فهم أحكام وكيفية تقدير زكاة الفطر في شهر رمضان

زكاة الفطر: تعريفها، تقديرها، حكم إخراجها بالقيمة (نقداً). المراجع. استكشف مفهوم زكاة الفطر، حكمها، وشروطها.

مقدمة عن زكاة الفطر

تعتبر زكاة الفطر من أهم العبادات التي شرعها الإسلام في شهر رمضان المبارك، وهي صدقة واجبة على كل مسلم ومسلمة بشروط معينة، وتؤدى قبل صلاة عيد الفطر. تهدف هذه الزكاة إلى تطهير الصائم من اللغو والرفث، وإغناء الفقراء والمساكين في يوم العيد وإدخال السرور عليهم.

تعريف زكاة الفطر

زكاة الفطر هي صدقة محددة المقدار، يخرجها المسلم عن نفسه وعن من يعولهم ممن تجب عليه نفقتهم، وفق شروط وضوابط محددة في الشريعة الإسلامية، وتُعطى لفئة معينة من المحتاجين.

حكم زكاة الفطر

زكاة الفطر واجبة على كل مسلم مستوفٍ للشروط.

شروط وجوب زكاة الفطر

  • الإسلام: يشترط أن يكون الشخص مسلماً.
  • الغنى: أن يكون لديه فائض عن حاجته وحاجة من يعولهم من مأكل ومشرب وملبس ومسكن.
  • الوقت: وجوب إخراجها عند غروب شمس آخر يوم من رمضان، وقبل صلاة العيد.

تقدير زكاة الفطر

ورد في الحديث الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما:

“أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ مِن رَمَضَانَ علَى النَّاسِ، صَاعًا مِن تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، علَى كُلِّ حُرٍّ، أَوْ عَبْدٍ، ذَكَرٍ، أَوْ أُنْثَى، مِنَ المُسْلِمِينَ.”

الصاع هو وحدة قياس قديمة تستخدم لحساب الحجم، خاصة في المواد الغذائية. كان الصاع في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يعادل أربعة أمداد، والمد هو ملء كفي الرجل المعتدل الخلقة.

بالكيلو جرام، يعادل الصاع حوالي ثلاثة كيلو جرامات تقريباً. يجب أن يكون الصاع من غالب قوت أهل البلد.

حكم دفع زكاة الفطر نقداً

اختلف الفقهاء في مسألة إخراج زكاة الفطر بالقيمة النقدية على قولين رئيسيين:

القول الأول: جواز إخراج القيمة نقداً

وهو قول الأحناف، الذين يرون جواز إخراج القيمة النقدية إذا كان ذلك أنفع للفقير، أو في حالة وجود حاجة أو مصلحة راجحة. استدلوا بأن المقصد من الزكاة هو إغناء الفقراء وسد حاجتهم يوم العيد، وأن المال قد يكون أفضل للفقير لأنه أدرى بحاجياته.

أضافوا أنه لو كان إخراجها من الطعام هو الأفضل دائماً لما تغير الحكم حسب الظروف والحاجة. وأن إخراجها نقداً يحقق مصلحة الفقير بشكل أكبر في هذا العصر.

القول الثاني: عدم جواز إخراج القيمة نقداً

وهو قول جمهور العلماء (المالكية والشافعية والحنابلة)، الذين يرون عدم جواز إخراج الزكاة بالقيمة النقدية، ويستدلون بالحديث النبوي الذي حدد الأجناس التي تخرج منها الزكاة (التمر والشعير وغيرهما). يرون أن ذكر الأجناس بعد الفرض هو تفسير للمفروض، وبالتالي يجب الالتزام بها.

يستدلون بأن الأمر في العبادات توقيفي، ولا يجوز الاجتهاد فيه بتغيير ما حدده الشرع. وأن الأصناف التي حددها الرسول صلى الله عليه وسلم هي من الأصناف التي يمكن ادخارها والاستفادة منها لمدة طويلة، وهذا أفضل للفقير من المال الذي قد ينفقه بسرعة.

كما يرون أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلم أن الدنيا ستتغير وتتوسع على المسلمين، ومع ذلك لم يحدد مقداراً من المال للزكاة، بل حددها من الأطعمة، وهذا دليل على أن الأصل هو إخراجها من الطعام.

المراجع

  • أبو ذر القلموني،أحكام الصيام والقيام وزكاة الفطر، صفحة 52-55. بتصرّف.
  • سعيد بن وهف القحطاني،زكاة الفطر، صفحة 6. بتصرّف.
  • رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:984، صحيح.
  • سعيد بن وهف القحطاني،زكاة الفطر، صفحة 16-18. بتصرّف.
  • ابن باز،”تحديد مقدار الصاع”،ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 21/2/2022. بتصرّف.
  • سعيد بن وهف القحطاني،زكاة الفطر، صفحة 19. بتصرّف.
  • د محمود بن إبراهيم الخطيب،حكم إخراج زكاة الفطر قيمة نقدا، صفحة 255-285. بتصرّف.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

إتقان فن اصطياد الأسماك: دليل شامل

المقال التالي

إتقان العزف على البيانو: دليل شامل

مقالات مشابهة