فهرس المحتويات
أصول العقد النفسية: من أين تنبع؟
غالباً ما نسمع وصف بعض الأفراد بأنهم “معقدون نفسياً”، نتيجة لسلوكياتهم أو التناقضات الظاهرة في حياتهم. لكن ما هو التفسير الحقيقي للعقد النفسية، وكيف تتشكل؟ هذا ما سنستكشفه.
ما هي العقد النفسية؟
تُعرّف العقدة النفسية بأنها فكرة أو مجموعة أفكار مترابطة، يكبتها الفرد جزئياً أو كلياً. ترتبط هذه الأفكار بانفعال معين، وتكون في صراع مع أفكار أخرى مقبولة لدى الفرد. وهي بمثابة استعداد لا شعوري، لا يدرك الفرد وجوده أو منشأه، وكل ما يشعر به هو آثارها على سلوكه، مشاعره، وجسده. من بين هذه الآثار: القلق، الشكوك، واضطرابات نفسوجسدية.
ينبع شعور البعض بوجود عقدة نفسية لديهم غالباً من ردود أفعال الآخرين عليهم.
العوامل المؤثرة في ظهور العقد النفسية
تتعدد العوامل التي تساهم في تكوين العقد النفسية، ومن أبرزها:
الخوف من فئات معينة:
غالبًا ما تنشأ هذه العقدة في مرحلة الطفولة، عندما يهدد الآباء أطفالهم أو يخيفونهم من أشخاص أو فئات معينة، كالأطباء، الشرطيين، أو المعلمين. يهدف الأهل بذلك إلى تهدئة الطفل، إيقافه عن سلوك معين، أو التوقف عن طلب ما، أو لإسكات بكائه وصراخه. لكن هذا قد يؤدي إلى تكوين عقدة نفسية تستمر مع الطفل حتى الكبر، مما يجعله يشعر بالخوف من تلك الفئات مهما بلغ من العمر أو منصب.
الصدمات الانفعالية:
الصدمة الانفعالية المفاجئة أو التجارب المؤلمة المتكررة قد تُحدث عقدًا نفسية. مثلاً، إذا تعرض طفل لهجوم مفاجئ من كلب، فقد يصاب بعقدة نفسية من الكلاب، بل وقد يتطور الأمر إلى خوف من جميع الحيوانات. حتى بعد الكبر، يبقى هذا الخوف لا إرادياً، يتملك الفرد بمجرد رؤية كلب أو قطة.
الحرمان والتربية القاسية:
يؤدي حرمان الطفل من حاجة معينة في مرحلة الطفولة، أو اتباع أسلوب تربية قاسٍ، إلى خلق مشاعر سلبية كالذنب، النقص، القلق، والغيرة. تنشأ بذلك عواطف هدامة كالكراهية والحقد، مشاعر ثقيلة تُكبت لتظهر لاحقاً على شكل عقد نفسية يصعب التخلص منها.