فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
جوهريّة التوحيد | #section1 |
أركان الإيمان بالله الواحد | #section2 |
الترابط بين أركان التوحيد | #section3 |
أهمية التوحيد في حياة المسلم | #section4 |
الاستنتاجات والمراجع | #section5 |
جوهريّة التوحيد
يُعرّف التوحيد لغويًا بأنه جعل الشيء واحدًا. أما شرعًا، فيُعبّر عن إفراد الله -تعالى- بما يخصّه من ألوهية وربوبية وأسماء وصفات. ويفوق التوحيد مجرد الإقرار بوجود إله واحد، كما يوضح الإمام ابن القيم -رحمه الله- بأنه يتضمن محبة الله، والخضوع له، والتذلل بين يديه، والانقياد لطاعته، وإخلاص العبادة له، وجعل إرادته فوق كل شيء.
يتضمن توحيد القلب معرفة حقيقية لمعنى التوحيد، بما فيه من نفي وإثبات. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قال: لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله، حرم ماله ودمه وحسابه على الله).[٢]
أركان الإيمان بالله الواحد
اتفق أهل السنة والجماعة على تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أركان رئيسية، مستندين إلى القرآن الكريم والسنة النبوية: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
توحيد الربوبية: يعني إفراد الله -تعالى- بالخلق والملك والتدبير. لا خالق سواه، ولا مالك للكون إلا هو، وهو الذي يُدبر شؤون الخلق. حتى الكفار أقرّوا بهذا الجانب، كما جاء في قوله تعالى: (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ).[٤]
توحيد الألوهية: هذا الركن الأساسي يتضمن إفراد الله -تعالى- بالعبادة والدعاء والاستغاثة والتوكّل. هذا هو التوحيد الذي بعث الله رسله من أجله، والذي أنكره الكفار عبر التاريخ. قال تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ).[٥]
توحيد الأسماء والصفات: يتمثل هذا الركن في الإيمان بجميع ما ورد في القرآن والسنة من أسماء الله وصفاته، مع إثبات الكمال لله -تعالى- في كل هذه الصفات. من أمثلة أسماء الله وصفاته: القوي، العزيز، الكريم، كما جاء في قوله تعالى: (فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).[٦]
الترابط بين أركان التوحيد
تشكل هذه الأركان الثلاثة جوهر الإيمان بالله -تعالى-. العلاقة بينها تكاملية، ولا يُجزئ الإيمان ببعضها دون الآخر. فلا يصحّ توحيد الربوبية دون توحيد الألوهية، والعكس صحيح. أي خلل في أحدها يُؤدي إلى خلل في التوحيد ككلّ. فمن آمن بأن الله هو الخالق والرازق، وجب عليه أن يُفرد الله بالعبادة. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ).[٨]
و توحيد الأسماء والصفات شامل لتوحيد الربوبية والألوهية، ويقوم على إفراد الله بأسمائه وصفاته التي لا تُشبه أسماء وصفات أي مخلوق.
أهمية التوحيد في حياة المسلم
أمر الله -تعالى- عباده بالتوحيد في القرآن الكريم، ودعا النبي -صلى الله عليه وسلم- قومه إليه طوال 23 عامًا. التوحيد حق لله -تعالى- على عباده، ويتمثل في التوجه إليه وحده بالدعاء والخوف والرجاء والاستغاثة وسائر العبادات. يجب الحذر من مناجاة القبور أو الأولياء أو الأنبياء، فالعبادة تشمل كل ما يُحبه الله ويرضاه من أقوال وأفعال ظاهرة وباطنة.
خلق الله -تعالى- العباد من أجل التوحيد، وكلما زادت معرفة العبد بالله، كانت عبادته أكمل. التوحيد هو الفطرة التي فطر الله الناس عليها، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم: (كلُّ مولودٍ يُولَدُ على الفطرةِ، فأبواه يُهَوِّدانِه، أو يُنَصِّرانِه، أو يُمَجِّسانِه، كمثلِ البَهِيمَةِ تُنْتِجُ البَهِيمَةَ، هل ترى فيها جَدْعَاءَ).[١٠]
قد تُحرف غواية الشيطان الفطرة الإنسانية عن التوحيد، لكن التوحيد أصلٌ في الفطرة، والشرك طارئٌ عليها. التوحيد شرطٌ للنصر والتمكين والأمن والهداية، وهو ما يُميز المؤمن من الكافر، وشرطٌ لدخول الجنة والنجاة من عذاب النار.
الاستنتاجات والمراجع
يُختتم هذا البحث بتأكيد أهمية التوحيد كجوهر الدين الإسلامي، وضرورة فهم أقسامه الثلاثة وعلاقتهما المترابطة. يُنصح بقراءة المزيد من الكتب والمراجع الشرعية لتعميق الفهم والمعرفة بهذا الركن الأساسي للإيمان.
المراجع: [1],[2],[4],[5],[6],[8],[10] (يجب إضافة الروابط المطلوبة هنا).