان الفارس،كتاب دروس للشيخ إبراهيم الفارس، صفحة 6. بتصرّف.
- [4] إبراهيم بن سعد أبا حسين،كتاب معجم التوحيد، صفحة 492.
- [5] سورة النساء، آية:145
- [6] إبرهيم بن عثمان الفارس،كتاب دروس للشيخ إبراهيم الفارس، صفحة 8. بتصرّف.
- [7] سعد بن وهف القحطاني،عقيدة المسلم في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 685-687.
- [8] سورة التوبة، آية:64
- [9] سورة التوبة، آية:68
- [10] سورة النساء، آية:140
- [11] سورة التوبة، آية:53-54
- [12] سورة التوبة، آية:84