محتويات
ما هي الأعاصير؟
تُعرف الأعاصير بأنها ظواهر مناخية مدارية تتميز بنظام دائري من السحب والعواصف الرعدية ذات دوران مغلق على مستوى منخفض. تتشكل هذه الأعاصير فوق المياه المدارية أو شبه الاستوائية. تختلف أسماء الأعاصير باختلاف المناطق الجغرافية، ففي غرب المحيط الهادي، تُسمى “تيفونات” (Typhoons)، وفي شمال المحيط الأطلسي وشمال شرق المحيط الهادي تُعرف بـ “إعصارات” (Hurricanes)، بينما في جنوب غرب المحيط الهادي والمحيط الهندي، تُسمى “أعاصير مدارية” (Tropical cyclones) أو ببساطة “أعاصير” (Cyclones).
كيف تتشكل الأعاصير؟
تتطلب ولادة الأعاصير ظروفاً جوية ومحيطية خاصة. يجب أن تكون مياه المحيط دافئة، بحيث لا تقل درجة حرارتها السطحية عن 27 درجة مئوية. تُمد هذه المياه الدافئة، بالإضافة إلى تبخرها، الإعصار بالطاقة اللازمة لبقائه. لا يشترط استمرار وجود مياه دافئة بعد تشكل الإعصار، حيث يمكنه التحرك فوق المياه الباردة. لكنّ مرور الإعصار فوق المياه الدافئة يؤدي إلى تبريدها نتيجة امتصاص الحرارة منها.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون الرياح في الغلاف الجوي متساوية ومتجانسة في سرعتها واتجاهها على جميع الارتفاعات، مع كونها دافئة بالقرب من سطح المحيط وباردة على ارتفاعات أعلى. غياب هذه الخاصية قد يؤدي إلى ما يُعرف بـ “قطع الرأس” (Head cut off)، مما يُضعف الإعصار.
عادةً ما تُسبق الأعاصير باضطرابات جوية أولية تتمثل في انخفاض كثيف في الضغط الجوي. كما تتشكل عواصف رعدية فوق المحيطات، ربما نتيجة التقاء الرياح التجارية الأفقية من نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي في منطقة التقاء المناطق المدارية (ITCZ)، أو من خلال الأمواج الشرقية التي تتحرك على ارتفاعات لا تتجاوز ثلاثة كيلومترات فوق مستوى سطح البحر.
مكونات الإعصار
عين الإعصار
عين الإعصار هي مركز الإعصار، وتتميز بهدوئها النسبي وصفاء سماءها وخلوها من الغيوم. عند مرور عين الإعصار، تتوقف الأمطار وتصفي السماء، ولكن هذا الهدوء مؤقت، يعقبه عودة الأمطار والرياح من اتجاه معاكس. يتراوح قطر عين الإعصار بين 32 و 64 كيلومتراً.
جدار العين
يحيط جدار العين بعين الإعصار، وهو أقوى أجزائه. يتكون من جدار كثيف من العواصف الرعدية والرياح الشديدة. ارتباط جدار العين بعين الإعصار وثيق، حيث إنّ انكماش أو نمو عين الإعصار قد يؤدي إلى تشكل جدار مزدوج، مما يؤثر على سرعة الرياح وشدّة الإعصار.
الرياح الممطرة
الرياح الممطرة هي موجات من العواصف الرعدية الممطرة المصاحبة للرياح العاصفة، وتمتد من خارج جدار العين لبضعة كيلومترات. يصل عرضها إلى عشرات الكيلومترات، وطولها إلى مئات الكيلومترات. تدور هذه الرياح ببطء باتجاه معاكس لاتجاه عقارب الساعة. قد تعيق الغيوم العالية قدرة الأقمار الصناعية على مراقبة الإعصار.
أخطار الأعاصير
تُشكل الأعاصير خطراً كبيراً، حيث تلحق أضراراً جسيمة بالممتلكات والبيئة، خاصةً في المناطق الساحلية. تتسبب سنوياً في آلاف الوفيات. تؤدي الرياح العاتية إلى ارتفاع منسوب مياه المحيط إلى عدة أمتار، مما قد يُغمر المناطق المنخفضة على الساحل، ويُدمر البنية التحتية. كما تتسبب الأمطار الغزيرة في فيضانات وانهيارات طينية، مع أن أثر الفيضانات قد يكون قصير الأمد لكنه مدمر. بالإضافة إلى ذلك، تؤدي الأعاصير إلى تآكل الشواطئ.
تصنيف شدة الأعاصير
تقاس شدة الأعاصير بمقياس سفير-سمبسون (Saffir-Simpson)، الذي يُصنفها إلى خمس فئات بناءً على سرعة الرياح، ومدى الضرر الناتج. إليكم تصنيف هذه الفئات:
فئة الإعصار | سرعة الرياح (كم/ساعة) | الأضرار | أمثلة |
---|---|---|---|
1 | 119-153 | تدمير الأشجار، انهيار الأسوار | إعصار جاستون (Gaston) 2004 |
2 | 154-177 | سقوط الأشجار، وقوع لوحات الطرق، كسر النوافذ | إعصار فرانسيس (Frances) 2004 |
3 | 179-209 | وقوع الأشجار الكبيرة، تدمير المنازل المتنقلة | إعصار إيفان (Ivan) 2004 |
4 | 211-249 | سقوط الأسقف الضعيفة، تخريب الأرصفة | إعصار شارلي (Charley) 2004، إعصار هارفي (Harvey) 2017 |
5 | أكثر من 251 | تدمير شامل للمباني | إعصار أندرو (Andrew) 1992، إعصار يولاندا (Yolanda) 2013 |
أماكن ظهور الأعاصير
تتوزع الأعاصير في مناطق متعددة حول العالم، وتختلف مواسم نشاطها:
المنطقة | موسم الأعاصير | معدل الأعاصير سنوياً |
---|---|---|
خليج المكسيك، شمال الأطلسي، البحر الكاريبي | حزيران – تشرين ثاني (ذروة في أيلول) | 6.4 |
أجزاء من المكسيك، شمال شرق المحيط الهادئ | أيار – تشرين ثاني (ذروة في آب/أيلول) | 8.9 |
شمال غرب المحيط الهادئ، أجزاء من آسيا | على مدار السنة (ذروة في آب/أيلول) | 16.5 |
شمال المحيط الهندي | نيسان – كانون أول (ذروة في أيار وتشرين ثاني) | 1.5 |
جنوب غرب المحيط الهندي | تشرين أول – أيار (ذروة في كانون ثاني وشباط/آذار) | 5 |
جنوب شرق المحيط الهندي | تشرين أول – أيار (ذروة في كانون ثاني وشباط/آذار) | 3.6 |
جنوب المحيط الهادئ | تشرين أول – أيار (ذروة في شباط/آذار) | 5.2 |