فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
معنى الشرك في اللغة | اللغة |
الشرك في الاصطلاح | الاصطلاح |
أنواع الشرك: تصنيف شامل | الأنواع |
الشرك الأكبر: خطورته وعواقبه | الأكبر |
الشرك في الربوبية | الربوبية |
الشرك في الألوهية | الألوهية |
الشرك في الأسماء والصفات | الأسماء والصفات |
الشرك الأصغر: درجاته وآثاره | الأصغر |
أمثلة على الشرك الأصغر | أمثلة |
معنى الشرك في اللغة
يعني الشرك في اللغة العربية اتخاذ الشريك والند، أي جعل شخص شريكاً لآخر، سواءً من البشر أو غيرهم. ويُلاحظ هذا المعنى في كلمة “شركة”، حيث تشير إلى تشارك مجموعة من الأفراد في ملكية عقار أو مؤسسة. ويُقال “أشرك بينهما” للدلالة على جعلهما اثنين، أو “أشرك في أمره غيره” لمعنى جعل الأمر مشتركاً بين اثنين.
الشرك في الاصطلاح الفقهي
أما في الاصطلاح الشرعي، فيعني الشرك إشراك غير الله -سبحانه وتعالى- في ربوبيته، أو ألوهيته، أو في أسمائه وصفاته. يتضمن ذلك إعطاء صفة من صفات الله أو اسم من أسمائه لغيره، أو التوجه بالعبادة لغير الله، سواء كانت هذه العبادة توجه لآلهة أو أصنام أو قبور أو غيرها.
أنواع الشرك: تقسيم شامل
ينقسم الشرك إلى نوعين رئيسين: الشرك الأكبر والشرك الأصغر. يُعدّ الشرك الأكبر أخطر بكثير من الأصغر، حيث يخرج من الملة، بينما الشرك الأصغر ذنبٌ عظيمٌ ولكنه لا يخرج من الملة.
الشرك الأكبر: خطورته وعواقبه
الشرك الأكبر هو أشد أنواع الشرك، وله عواقب وخيمة في الآخرة. ينقسم إلى:
الشرك في الربوبية
هو الاعتقاد بوجود شريك لله -سبحانه وتعالى- في تدبير الكون، مثل ادعاء فرعون: ﴿فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ﴾ [النازعات: 24]. هذا الادعاء باطل، فكيف يكون من يدّعي الربوبية عاجزاً عن إنقاذ نفسه؟
الشرك في الألوهية
هو توجيه العبادة إلى غير الله، كعبادة الأصنام أو التوسل بالأموات. يجب على المسلم أن يُخلص عبادته لله وحده، كما قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأنعام: 162-163].
الشرك في الأسماء والصفات
هو إسناد صفات الله أو أسمائه إلى مخلوق، كأن يُعتقد أن أحداً يعلم الغيب مثل علم الله. وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الشرك بقوله: (أن تجعل لله نداً وهو خلقه) [صحيح البخاري].
الشرك الأصغر: درجاته وآثاره
الشرك الأصغر أقل خطورة من الأكبر، إذ لا يخرج من الملة، لكنه ذنبٌ يجب التوبة منه. قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 48].
أمثلة على الشرك الأصغر
الحلف بغير الله
الحلف بغير الله، كقول “ما شاء الله وشئت”، يُعدّ من الشرك الأصغر. وقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم الصواب بقوله: (إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة، ويقولون ما شاء الله ثم شئت) [الصحيح المسند].
الرياء
الرياء هو قصد العرض في العمل، كأن يُريد العبد بالطاعة نيل منصب أو جاه. وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الرياء بقوله: (إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر. قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء، يقول الله عز وجل: إذا جزى الناس بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاءً) [مجمع الزوائد].
ختاماً، إنّ فهم الشرك بأنواعه المختلفة، وخطورته، يُسهم في تحصين الإيمان وتطهيره من الشوائب، والحرص على توحيد الله – عز وجل – خالصاً بلا شريك.