محتويات
ما هو اضطراب الوسواس القهري؟
غالبًا ما يُساء فهم مصطلح “الوسواس” ويُستخدم بشكل خاطئ لوصف السلوكيات الدقيقة والحرصية، مثل الرغبة في النظافة المفرطة أو الترتيب الدقيق. لكن اضطراب الوسواس القهري (OCD) يتجاوز هذا الوصف بكثير، فهو اضطراب حقيقي يؤثر بشكل كبير على جودة حياة المريض ويفرض عليه العديد من الصعوبات. يتطور هذا الاضطراب تدريجيًا، حيث تظهر أعراضه على مراحل. تشمل هذه الأعراض هيمنة أفكار أو وساوس أو مخاوف معينة على المريض، مما يؤثر على سلوكه. قد تظهر الأعراض على شكل سلوك قهري، يتجلى في تكرار بعض الأفعال مرارًا وتكرارًا، أو اتباع روتين معين يشعر المريض بأنه مُلزم باتباعه. قد يعاني بعض المصابين من هيمنة الهواجس والسلوك القهري معًا.
تصنيفات اضطراب الوسواس القهري
بناءً على طبيعة الأعراض، يمكن تصنيف اضطراب الوسواس القهري إلى أنواع مختلفة. إليك بعض الأنواع الشائعة:
- وسواس التلوث: يتمثل في قلق شديد وخوف مفرط من التلوث والعدوى، مما يدفع المصاب إلى غسل اليدين والجسم مرارًا، أو تنظيف الأشياء باستمرار، أو تجنب أماكن أو أشياء معينة (المراحيض العامة، مصافحة الآخرين، إلخ).
- الاجترار الوسواسي (Obsessive Ruminations): يتميز بالتفكير المطول والعميق في أمر ما بطريقة غير منتجة، دون الوصول إلى حلول مرضية. غالبًا ما تتعلق هذه الأفكار بمواضيع دينية أو فلسفية أو ميتافيزيقية.
- التدخل أو الإقحام (Intrusive Thoughts): هيمنة أفكار سيئة، مقلقة، أو مرعبة، تؤثر على الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية. يخشى المصاب من تطبيق هذه الأفكار، فيبذل قصارى جهده لمنعها.
- وساوس العلاقات: شكوك مستمرة حول العلاقات مع الآخرين، تحليل مبالغ فيه لتصرفاتهم، وشكوك حول صدق العلاقة وإخلاص الشريك.
- وساوس جنسية: مخاوف وشكوك حول الميول الجنسية، مما يدفع المصاب إلى تجنب بعض الأشخاص أو الفئات.
- التفكير السحري: اعتقاد بأفكار خرافية أو سحرية، مثل الخوف من أن تؤدي الأفكار السيئة إلى وقوعها في الواقع، أو ربط الأرقام أو الألوان بالحظ.
- أفكار العنف: مخاوف مسيطرة من القيام بأعمال عنف ضد الآخرين.
- التفحص أو التفقّد القهري: سلوك قهري ينجم عن الخوف من الموت أو الضياع أو الإصابة، مما يدفع المصاب إلى فحص الأشياء مرارًا وتكرارًا (مفاتيح الغاز، الأبواب، إلخ).
- الاكتناز القهري (Compulsive hoarding): الاحتفاظ بالأشياء عديمة الفائدة أو المهترئة، وعدم القدرة على التخلص منها.
- وسواس الترتيب: الحاجة الشديدة لترتيب كل شيء بشكل متناغم، مما يستنزف وقت المصاب وقدراته النفسية والجسدية.
العوامل التي تزيد من خطر الإصابة
هناك عدة عوامل قد تزيد من خطر الإصابة باضطراب الوسواس القهري:
- اضطرابات المناعة الذاتية النفسية والعصبية المصاحبة لعدوى البكتيريا الكروية السبحية في الأطفال (PANDAS): تفسر هذه النظرية إصابة الأطفال بالوسواس القهري بعد عدوى بكتيريا معينة.
- العوامل الجينية: وجود اضطراب الوسواس القهري لدى أحد أفراد العائلة يزيد من خطر الإصابة به. لكن العوامل الجينية قد لا تكون السبب الوحيد، فقد يكون السلوك مكتسبًا أيضًا.
- الاضطراب الكيميائي في الجسم: يُعتقد أن اختلال نسبة السيروتونين يلعب دورًا في الإصابة باضطراب الوسواس القهري.
- التوتر: التعرض لصدمات أو أحداث حياة مؤلمة قد يزيد من خطر الإصابة.
- الاكتئاب: قد يكون الاكتئاب سببًا في الإصابة، أو قد يكون نتيجة لها.
المراجع
المصادر المُستخدمة ستُدرج هنا عند الحاجة.