محتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
تعريف الرسول لغةً واصطلاحاً | الفقرة الأولى |
مهام الرسالة الإلهية | الفقرة الثانية |
خصائص الرسل الكرام | الفقرة الثالثة |
الفرق بين النبي والرسول | الفقرة الرابعة |
المصادر | المراجع |
الرسول: معنىً ولغةً
يختلف مفهوم “الرسول” بين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي. لغوياً، يُشير إلى الشخص المكلّف بمهمّة محددة، كما في قول الله تعالى على لسان ملكة سبأ: ﴿وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ﴾ [النمل: 35]. يُلاحظ هنا أنّ “الإرسال” يعني التوجيه والتكليف. وكذلك في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا﴾ [المؤمنون: 44]. وقد فسّر ابن عباس -رضي الله عنه- “تتراً” بأنها تتابع الرسل، كلّ منهم يحمل رسالة خاصة.
أما اصطلاحاً، فيُعرّف الرسول بأنه من اختاره الله -تعالى- ليكون نبيّاً ورسولاً، مُكلفاً بتبليغ رسالته إلى الناس. نوح -عليه السلام- هو أوّل الرسل، بينما الذين سبقوه كانوا أنبياءً، مثل آدم وشيث وإدريس -عليهم السلام-.
النبي والرسول: تمييز دقيق
يجمع العلماء على أنّ كل رسول نبي، ولكن ليس كل نبي رسول. فـ”رسول” أخصّ من “نبي”. الرسول هو من أوحى الله إليه بشريعة جديدة وأمره بتبليغها، بينما النبي يُبعث لدعوة قومه إلى شريعة سابقة. يظهر هذا الفرق في آيات قرآنية كثيرة، مثل قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾ [الحج: 52]، وقوله تعالى: ﴿وَاذكُر فِي الكِتابِ موسى إِنَّهُ كانَ مُخلَصًا وَكانَ رَسولًا نَبِيًّا﴾ [مريم: 51]. باختصار، النبي قد لا يُكلّف بتبليغ شريعة جديدة، بينما الرسول مُكلّف بذلك حتماً.
أدوار الرسل في نشر الحق
يوضّح القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة العديد من وظائف الرسل، منها:
- تبليغ الرسالة: الرسل هم سفراء الله -تعالى-، يُبلّغون الوحي والأمانة إلى عباده، كما في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾ [المائدة: 67]. يتطلب هذا الصدق والشجاعة وعدم الخوف من مخالفة الأعراف السائدة. يجب عليهم تبليغ الرسالة كاملةً، دون زيادة أو نقصان، كما في قوله تعالى: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ﴾ [الأحزاب: 4].
- الدعوة إلى الله: يدعون الناس للإيمان بالله، وطاعته، والتوحيد، وصدق رسله. كان نوح -عليه السلام- مثلاً يُدعو قومه 950 سنةً، مستخدماً أساليب متعددة في دعوته.
- التبشير والإنذار: يبشّرون الناس بالخير في الدنيا والآخرة، ويُنذرونهم من الشر والعقاب، كما في قوله تعالى: ﴿وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ﴾ [الكهف: 46].
- تزكية النفوس وإصلاحها: يُخرجون الناس من الظلمات إلى النور، من الجهل إلى العلم، ويهديهم إلى طريق الحق، كما في قوله تعالى: ﴿اللَّـهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ [البقرة: 257].
- تعديل الفكر المنحرف: يُصلحون العقائد الخاطئة، ويُقوّموا السلوكيات المنحرفة.
- إقامة الحجة: يُقيمون الحجة على الناس يوم القيامة، ليشهدوا أنّهم بلغوا رسالة ربّهم، كما في قوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى﴾ [النحل: 43].
- قيادة الأمة: يُسوسون الناس، ويحكمون بينهم بما شرع الله، كما في قوله تعالى: ﴿فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنْزَلَ اللَّـهُ﴾ [المائدة: 48].
- القدوة الحسنة: يكونون قدوة حسنةً في الطاعة لله -تعالى-، كما في قوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 21].
صفات الرسل: مجموعة من الخصال
تُقسم صفات الرسل إلى ثلاث مجموعات:
- الصفات المباحة: صفات بشرية طبيعية، كالزواج، والمرض، والأكل، والشرب.
- الصفات المستحيلة: صفات لا يمكن أن توجد فيهم، كالـكذب، والخيانة، وكتمان الرسالة.
- الصفات الواجبة: صفات يجب أن تتوفر فيهم، كـالصدق، والأمانة، والفطانة، والعصمة من الخطأ الذي يمسّ رسالتهم. فقد قالت عائشة -رضي الله عنها- لو كتم النبي -صلى الله عليه وسلم- شيئاً من القرآن لكتم قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّـهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ﴾ [الأحزاب: 1].
المراجع
تمّ الاستعانة بمجموعة من المصادر في إعداد هذا المقال، بعضها متوفر في المكتبات وبعضها متوفر على الإنترنت.