فهم الإشمام في تجويد القرآن الكريم

شرح مفصل للإشمام في التجويد، أنواعه، وكيفية تطبيقه، بالإضافة إلى الفرق بينه وبين الروم.

محتويات

ما هو الإشمام؟

يُعدّ الإتقان في أحكام التجويد ركيزة أساسية لقراءة القرآن الكريم تلاوةً صحيحةً، كما كان عليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ويمثل الإشمام أحد هذه الأحكام المهمة. فما هو الإشمام؟

يعرف الإشمام اصطلاحًا بأنه ضم الشفتين بعد إسكان الحرف، استعدادًا لنطق الضمة، مع الحرص على عدم إصدار أي صوت. يظهر هذا بوضوح في حالة الحروف المضمومة، مثل وقفة الإسكان على النون المضمومة في قوله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [١]. بعد الإسكان، تُضم الشفتان دون صوت مسموع، كإشارة إلى الضمة [٢]. يُعتبر الإشمام عند النحويين إعدادًا للعضو لنطق الضمة، وليس صوتًا يُلفظ بذاته [٣].

تكمن أهمية الإشمام في إبراز الحركة الأصلية للحرف عند الوقف، لتوضيحها للسامع [٤].

أنماط الإشمام وكيفية أدائها

يتفرع الإشمام إلى أربعة أنماط رئيسية:

  1. النوع الأول: ضم الشفتين بعد إسكان الحرف عند الوقف.
  2. النوع الثاني: ضم الشفتين مع سكون الحرف المدغم، كما في قوله تعالى: ﴿تَأمَنّا﴾ [٦]. هنا، تُضم الشفتان بعد إسكان النون الأولى قبل إدغامها التام في النون الثانية. يشبه هذا النوع حالة الوقف، لأن النون الأولى سكنت للإدغام، وأصلها الضم. لكن الإشمام هنا يسبق نطق النون الثانية، بينما في الوقف يكون بعد إسكان الحرف الأخير.
  3. النوع الثالث: إشمام حرف بحرف، أي خلط صوت حرفين معًا، مثل خلط الزاي والصاد في قوله تعالى: ﴿الصِّرَاطَ﴾ [٧]. يُدمج الحرفان، فيصبح صوتًا مختلفًا عن الزاي والصاد معًا، مع غلبة صوت الصاد على الزاي في قراءة حمزة.
  4. النوع الرابع: دمج حركتين، كالكسرة والضمة، كما في قوله تعالى: ﴿قِيلَ﴾ [٨]. يُحرّك الحرف الأول بحركة مركبة، غالبة عليها الضمة ثم الكسرة، وفق قراءة الكسائي وهشام.

مقارنة بين الإشمام والروم

يُعدّ كل من الروم والإشمام من أحكام الوقف في القرآن الكريم، ويهدفان إلى بيان حركة الحرف الأخير للكلمة بعد السكون. إلا أن فروقًا جوهرية تفصل بينهما:

الخاصيةالإشمامالروم
الحركةفي المضموم والمرفوع فقط.في المكسور والمجرور، والمضموم والمرفوع.
الوصل والوقفمعاملة الوقف، تأخذ صفات التفخيم والترقيق من الوقف.معاملة الوصل، تحتفظ بصفات التفخيم والترقيق كالوَصل.
الهيئةمرئي، يُرى ولا يُسمع.مسموع، يُسمع ولا يُرى.

المراجع

  1. سورة الفاتحة، آية:5
  2. خالد الجريسي،معلم التجويد، صفحة 140. بتصرّف.
  3. عبد البديع النيرباني،الجوانب الصوتية في كتب الاحتجاج للقراءات، صفحة 203. بتصرّف.
  4. عطية قابل نصر،غاية المريد في علم التجويد، صفحة 183. بتصرّف.
  5. عطية قابل نصر،غاية المريد في علم التجويد، صفحة 184. بتصرّف.
  6. سورة يوسف، آية:11
  7. سورة الفاتحة، آية:6
  8. سورة البقرة، آية:11
  9. فريال زكريا العبد،الميزان في أحكام تجويد القرآن، صفحة 220. بتصرّف.
Total
0
Shares
المقال السابق

فهم الإسلام: لغةً وشرعاً

المقال التالي

دليل شامل حول الإشهار

مقالات مشابهة