فهم الحديث النبوي الشريف

نظرة متعمقة في مفهوم الحديث النبوي، أنواعه، وقواعد قبوله ورده، مع أمثلة من السنة النبوية الشريفة.

فهرس المحتويات

مفهوم الحديث النبوي الشريف
تصنيفات الحديث النبوي الشريف
قبول الحديث ورده
أقسام الحديث حسب السند
المراجع

ما هو الحديث النبوي الشريف؟

يُعرّف الحديث النبوي الشريف بأنه كل ما ورد عن النبي محمد ﷺ من أقوال أو أفعال أو تقرير، والتقرير هو ما سكت عنه الرسول ﷺ فأقره – أو صفات خلقية أو خُلقية. [1]

وقد وصل إلينا هذا التراث العظيم عبر سلسلة متصلة من الرواة، جيلاً بعد جيل، [2] بفضل جهود علماء أجلاء بذلوا قصارى جهدهم في حفظه ودراسته، متخصصين في علوم الحديث، كالجرح والتعديل، والتي تُعنى بتحقيق صدق الرواة وموثوقية نقلِهم للحديث. من أهم خصائص الرواة: الدقة، والعدل، والأمانة، وقوة الحفظ. [3]

التنوع في الحديث النبوي

قام أهل العلم بتصنيف الحديث النبوي الشريف إلى أقسام عدة، منها ما سنوضحه فيما يلي، اعتمادًا على تصنيفات العلماء المشهورة. [9, 10]

معايير قبول الحديث ورفضه

يُصنّف الحديث من حيث القبول والرفض بناءً على عدة معايير، منها: [11]

  • الحديث الصحيح: يُشترط فيه اتصال السند، وعدالة الرواة، ودقتهم، وسلامته من أي عيب يؤثر على صحته. ويشمل هذا القسم الحديث الصحيح لغيره.
  • الحديث الحسن: ما قصر عن درجة الصحيح في بعض رواته، لكنه لا يزال مقبولاً بشكل عام، مع مراعاة شروط صحة الحديث الأخرى. يشمل أيضًا الحديث الحسن لغيره.
  • الحديث الضعيف: ما لم يستوفِ شروط الحديث الصحيح والحسن، وله أنواع كثيرة منها: المتروك، المنكر، المطروح، المضعف، المجهول، المدرج، والمضطرب. [12, 13]

تصنيف الحديث حسب سنده

يُقسم الحديث حسب سنده إلى ثلاثة أقسام رئيسية: [14, 15]

  • الحديث المتواتر: ما رواه عدد كبير من الرواة في كل طبقة من طبقاته، بحيث يستحيل تواطؤهم على الكذب. ينقسم إلى متواتر لفظي ومعنوي.
  • الحديث المشهور: ما رواه صحابي أو اثنان أو أكثر، ولم يصل إلى حد التواتر، ثم رواه عنهم جمع غفير في طبقات لاحقة، مما يضمن موثوقيته.
  • الحديث الآحاد: ما لم يصل عدد رواته إلى حد التواتر، سواء كان الراوي واحداً أو اثنين أو أكثر.

أمثلة من الحديث النبوي الشريف توضيحاً لأنواع الحديث من حيث القول، والفعل، والتقرير، والوصف:

الحديث الفعلي: عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت:(أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أزْوَاجُهُ مِن بَعْدِهِ).[4]

الحديث التقريري: عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال:(كنَّا نغزو معَ رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-، فنُصيبُ من آنيةِ المشرِكينَ وأسقيتِهِم، فنَستمتِعُ بِها فلا يعيبُ ذلِكَ عليهِم).[5]

الحديث القولي: عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال:(إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ).[6]

الحديث الوصفي (صفة خُلقيّة): عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال:(كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ العَذْرَاءِ في خِدْرِهَا، وَكانَ إذَا كَرِهَ شيئًا عَرَفْنَاهُ في وَجْهِهِ).[7]

الحديث الوصفي (صفة خَلقيّة): عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال:(كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- ضَلِيعَ الفَمِ، أَشْكَلَ العَيْنِ، مَنْهُوسَ العَقِبَيْنِ. قالَ: قُلتُ لِسِمَاكٍ: ما ضَلِيعُ الفَمِ؟ قالَ: عَظِيمُ الفَمِ، قالَ: قُلتُ: ما أَشْكَلُ العَيْنِ؟ قالَ: طَوِيلُ شَقِّ العَيْنِ، قالَ: قُلتُ: ما مَنْهُوسُ العَقِبِ؟ قالَ: قَلِيلُ لَحْمِ العَقِبِ).[8]

المصادر

  1. مجموعة من المؤلفين، التعريف بالإسلام، صفحة 56. بتصرّف.
  2. مصطفى السباعي، السنة ومكانتها، صفحة 127. بتصرّف.
  3. محمد عبد الغفار، كتاب نقد متون السنة للدميني، صفحة 3-13. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، صحيح.
  5. رواه الألباني ، في صحيح أبي داود، عن جابر بن عبدالله ، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، صحيح.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو سعيد الخدري، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن سمرة ، صحيح.
  9. أحمد شاكر، الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث، صفحة 6-8. بتصرّف.
  10. عبد الله الجديع، تحرير علوم الحديث، صفحة 789-800. بتصرّف.
  11. ابن الملقن، التذكرة في علوم الحديث لابن الملقن، صفحة 13-14. بتصرّف.
  12. ابن عثيمين، مصطلح الحديث، صفحة 9. بتصرّف.
  13. سليمان الحربي، الكواكب الدرية على المنظومة البيقونية، صفحة 110. بتصرّف.
  14. أبو أحمد هاشم، السنة النبوية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وأثرها في حفظ السنة النبوية، صفحة 41. بتصرّف.
  15. محمد الزحيلي، الوجيز في أصول الفقه الإسلامي، صفحة 207. بتصرّف.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

الحدود الطبيعية: تعريفها، أهميتها، وأمثلة عليها

المقال التالي

فهم الحديث الحسن: تعريف، أقسام، وحجية

مقالات مشابهة