فهرس المحتويات
الشهادة في سبيل الله |
تصنيفات الشهداء |
أحكام خاصة بالشهداء |
المراجع |
مفهوم الشهادة في سبيل الله
تُعرّف الشهادة في سبيل الله بأنها الوفاة خلال جهاد الكفار، بسبب مباشر للقتال قبل انتهاء المعركة. يشمل ذلك من قُتل على يد كافر، أو مسلم عن طريق الخطأ، أو من أصابته أسلحته، أو من سقط من مكان مرتفع، أو من مات بسبب دابته، أو من قُتل على يد مسلم باغٍ استعان به أعداء الإسلام. وقد اختلف الفقهاء في أصل تسمية “شهيد”، فمنهم من قال إن الملائكة تشهده، وآخرون رأوا أنه يُستشهد يوم القيامة، أو أن الله وملائكته شهدوا له بالجنة، أو أنه حي يشهد نعيم الآخرة، أو لسقوطه على الأرض عند وفاته.
وللشهيد مكانة عظيمة في الإسلام. فقد تمنى النبي ﷺ الشهادة قائلاً: (والذي نفسي بيدِه، وددتُ أني أقاتلُ في سبيلِ اللهِ فأُقْتَلُ، ثم أُحْيا ثم أُقْتَلُ، ثم أُحْيا ثم أُقتلُ، ثم أُحْيا ثم أُقتلُ، ثم أحيا)،[١]
ومن فضائل الشهادة: عدم الفتنة في القبر، كما روى الصحابي الذي سأل النبي ﷺ: (يا رسولَ اللهِ ما بالُ المؤمنين يُفتنون في قبورِهم إلَّا الشَّهيدَ)، فأجاب النبي ﷺ: (كفَى ببارقةِ السُّيوفِ على رأسِه فتنةً)،[٢] وعدم الشعور بالألم عند الموت، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (ما يجدُ الشَّهيدُ من مسِّ القتلِ إلَّا كما يجدُ أحدُكُم من مَسِّ القرصةِ)،[٣] وأجر عظيم في الآخرة، كما في الحديث: (إنَّ في الجنَّةِ مئةَ درجةٍ، أعدَّها اللهُ للمجاهدين في سبيلِ اللهِ، ما بين الدَّرجتَيْن كما بين السَّماءِ والأرضِ).[٤][٥]
تصنيفات الشهداء في الإسلام
يُمكن تصنيف الشهداء إلى عدة أقسام، تختلف باختلاف ظروف الاستشهاد وأهداف القتال:
شهيد الدنيا: يُعامَل في الدنيا معاملة الشهيد (لا يُغسل ولا يُكفن)، لكن نيته غير خالصة لله، بل رياء أو طلب شهرة أو مصلحة دنيوية. كما في الحديث: (إنَّ أولَ الناسِ يُقضى يومَ القيامَةِ عليه رجُلٌ استُشهِد فأتى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها، قال: فما عمِلتَ فيها؟ قال: قاتَلتُ فِيكَ حتى استُشهِدتُ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ قاتَلتَ لِأَنْ يُقالَ جَريءٌ، فقد قيل، ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه حتى أُلقِيَ في النارِ).[٧][٥]
شهيد الآخرة: لا يُعامَل في الدنيا معاملة الشهيد (يُغسل، يُكفن، يُصلى عليه)، لكنه يُعطى أجر الشهيد في الآخرة. يشمل ذلك من مات بداء البطن، أو الغرق، أو الطاعون، أو من قُتل ظلماً، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (الشُّهَداءُ خمسةٌ: المَطعونُ، والمَبطونُ، والغَريقُ، وصاحبُ الهدمِ، والشهيدُ في سبيلِ اللهِ)،[٨] وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه: (الطَّاعونُ شَهادةٌ لِكُلِّ مسلِمٍ)،[٩] ومن قاتل دفاعاً عن ماله أو عرضه أو أهله، كما في الحديث: (من قاتل دون مالِه، فقُتل فهو شهيدٌ، ومن قاتل دونَ دمِه، فهو شهيدٌ، ومن قاتل دونَ أهلِه، فهو شهيدٌ).[١٠]
شهيد الدنيا والآخرة: من قُتل في سبيل الله بنية خالصة، مُقبل غير مُدبر. وهذا النوع ورد ذكره في الحديث: (جاء رجلٌ إلى النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فقال: الرجلُ يُقاتِلُ للمَغنَمِ، والرجلُ يُقاتِلُ للذِّكرِ، والرجلُ يُقاتِلُ ليُرَى مكانُهُ، فمن في سَبيلِ اللَّهِ؟ قال:(من قاتَلَ لتَكونَ كلمَةُ اللَّهِ هي العُليا، فهو في سَبيلِ اللَّهِ).[١١]
أحكام خاصة بالشهداء
لشهداء الإسلام مكانة عظيمة، وتُطبق عليهم أحكام خاصة، منها:
لا يُغسل: وهو رأي جمهور العلماء، بدليل أمر النبي ﷺ بدفن قتلى أحد بدمائهم وثيابهم.
لا يُكفن: يدفن الشهيد بثيابه التي قُتل فيها، كما في حديث النبي ﷺ يوم أحد: (زمِّلوهم في ثيابهم)،[١٣] مع استحباب إضافة ثوب واحد فوق ثيابه.
الصلاة عليه: تصح الصلاة عليه أو تركها، فقد صلى النبي ﷺ على بعض الشهداء وترك الصلاة على آخرين.