فهم الفقه: تعريف، أهمية، وتطبيقات

علوم الشريعة الإسلامية: تنوع وتكامل

تُعدّ علوم الشريعة الإسلامية منظومةً متكاملةً تُعنى بتنظيم حياة المسلم في جميع جوانبها. فمنها ما يُعنى بالجانب العقائدي، كالتوحيد ومعرفة أسماء الله وصفاته، ومنها ما يُعنى بالجانب العملي، كالفقه الذي يُحدد الأحكام الشرعية المتعلقة بأفعال الإنسان.

الكشف عن معنى الفقه: اللغة والاصطلاح

للفقه معنيان: لغوي واصطلاحي. فأما لغوياً، فيُعرّف بأنه الفهم والإدراك، كما في قوله تعالى: ﴿قالوا يا شُعَيبُ ما نَفقَهُ كَثيرًا مِمّا تَقولُ﴾ [هود: 91]. ويرى بعضُهم أنّه الفهمُ الدقيق لما للشيء من أغراضٍ وأسرارٍ ومقاصد.

وأما اصطلاحاً، فيُعرّفه الفقهاء بأنه العلمُ بالأحكام الشرعية العملية الفرعية المستنبطة من أدلتها التفصيلية كالقرآن والسنة والإجماع. وهو علمٌ يُعنى باستنباط الأحكام الشرعية وتبيينها وتيسيرها للمسلمين، ليتمكنوا من معرفة الحلال والحرام، والمكروه والمستحب، وغير ذلك من الأحكام.

أحكام الفقه: العبادات والمعاملات

يُقسم علم الفقه إلى قسمين رئيسيين: قسمٌ خاصٌ بالعبادات، كالصلاة والصيام والزكاة والحج، وقسمٌ خاصٌ بالمعاملات، كتلك التي تقع بين الناس في حياتهم اليومية كبيع وشراء، والرهن، والوقف، والطلاق، والزواج، وأحكام الرّبا وغيرها من المعاملات التي تُنظّم العلاقات الاجتماعية.

أهمية الفقه وفضائله: دليل السعادة والهداية

برزت الحاجة إلى علم الفقه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث انقطع الوحي، فكان الصحابة الكرام هم المرجع في بيان أحكام الشريعة، ثمّ تلاهُم التابعون. وللفقه أهمية بالغة في حياة المسلم، فهو الوسيلة لفهم دينه، ومعرفة أحكام شريعته، كما في قوله تعالى: ﴿وَما كانَ المُؤمِنونَ لِيَنفِروا كافَّةً فَلَولا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرقَةٍ مِنهُم طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهوا فِي الدّينِ وَلِيُنذِروا قَومَهُم إِذا رَجَعوا إِلَيهِم لَعَلَّهُم يَحذَرونَ﴾ [التوبة: 122].

ومن أهم فوائد الفقه:

• تمام العبادات: فمعرفة أحكام الشريعة ضرورية لأداء العبادات على أكمل وجه.
• خشية الله تعالى: يُورث الفقه الخشية من الله ومراقبته، مما يزيد المحبة والتقرب إليه.
• السعادة والهداية: التفقه في الدين دليل على إرادة الله تعالى الخير للعبد.
• التقرب إلى الله: يُعدّ الفقه من أعظم العلوم الشرعية وأجلها، وبه يتقرب العبد إلى ربه.