فهم الحديث المرسل: شرح وبيان

فهرس المحتويات

ركائز العلوم الإسلامية

تُبنى العلوم الإسلامية، بتنوع فروعها، على ركيزتين أساسيتين لا تقوم الشريعة إلا بهما: القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. فالقرآن الكريم هو كلام الله تعالى، منزّه عن كل نقص، وهو المعجزة الخالدة التي أنزلها الله على رسوله محمد ﷺ، دليلاً لأُمته عبر العصور. أما السنة النبوية المطهرة، فهي ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير.

السنة النبوية: مرجعٌ ثانٍ للتشريع

تُعدّ دراسة السنة النبوية من أهم العلوم الشرعية، وقد بذل العلماء جهودًا كبيرة في تدوينها وتبيان صحيحها من ضعيفها. تميّز علم الحديث بدقّةِ النقل والتحريّ، فلم يُعرف في تاريخ العلوم مثلُ ما بذله علماء الحديث من جهدٍ في تتبع الروايات وتحقيقها، مُركزين على دراسة المتن (محتوى الحديث) والسند (سلسلة الرواة).

أنواع الحديث: درجات الصحة والضعف

تُصنّف الأحاديث النبوية حسب درجات الصحة والضعف، وفقًا لرواتها وسلاسل إسنادها. ومن أشهر هذه الأنواع: الحديث الصحيح، والحديث الحسن، والضعيف، والمُرسل، والمنقطع، والموقوف، وغيرها الكثير. يصل عددها إلى أكثر من خمسين نوعاً. سنتناول في هذا المقال بالتفصيل نوعاً مهماً منها وهو الحديث المرسل.

ما هو الحديث المرسل؟

كلمة “إرسال” لغوياً تعني إطلاق الشيء. أما في علم الحديث، فإنّ الحديث المرسل هو الحديث الذي انقطع فيه السند عند التابعي، أي لم يُذكر الصحابي الذي نقل عنه التابعيّ الحديث. يروي التابعي الحديث قائلاً: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم…” أو “فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم…” دون ذكر اسم الصحابي الذي سمع منه هذا الحديث. يُعتبر هذا انقطاعًا في السند.

لذا، الحديث المرسل هو حديثٌ يُروى عن التابعي بلفظ: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” أو نحو ذلك، دون ذكر اسم الصحابي الذي نقله إليه. هذا النقص في الإسناد هو ما يُميّز الحديث المرسل عن غيره من أنواع الأحاديث.

إنّ فهم هذه التصنيفات للاحاديث ضروريّ لفهم العلوم الشرعية، ولتحصيل الفهم الصحيح لنصوص الشريعة الإسلامية. ويجب الرجوع دائماً إلى أهل العلم والاختصاص في تمييز الأحاديث الصحيحة من الضعيفة.