فهم النصوص في علم أصول الفقه

نظرة متعمقة في تعريف النص وأمثلة عليه عند الأصوليين، مع التركيز على وجهات نظر جمهور الأصوليين والحنفية، بالإضافة إلى خصائص النصوص الشرعية.

فهرس المحتويات

تعريف النص عند جمهور الأصوليين
تعريف النص عند الحنفية
خصائص النصوص الشرعية
المراجع

تحديد النص عند جمهور الفقهاء

يشير مصطلح “النص” في اللغة العربية إلى الوضوح والظهور. وقد اتفق جمهور العلماء الأصوليين على أن النص هو ما يدل على معناه دلالة واضحة لا تحتمل تأويلاً أو معنى آخر. يقتصر النص، في هذا السياق، على الأدلة النقلية من القرآن الكريم والسنة النبوية، ويُقابله في هذا المفهوم المجمل والظاهر.

ومن أمثلة النصوص الواضحة:

قوله تعالى: ﴿فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً﴾ [٢]. فعدد “ثمانين” هنا نصٌّ لا يحتمل إلا معنىً واحدًا.

وقوله تعالى: ﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [٣].

النصّ من منظور المذهب الحنفي

يختلف تعريف الحنفية للنص عن تعريف الجمهور. فهم يعرّفونه بأنه ما ازداد وضوحه على الظاهر في كلام المتكلم، وذلك بناءً على السياق الذي ورد فيه الكلام، مع إمكانية احتوائه على تأويلات.

ومن الأمثلة على ذلك:

حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- الذي رواه ابن ماجة: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنا نركب البحر، ونحمل معنا القليل من الماء، فإن توضَّأنا به عطشنا، أفنتوضَّأ من ماء البحر؟، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم -:(هو الطهور ماؤه، الحل ميتته).[٥] فالنصّ هنا يُفهم من سياقه، ويدلّ على جواز الوضوء بماء البحر.

وقوله تعالى: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا﴾ [٦]. فالآية هنا تُبيح نكاح أكثر من امرأة.[٧]

الخصائص المميزة للنصوص الشرعية

يمتاز النص الشرعي بخصائص محددة، منها:

قبول النسخ: النّسخ هو رفع حكم شرعي سابق بدليل شرعي لاحق. ويقتصر النسخ على الأحكام الفقهية العملية، ولا يشمل الأخبار الغيبية أو العقائد.

قبول التخصيص: التخصيص هو استثناء بعض أفراد الكلام العام بدليل شرعي آخر.

عدم قبول التأويل (في رأي جمهور الأصوليين): النصّ، وفقًا لرأي جمهور الأصوليين، لا يحتمل التأويل لأنه يدل على معناه دلالة قطعية.

المصادر والمراجع

الرجاء الرجوع إلى المراجع الأصلية المذكورة في النص الأصلي لتفاصيل أكثر.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

فهم النص الحجاجي: منهج ودراسة

المقال التالي

فهم النص: منظور المحدثين

مقالات مشابهة