جدول المحتويات
ماهية المعرفة الحسية
تُعد المعرفة الحسية أساسًا في تكوين المعرفة عند الإنسان، فهي مصدرها الأول الذي نكتسبه من خلال حواسنا الخمس. نبدأ بملاحظة بسيطة للأشياء من حولنا، ثم نترجم هذه الملاحظة إلى فهم مباشر. على سبيل المثال، معرفتنا بالبرتقالة تأتي من رؤيتنا للونها، تذوق طعمها، شم رائحتها، ولمس قشرها. مجموع هذه الإدراكات الحسية يُشكل معرفتنا الشاملة عنها. [١]
نظريات المعرفة الحسية: تحليل معمّق
تُؤكد العديد من النظريات أنّ العقل البشري عند الولادة يكون فارغاً من المعرفة، وأنّ الحواس هي البوابة الرئيسية لتكوين المعرفة. تتلخص وظيفة العقل في تنظيم وتفسير المعلومات التي تتدفق من الحواس. يقوم العقل بتحليل هذه المعلومات، ويركبها، ويُجرّدها من تفاصيلها، ويُعمّم منها القواعد. [٢]
مثال على ذلك، عندما نرى حيوانًا وشجرة، يُركّب العقل هاتين الصورتين معًا ليتصور غابةً. في المقابل، يُجزّئ العقل الأشياء إلى وحدات أصغر لفهمها بشكل أفضل. كما يقوم العقل بتجريد الصفات المميزة للأشياء، ويُحافظ على المفاهيم العامة. فلو رأينا ثلاثة أشخاص، سنجردهم من صفاتهم الشخصية، ونحافظ على المفهوم العام للإنسانية.
أعلام الفلسفة والمعرفة الحسية
الأبيقوريون ومدارك الحواس
يُعتبر الإحساس عند الأبيقوريين هو أصل المعرفة. فالإحساس، بحسب فلسفتهم، يُقدم صورةً دقيقةً للواقع. خطأ الإدراك لا يكمن في الحواس نفسها، بل في الأحكام التي يضيفها العقل إلى تلك الإدراكات. الحواس هي الطريق الوحيد للمعرفة، والعقل يُعتبر حاسةً أخرى، وظيفته محصورة في التجريد، الإضافة، التأليف، والنقل. [٣]
جون لوك: تجارب الإنسان كبناء للمعرفة
يعتقد جون لوك أنّ الأفكار والصور الذهنية تنشأ من التجارب الحسية. يُولد الإنسان بعقل خالٍ من المعرفة (“صفحة بيضاء”)، وتبدأ المعرفة بالتدفق من خلال الحواس الخمس. الأطفال الصغار هم الأكثر تأثرًا بهذه العملية. تُكوّن الحواس ما يُسمى بالأفكار الحسية البسيطة، ثم يُعالج العقل هذه الأفكار من خلال التحليل والمجادلة، مكونًا الأفكار المركبة والمعقدة. [٤]
جورج بيركلي: الوجود والإدراك
يرى جورج بيركلي أنّ الشيء الوحيد الموجود هو ما ندركه. لا نُدرك المادة أو الجوهر بحد ذاته. فمثلاً، ندرك صلابة الطاولة، لكننا لا ندرك مادة الطاولة نفسها. يُمكن للإنسان أن يحلم بوجود شيء صلب دون أن يكون موجودًا فعليًا. يُفسر بيركلي الإحساس بالصلابة بأنّه نتيجة لتأثير الروح أو الإرادة. [٥]
لذا، لكل فكرة سبب خارج عن وعي الإنسان، وهذا السبب هو روحاني وليس مادي. الروح هي سبب التصورات، كما في حالة الأحلام. أما العالم المادي، فسببه روح أخرى تُسيطر على كل شيء. هذه الروح هي الله تعالى. [٦]
المراجع
المصدر | الصفحة | المعلومات |
---|---|---|
زكي نجيب محمود، نظرية المعرفة | 37-40 | تعريف المعرفة الحسية |
حسن محمد مكي العاملي، المدخل إلى العلم والفلسفة والإلهيات نظرية المعرفة | 138-139 | تحليل نظرية المعرفة الحسية |
مصطفى النشار، رواد التجديد فى الفلسفة المصرية المعاصرة | 241 | الأبيقوريون |
عماد الزغول، نظريات التعلم | 33 | جون لوك |
ول ديورانت، الفلسفة والمسألة الاجتماعية | 78 | جورج بيركلي |
يمنى طريف الخولي، فلسفة العلم في القرن العشرين | 118-119 | جورج بيركلي |