محتويات
المقطع | العنوان |
---|---|
1 | القضاء والقدر: تعريف لغوي وشرعي |
2 | معنى القضاء: شرح مفصل |
3 | ما هو القدر؟ تعريف شامل |
4 | مقارنة وتوضيح الفروق بين القضاء والقدر |
5 | مراتب الإيمان بالقضاء والقدر |
6 | فوائد الإيمان بالقضاء والقدر |
القضاء والقدر: تعريف لغوي وشرعي
يُعرف القضاء والقدر في الإسلام كمفهومين أساسيين مرتبطين بعلم الله سبحانه وتعالى وقدرته المطلقة على تدبير الكون. سنتناول تعريف كل منهما لغةً وشرعاً.
معنى القضاء: شرح مفصل
للقضاء في اللغة معانٍ متعددة، منها إخراج الشيء الثابت بالقَدَر إلى الواقع، كما يُشير إلى قانون الله تعالى، أو حكمه بما شرعه. وفي الاصطلاح الفقهي، يُعرّف القضاء بأنه علم الله تعالى السابق الذي حكم به في الأزل. يُمكن وصفه بأنه الحكم الكليّ في الأزل، أو الحكم بالكليّ على سبيل الإجمال في علم الله الأزليّ.
ما هو القدر؟ تعريف شامل
يعرف القدر لغوياً بمعنى مقدار الشيء، وما قدره الله وحكم به في الأزل. وهو وقوع الشيء في وقته ومكانه المقدر له. أما في الاصطلاح الشرعي، فهو وقوع ما علمه الله وجرى به القلم إلى الأبد، حسب ما قدره الله في الزمان والمكان المحددين، وهو علم الله بمقادير الأشياء وتفاصيلها.
مقارنة وتوضيح الفروق بين القضاء والقدر
اختلف العلماء في بيان الفرق بين القضاء والقدر. فذهب بعضهم إلى أنهما مترادفان، وأنّهما شيء واحد لهما نفس المعنى. بينما ذهب آخرون إلى التفريق بينهما، فالقضاء هو علم الله وحكمه في الأزل، والقدر هو وقوعه كما علمه. وقد فسّر البعض القضاء بأنه الحكم الكليّ الإجماليّ في الأزل، والقدر هو جزئيات ذلك الحكم وتفاصيله. وهناك من رأى أن القدر يسبق القضاء، فالعلم الأزلي لله هو القدر، ووقوع الأشياء وفق علمه هو القضاء. وأخيراً، هناك من يرى أن المعنى واحد إذا تفرقا، ويختلفان إذا اجتمعا في عبارة واحدة.
مراتب الإيمان بالقضاء والقدر
الإيمان بالقضاء والقدر له مراتب متعددة، يجب على المسلم الإيمان بها جميعاً:
- العلم السابق بالأشياء قبل وقوعها: الإيمان بعلم الله المطلق بكل شيء، ما كان وما سيكون وما لم يكن. دليل ذلك قوله تعالى: (وَعِندَهُ مَفاتِحُ الغَيبِ لا يَعلَمُها إِلّا هُوَ وَيَعلَمُ ما فِي البَرِّ وَالبَحرِ وَما تَسقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلّا يَعلَمُها وَلا حَبَّةٍ في ظُلُماتِ الأَرضِ وَلا رَطبٍ وَلا يابِسٍ إِلّا في كِتابٍ مُبينٍ) [سورة الأنعام: 59].
- مرتبة الكتابة: الإيمان بأن الله كتب مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ. دليل ذلك قوله تعالى: (وَما تَكونُ في شَأنٍ وَما تَتلو مِنهُ مِن قُرآنٍ وَلا تَعمَلونَ مِن عَمَلٍ إِلّا كُنّا عَلَيكُم شُهودًا إِذ تُفيضونَ فيهِ وَما يَعزُبُ عَن رَبِّكَ مِن مِثقالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصغَرَ مِن ذلِكَ وَلا أَكبَرَ إِلّا في كِتابٍ مُبينٍ) [سورة يونس: 61]. وتشمل هذه المرتبة الإيمان بكتابة الأقدار قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، قالَ: وَعَرْشُهُ علَى المَاءِ) [صحيح مسلم].
- مرتبة الإرادة والمشيئة: الإيمان بأن كل شيء يحدث بمشيئة الله وإرادته. دليل ذلك قوله تعالى: (قُلِ اللَّـهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [سورة آل عمران: 26].
- مرتبة الخلق والإيجاد: الإيمان بأن الله هو الخالق. دليل ذلك قوله تعالى: (وَاللَّـهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) [سورة الصافات: 96].
فوائد الإيمان بالقضاء والقدر
لإيمان بالقضاء والقدر ثمار عظيمة، منها: الخلاص من الشرك، الاستقامة في السراء والضراء، المجاهدة الدائمة، مواجهة المصائب بثبات، التوكل على الله، والطمأنينة والراحة النفسية.