ماهية الاستقراء الكامل |
---|
دوره في أصول الفقه |
أمثلة عملية |
المراجع |
ماهية الاستقراء الكامل
يُعد الاستقراء أحد أساليب الاستدلال الشائعة في حياتنا اليومية وفي العلوم المختلفة. تطور هذا المنهج من خلال التجربة والملاحظة، ومع تطور المعرفة العلمية، يمكن تعريفه بأنه عملية استنتاجية تستخلص قاعدة عامة من خلال فحص جميع جزئيات ظاهرة معينة. إذا تمّ فحص جميع الجزئيات، فإنّ هذا يُعرف بالاستقراء الكامل. أما إذا تم فحص بعض الجزئيات فقط، فيُعرف بالاستقراء الناقص.
الاستقراء الكامل، بفحصه الشامل لجميع الجزئيات، لا يُثير أيّ إشكال منطقي، حيث أن الاستنتاج يُبنى على مشاهدة شاملة للظاهرة. يُعتبر دليلاً قاطعاً لأنّه لا يتطلب أيّ تأييد إضافي.
لكن، من المهم الإشارة إلى أنّ التركيز على الجانب الشامل قد يُخفي جوهر الاستقراء. فالمعنى الحقيقي للاستقراء الكامل يكمن في ربط الجزئيات ببعضها البعض وإيجاد علاقة ضرورية بينها وبين الكلّ، بغض النظر عن العدد الإجمالي للجزئيات.
دوره في أصول الفقه
في أصول الفقه، يُستخدم الاستقراء الكامل بمتابعة جميع الحالات للوصول إلى حكم شامل. بعد دراسة جميع الصور، يستنتج الفقيه حكماً عاماً يُطبق على جميع الحالات باستثناء الحالة الأصلية التي كان فيها الخلاف. بهذه الطريقة، يُصبح الاستقراء الكامل حجة ثابتة لا يُخالف عليها.
يُعتبر الاستقراء الكامل دليلاً قاطعاً لدى معظم الفقهاء، لأنه يشمل جميع الحالات الممكنة، ولا يتعارض مع أيّ حالة أخرى.
أمثلة عملية
إليك بعض الأمثلة على الاستقراء الكامل:
مثال 1: إذا تمّ تحريم شيء ما، ثمّ عاد الأمر والوجوب به لاحقاً، فإنّ هذا يدلّ على عودة الحكم إلى ما كان عليه قبل التحريم. كما في حديث النبي ﷺ: (كُنْتُ قَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا). فالحكم هنا هو الرجوع إلى الحكم الأصلي قبل النهي، سواء كان جائزاً أو غيره.
مثال 2: لو قمنا بتجربة على قطعة معدن، فوجدنا أنّها تتمدد بالحرارة في ثلاث تجارب متكررة، فإنّ الاستنتاج هو أنّ هذه القطعة تتمدد بالحرارة. هذا مثال على الاستقراء الكامل، حيث تمّت ملاحظة الظاهرة في جميع التجارب.
المراجع
المصادر ذات الصلة (يرجى إضافة المراجع هنا).