فهم الشريعة الإسلامية: جوهرها، خصائصها، وأحكامها

استكشاف مفهوم الشريعة الإسلامية، تعريفها اللغوي والاصطلاحي، خصائصها المميزة، أحكامها، وفرقها عن الفقه.

جدول المحتويات

الموضوعالرابط
الشريعة الإسلامية: تعريفها اللغوي والاصطلاحيالفقرة الأولى
الخصائص الفريدة للشريعة الإسلاميةالفقرة الثانية
أنواع أحكام الشريعة الإسلاميةالفقرة الثالثة
مقارنة بين الشريعة والفقهالفقرة الرابعة

الشريعة الإسلامية: المعنى اللغوي والاصطلاحي

كلمة “شريعة” في اللغة العربية مشتقة من الفعل “شرع”، وتعني الطريق المستقيم، كما ورد في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الجاثية: 18]. وهي تُشير أيضًا إلى مصدر الماء الجاري الذي يُقصَد للشرب.

أما اصطلاحًا، فالشريعة هي مجموعة الأحكام التي شرعها الله سبحانه وتعالى لعباده، من خلال أنبيائه عليهم الصلاة والسلام، وتشمل العقائد والأحكام العملية التي تضمن سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة. وإذا أضفنا لفظ “الإسلام”، فإنّ “الشريعة الإسلامية” تُشير تحديدًا إلى الأحكام التي نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم عبر الوحي، والتي تُنظم حياة الأفراد والمجتمعات.

خصائص الشريعة الإسلامية المميزة

تتميز الشريعة الإسلامية بعدد من الخصائص الأساسية، منها كونها إلهية المنشأ، مصدرها الله سبحانه وتعالى، وهي معصومة من الخطأ، محفوظة من التغيير حتى قيام الساعة. كما أنّها نظام مستقل بذاته، يختلف عن الأنظمة البشرية الأخرى، لها قدسيتها في نفوس المسلمين، وهي شاملة عالمية، تُخاطب جميع البشر بغض النظر عن اختلاف أجناسهم وألوانهم.

من خصائصها أيضًا، أنّ نشأتها فريدة، فقد أنزلها الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يكن للبشر أي دور في وضعها. كما أنّ نصوصها تُخاطب العقل والقلب معًا، بأسلوب سهل يجمع بين الترغيب والترهيب، وهي واسعة وكاملة، تشمل جميع جوانب حياة الإنسان، من فردية واجتماعية، دينية ودنيوية، وتتميز بالمرونة لتناسب مختلف الأزمنة والأمكنة، وتُيسر الأحكام وترفع الحرج، وتُحافظ على مصالح العباد، وتُتميز بالعدل.

تصنيف أحكام الشريعة الإسلامية

تنقسم أحكام الشريعة الإسلامية إلى أقسام رئيسية: أحكام اعتقادية، تتعلق بإيمان المسلم بالله تعالى، وبصفاته، وبرسله، وبكتبه، وبالملائكة، وغير ذلك من الأمور الغيبية. أحكام أخلاقية، تهدف إلى تهذيب النفس وتزكيتها، مثل الصدق، الأمانة، الوفاء، العفو، والعديد من الأخلاق الحميدة، والابتعاد عن الرذائل. وأحكام عملية، أو ما يُعرف بعلم الفقه، تنظم العلاقة بين الإنسان وربه، كالصلاة، الصوم، الزكاة، الحج، وتنظم علاقته بغيره من الناس، كما تنظم علاقة الدولة بالدول الأخرى.

الفرق بين الشريعة والفقه

يُلاحظ فرقٌ جوهري بين الشريعة والفقه. فالشريعة أعم وأشمل، تشمل جميع الأحكام، العقائدية والأخلاقية والعملية، بينما الفقه يختص بالأحكام العملية فقط، أي تلك المتعلقة بأفعال العباد. الشريعة مصدرها الوحي الإلهي، من القرآن الكريم والسنّة النبوية، أما الفقه، فهو نتاج اجتهاد الفقهاء في استنباط الأحكام من النصوص الشرعية. بعض أحكام الفقه تستنبط مباشرة من النصوص، كالآية الكريمة التي تحرم بعض النساء: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ…﴾ [النساء: 23]، بينما أحكام أخرى تحتاج إلى بحثٍ واستنباطٍ من الفقهاء، خاصةً مع ظهور قضايا جديدة ومستجدات في الحياة.

Total
0
Shares
المقال السابق

فهم الشرك: أنواعُهُ وخطورته

المقال التالي

الشريعة الإسلامية: لغةً واصطلاحاً

مقالات مشابهة