فهم الثعلبة وعلاجها: دليل شامل

استكشاف أسباب الثعلبة، الفئات المعرضة للإصابة، والخيارات العلاجية المتاحة. نظرة متعمقة في هذا الاضطراب المناعي الذي يؤثر على نمو الشعر.

محتويات

ما الذي يسبب الثعلبة؟

على الرغم من الأبحاث العديدة، لا يزال السبب الدقيق وراء الإصابة بالثعلبة (بالإنجليزية: Alopecia areata)، المعروفة أيضًا باسم الثعلبة البقعية أو الصلع البقعي، غير واضح تمامًا.[1] يُعتقد أن عوامل وراثية، بيئية، ونفسية، مثل نوبات التوتر والقلق الشديد، تلعب دورًا في ظهورها.[2] في جوهرها، تُعتبر الثعلبة مرضًا ذاتيًا، حيث يهاجم جهاز المناعة بصيلات الشعر الصحية عن طريق الخطأ، معاملًا إياها كأجسام غريبة. هذا يؤدي إلى تصغير حجم البصيلات وإبطاء إنتاجها، مما يتسبب في توقف نمو الشعر. إليك بعض العوامل المساهمة:

العامل الوراثي

على الرغم من غموض آلية هذا الخلل المناعي، يرجح العلماء تورط الجينات.[4] يزيد احتمال الإصابة بالثعلبة إذا كان أحد الأقارب من الدرجة الأولى مصابًا بها.[4] تشير المؤسسة الوطنية للثعلبة البقعية (بالإنجليزية: National Alopecia Areata Foundation) إلى أن الثعلبة قد تنتشر عائليًا، لكنها تتطلب مساهمة جينات كلا الوالدين، على عكس العديد من الأمراض الوراثية الأخرى.[5]

العوامل البيئية

تلعب العوامل البيئية دورًا مهمًا.[6, 5] فمعدل الإصابة في التوائم المتطابقة يبلغ 50% فقط، وفقًا لدراسة نشرتها مجلة الأكاديمية الأمريكية لأمراض الجلدية في عام 2009.[6] هذا يدل على أهمية العوامل البيئية إلى جانب الوراثية. بعض الأشخاص قد يعانون من تساقط الشعر بعد تجربة صعبة، مثل المرض، الحمل، أو الصدمة.[7] ومع ذلك، لا تُعتبر هذه الأحداث أسبابًا رئيسية، بل عوامل محفزة لدى الأشخاص المعرضين للإصابة أساسًا.[1]

من المهم التأكيد على أن الثعلبة لا تعني الصلع الدائم. كلما زاد عدد بصيلات الشعر التي يهاجمها الجهاز المناعي، زاد تساقط الشعر، لكن الجهاز المناعي نادرًا ما يدمر هذه البصيلات تمامًا، مما يعني أن الشعر قد ينمو من جديد تلقائيًا مع انخفاض معدل التساقط.[8]

من هم الأكثر عرضة للإصابة؟

تُصيب الثعلبة البقعية الرجال والنساء على حد سواء، بغض النظر عن العرق، لكن بعض الفئات قد تكون أكثر عرضة:[8, 9]

  • الأشخاص ذوي الأقارب المصابين بالثعلبة.
  • مستخدمي بعض الأدوية، مثل نيفولوماب (Nivolumab) المستخدم لعلاج بعض أنواع السرطان، مثل سرطان الرئة وسرطان الجلد الخلوي الميلانيني (Melanoma). يبدأ تساقط الشعر الناجم عن نيفولوماب بعد أشهر من بدء العلاج، وقد يكون دليلًا على فعالية الدواء، لكنه لا يصيب الجميع. يحتاج الأمر إلى مزيد من البحث لمعرفة ما إذا كان نيفولوماب عامل خطر حقيقي. يمكن علاج هذا النوع من تساقط الشعر باستخدام الكورتيكوستيرويدات الموضعية لتعزيز نمو الشعر دون الحاجة إلى إيقاف علاج السرطان.
  • الأشخاص من أصول لاتينية أو أفريقية (وفقًا لدراسة أمريكية على ممرضات، لكن هذا يحتاج إلى دراسات أوسع).
  • الأشخاص دون سن الثلاثين، حيث يبدأ المرض غالبًا في الطفولة أو المراهقة.
  • الأشخاص الذين يعانون من أمراض معينة، مثل أمراض المناعة الذاتية للغدة الدرقية،[10] السكري من النوع الأول،[11] الربو، حمى القش، التهاب الجلد التأتبي، البهاق، ومتلازمة داون.[8, 9] بعض الدراسات تربط نقص فيتامين ب 12 أو د بالإصابة.[12]

علاج الثعلبة: الخيارات المتاحة

لا تحتاج جميع حالات الثعلبة إلى علاج، حيث يعود نمو الشعر تلقائيًا في الحالات الخفيفة. في بعض الحالات، تُستخدم أدوية لتحفيز نمو الشعر، لكن هذه الأدوية لا تعالج الثعلبة نفسها، بل تساقط الشعر. يجب استخدام أدوية آمنة لتجنب الآثار الجانبية. تتضمن الخيارات العلاجية:

العلاجات الموضعية

تشمل الستيرويدات، تركيبات بماتوبروست (Bimatoprost) ولاتانوبروست (Latanoprost)، ومينوكسيديل (Minoxidil) المستخدم مع الكورتيكوستيرويدات الموضعية أو الحقن داخل الآفة. الحقن داخل الآفة أكثر فعالية لأنه يصل إلى أعماق فروة الرأس. في الحالات الأكثر انتشارًا، قد تُستخدم خيارات أخرى مثل الأنثرالين (Anthralin) الموضعي أو كريم الديثرانول (Dithranol)، أو أدوية العلاج المناعي الموضعية مثل دايفينسيبرون (Diphencyprone)،[13, 2] الدينيتروكلوروبنزين (Dinitrochlorobenzene)، وحمض الأسكوريك ثنائي بيوتيل الإستر (Squaric acid dibutylester).[14]

العلاجات الجهازية

لا يُنصح باستخدام العلاجات الجهازية بشكل روتيني. تشمل الأنواع التي قد تُوصف الكورتيكوستيرويدات الفموية والأدوية المثبطة للمناعة مثل السايكلوسبورينات (Cyclosporins)، السلفاسالازين (Sulfasalazine)، والميثوتريكسات (Methotrexate).[13, 2]

علاجات أخرى

تشمل مثبطات إنزيمات كيناز الجانوز (Janus kinase inhibitors) الموضعية أو الفموية، مثل توفاسيتينيب (Tofacitinib)، روكسوليتينيب (Ruxolitinib)، وباريسيتينيب (Baricitinib).[15] قد يُستخدم العلاج بالأشعة فوق البنفسجية في حالات الثعلبة التي تُصيب مناطق واسعة.[13, 2]

يُعد الدعم النفسي والاجتماعي مهمًا لنجاح العلاج، كما هو الحال في العديد من الأمراض الأخرى.[2]

المراجع

  1. [1] “Alopecia Areata Clinical Presentation”, Www.emedicine.medscape.com, Jun 07, 2018
  2. [2] Dr Rashi Minocha and Dr James Choi, “Alopecia areata”, www.dermcoll.edu.au
  3. [3] “What you need to know about alopecia areata”, www.naaf.org
  4. [4] James McIntosh (December 22, 2017), “What’s to know about alopecia areata?”, www.medicalnewstoday.com
  5. [5] Jennifer Berry (January 19, 2018), “What you should know about alopecia universalis”, www.medicalnewstoday.com
  6. [6] Thomas A. Rodriguez, Kerri E. Fernandesa, Kelly L. Dresser, Madeleine Duvic, “Concordance rate of alopecia areata in identical twins supports both genetic and environmental factors”, www.jaad.org
  7. [7] “Alopecia areata”, Www.medlineplus.gov
  8. [8] “ALOPECIA AREATA: WHO GETS AND CAUSES”, www.aad.org
  9. [9] “Alopecia Areata”, www.yalemedicine.org
  10. [10] “The Link Between Thyroid Disease and Hair Loss”, www.medicalnewstoday.com
  11. [11] “Does diabetes cause hair loss?”, www.medicalnewstoday.com
  12. [12] “The role of micronutrients in alopecia areata: A Review”, www.ncbi.nlm.nih.gov
  13. [13] “Alopecia Areata”, www.britishskinfoundation.org.uk
  14. [14] “Topical Immunotherapy in Alopecia Areata”, www.ncbi.nlm.nih.gov
  15. [15] “JAK INHIBITORS FOR THE TREATMENT OF ALOPECIA AREATA”, pubmed.ncbi.nlm.nih.gov
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

فقدان الشعر عند النساء: الأسباب والعلاج والوقاية

المقال التالي

أسباب اندلاع ثورة الاستقلال الأمريكية

مقالات مشابهة

دراسة حول مرض نقص المناعة المكتسب

ما هو مرض نقص المناعة المكتسب؟ ما هي علامات وأعراض مرض نقص المناعة المكتسب؟ ما هي العوامل التي تساهم في الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسب؟ كيف تحدث الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسب؟ كيف يمكن التحقق من الإصابة؟
إقرأ المزيد