فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
معنى العقيدة في اللغة العربية | اللغة |
المفهوم الاصطلاحي للعقيدة | الاصطلاح |
أسماء العقيدة في الإسلام | المسميات |
مكونات العقيدة الإسلامية | المكونات |
صفات العقيدة الإسلامية | الخصائص |
أهمية العقيدة في الإسلام | الأهمية |
الخلاصة | الخلاصة |
معنى العقيدة في اللغة العربية
اشتُقَّت كلمة “عقيدة” من الفعل “عقد”، الذي يعني الربطَ والتَّثبيتَ. ويُشير هذا المعنى اللغوي إلى قوةِ الارتباطِ والثِّباتِ في الاعتقاد. وقد ورد في القرآن الكريم ما يُؤكِّدُ هذا المعنى، كما في قوله تعالى: ﴿وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ﴾ [الفلق: 4]، حيث تُشير “العقد” إلى أعمال السِّحرِ وربطِها. ويُستعملُ “العقد” أيضاً بمعنى التَّأكيد، كعقدِ العهدِ واليمين، كما في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾ [النساء: 33]. ويمتدُّ هذا المعنى إلى إبرامِ المعاهداتِ والاتفاقياتِ، مُعبِّراً عن الالتزامِ الراسخِ والاتفاقِ المُحكمِ. فالإيمانُ يُعتبرُ أشدَّ العهودِ وثاقاً، كما جاء في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة: 1]. وتُعبِّرُ “العقيدة” أيضاً عن الاعتقادِ الجازمِ الراسخِ في القَلبِ والضمير.
المفهوم الاصطلاحي للعقيدة
في الاصطلاح الديني، تُعرَّف العقيدة بأنها الإيمانُ الجازمُ الذي لا ريبَ فيه، وهو ما يتبنَّاهُ المسلمُ ويجعلهُ مبدأً يربطُ به قلبه وضميره، ويكونُ دينه عليه. سواءٌ كان هذا الاعتقادُ صحيحاً أو خاطئاً، فهو يُسمَّى عقيدة. وتُشكِّلُ العقيدةُ الإسلاميةُ اليقينَ والتَّسليمَ والإيمانَ الجازمَ بالله -سبحانه وتعالى-، وطاعته، والإيمانِ بملائكته، وكتبه، ورسله، واليومِ الآخرِ، والقدرِ خيره وشره، وسائرِ أساساتِ الإيمانِ وأركانِ الإسلام، وكلِّ ما هو قطعيٌّ في الدين، كحبِّ الله، والمعاملةِ الحسنة، والأمرِ بالمعروفِ، والنَّهيِ عن المنكر، وحبِّ الصَّحابةِ والعلماء، وكلِّ ما هو صحيحٌ من الدين الإسلامي. وتشملُ العقيدةُ كلَّ ما ثبتَ بالعقيدةِ من أمورٍ غيبيةٍ وغيرِ غيبيةٍ، ثابتةٍ في أصولِ الاعتقادِ من القرآنِ الكريمِ، وممَّا صحَّ ثبوتهُ من الوحيِ للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم-. كما يدخلُ في العقيدةِ المُسَلَّماتُ من الأمورِ العلميةِ والعمليةِ، كالالتزامِ بالفضائلِ والأخلاقِ الحميدةِ، ونفيِ كلِّ ما هو ضدُّها. العقيدةُ هي الأساسُ الذي يقومُ عليهِ الدينُ، فمن خالفَ شيئاً من أصولها، أدَّى ذلك إلى خللٍ في العقيدةِ كاملة.
أسماء العقيدة في الإسلام
تُعرَفُ العقيدةُ الإسلاميةُ بمُسمَّياتٍ مُتعدِّدةٍ، منها: الإيمانُ، والسُّنَّةُ، والتَّوحيدُ. فالإيمانُ يُمثِّلُ جوهرَ العقيدةِ، كما ورد في قوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَـكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ [الشورى: 52]. وتُشيرُ السُّنَّةُ إلى اتِّباعِ منهجِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، كما في قوله: ﴿فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة﴾. أما التوحيدُ فيُعبِّرُ عن إخلاصِ العبادةِ للهِ وحده، كما في حديث معاذ بن جبل -رضي الله عنه- عند بعثته إلى اليمن. وقد استخدم العلماء مصطلحات أخرى مثل الشريعة والفقه الأكبر للإشارة إلى العقيدة.
مكونات العقيدة الإسلامية
تتكوَّنُ العقيدةُ الإسلاميةُ عند أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ من عدَّةِ أمورٍ أساسيةٍ، أهمُّها علمُ التوحيدِ، الذي يقومُ على الإيمانِ باللهِ -تعالى- وتوحيده، وإفرادهِ بالعبادةِ دونِ شريكٍ، و الإيمانِ بالملائكةِ، والرسلِ، والكتابِ، والقدرِ خيره وشره، والإيمانِ باليومِ الآخرِ، وتركِ كلِّ ما يُناقضُ التوحيدَ، كالشِّركِ والكفرِ. وتنقسمُ موضوعاتُ العقيدةِ إلى ثلاثةِ محاورٍ رئيسيةٍ: ما يتعلَّقُ باللهِ -تعالى-، و ما يتعلَّقُ بالرسلِ -عليهم الصلاةُ والسلام-، و ما يُسمَّى بالسَّمعياتِ والغيبياتِ، وهي الأمورُ التي يجبُ الإيمانُ بها ممَّا نسمعُ عنهُ ولا نراهُ، ولكن جاءَ ذِكرُهُ في الصحيحِ عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-.
صفات العقيدة الإسلامية
تتميَّزُ العقيدةُ الإسلاميةُ بخصائصَ مُهمَّةٍ، منها: الكمالُ والشُّمولُ، ونقاءُ المصادرِ، والبقاءُ والحِرصُ، والتَّوقيفيةُ، والغيبيَّةُ، والتَّوازنُ. فهي كاملةٌ وشاملةٌ لأنها تُوجَّهُ لجميعِ البشرِ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، ومصادرُها صحيحةٌ، وهي القرآنُ الكريمُ وسُنَّةُ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-. وقد حرصَ اللهُ -تعالى- على حفظِها ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9]. وهي توقيفيةٌ لأنها مستمدَّةٌ من اللهِ -تعالى- عن طريقِ الوحيِ، ولا مجالَ فيها للزيادةِ أو النقصانِ. وتعتمدُ على الإيمانِ بالغيبياتِ، كما جاءَ في قوله تعالى: ﴿ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ [البقرة: 2-3]. وأخيرا، تتميَّزُ بالتَّوازنِ والدِّقةِ في جميعِ جوانبِ الحياةِ الإنسانية.
أهمية العقيدة في الإسلام
للعقيدةِ الإسلاميةِ أهميةٌ بالغةٌ، فهي أساسُ الدينِ الإسلاميِّ الشاملِ الذي يُغطِّي جميعَ مناحي حياةِ الإنسان، منذُ ولادتهِ حتى مماته. وهي أساسُ البحثِ عنِ الإلهِ الخالقِ، وإخلاصِ العبادةِ لهِ -سبحانه وتعالى-. كما تُوصلُ الإنسانَ إلى المعرفةِ الصحيحةِ باللهِ -عزَّ وجل-، وتدفعُهُ لدعوةِ النَّاسِ لعبادتهِ، وتُخرِجُ الخوفَ من كلِّ ما سوى اللهِ. العقيدةُ هي أساسُ دعوةِ جميعِ الرسلِ، كما جاء في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: 36]. وأخيراً، إنَّ صلاحَ العقيدةِ يؤدِّي إلى صلاحِ الأعمالِ، وسلامةِ العقيدةِ عاصمٌ للدِّينِ والدَّمِ والمال، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
الخلاصة
تُمثِّلُ العقيدةُ الإسلاميةُ جوهرَ الإيمانِ الإسلاميِّ، وتُشكِّلُ الأساسَ الذي يرتكزُ عليهِ جميعُ جوانبِ الحياةِ الإسلاميةِ. فهمُ العقيدةِ وخصائصها وأهميتها ضروريٌّ لكلِّ مسلمٍ من أجلِ التَّمسُّكِ بدينهِ والسَّيرِ على الطريقِ المستقيم.