فهم القدر الإلهي: أنواع وأبعاد

استكشاف مفهوم القدر الإلهي، وأنواعه، وثمار الإيمان به، ومراتبه المختلفة. رحلة معرفية في أصول الإيمان الإسلامي.

محتويات

تصنيفات القدر الإلهي

يُعد الإيمان بالقدر ركيزة أساسية من ركائز الإيمان، كما جاء في سؤال جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان: (أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكِتابِهِ، ولِقائِهِ، ورُسُلِهِ، وتُؤْمِنَ بالبَعْثِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ كُلِّهِ، قالَ: صَدَقْتَ)،[١]

ويمكن تقسيم القدر إلى أربعة أصناف رئيسية:

  1. القدر النافع في الدنيا والآخرة: هذا القدر يُشبه النعمة الحلوة، حيث يُهبها الله لعباده الصالحين، مما يُعينهم على طاعته ويزيدهم تقرباً إليه. فهي نعمةٌ حلوةٌ لأنها توافق رغباتهم، وخيرٌ لهم لأنها تُقربهم إلى الله سبحانه وتعالى.
  2. القدر الضار في الدنيا النافع في الآخرة: يُشبه هذا القدر النعمة المرّة، وهي المصائب التي يُبتلى بها المؤمنون، والتي تُكفر عن ذنوبهم، وتُطهر قلوبهم، وترفع درجاتهم. فهي خيرٌ لهم في الآخرة، لكنها مرة في الدنيا لأنها لا تتوافق مع رغباتهم. هذا النوع، كالسابق، خاص بأهل الإيمان فقط.
  3. القدر النافع في الدنيا الضار في الآخرة: يُمثل هذا القدر الشر الحلو، حيث يُبتلى به أعداء الله بنعم الدنيا، متع الحياة الدنيوية. هذه المتع تُشكل شرّاً لهم في الآخرة؛ لأنها تُزيدهم طغياناً، وبعداً عن الله سبحانه وتعالى.
  4. القدر الضار في الدنيا والآخرة: يُمثل هذا القدر الشر المر، كالحروب والفتن، وهي شرٌّ لهم في الدنيا والآخرة لأنها تقودهم إلى النار، ولا تتوافق مع رغباتهم.

معنى القدر وثمار الإيمان به

يُعرّف القدر بأنه علم الله الأزلي، حكم فيه بوجود ما شاء، وسجله القلم في اللوح المحفوظ. الله -تعالى- قدّر كل شيء قبل خلقه، وعلم متى سيقع. ومن ثمار الإيمان بالقدر:

  • التخلص من الشرك، حيث يقرّ المؤمن بأن كل شيء من عند الله وحده.
  • الاستقامة على منهج الحق في السراء والضراء.
  • قدرة الإنسان على مواجهة الصعاب بقلب ثابت.

مستويات القدر الإلهي

يمر القدر بأربع مراتب:

  1. مرتبة العلم: الله سبحانه وتعالى عالم بكل شيء، ماضيه وحاضره ومستقبله، بما في ذلك أرزاق الناس وأعمالهم وآجالهم.
  2. مرتبة الكتابة: يكتب الله ما علمه من أفعال العباد قبل وقوعها، وهذا من علمه المطلق.
  3. مرتبة المشيئة: لا يحصل شيء إلا بإرادة الله سبحانه وتعالى.
  4. مرتبة الخلق: الله خالق العباد وأفعالهم، وقد خلق الإرادة فيهم، لكنهم يختارون أفعالهم بإرادتهم.

المصادر

  1. [١] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:10، خلاصة حكم المحدث صحيح.
  2. [٢] محمد الشنقيطي،كتاب دروس للشيخ محمد الشنقيطي، صفحة 12. بتصرّف.
  3. [٣] عمر الأشقر،كتاب القضاء والقدر، صفحة 21-111. بتصرّف.
  4. [٤] عبد الرحيم السلمي،كتاب شرح الطحاوية، صفحة 5-9. بتصرّف.
Total
0
Shares
المقال السابق

تصنيفات الجريمة: دراسة لأنواع القتل في الفقه الإسلامي

المقال التالي

أدوات القياس الدقيقة: أنواع القدمة ذات الورنية

مقالات مشابهة