فهم أحكام الصيام

مقدمة حول أهمية فهم أحكام الصيام. نصائح حول تقوى الله. تفصيل لأحكام الصيام. خاتمة ودعاء. المراجع.

مقدمة عن أهمية الصيام

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.

الحمد لله الذي أنزل القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، وجعل الصيام ركناً من أركان الإسلام. الحمد لله الذي خص أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- بشهر رمضان، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وفتح لهم أبواب الجنة وأمرهم بتعلم وفهم أحكامه وآدابه.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، خاتم الأنبياء والمرسلين، الذي أرسله الله بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

حث على التمسك بتقوى الله عز وجل

أيها الإخوة والأخوات في الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل- في السر والعلن، فهي وصية الله للأولين والآخرين، وهي سبيل الفلاح والنجاة في الدنيا والآخرة، وأحذركم من معصيته ومخالفة أمره ونهيه، فإنها سبب الخسران والندامة.

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ* وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ* لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ).

تفصيل لأحكام تتعلق بالصيام (الجزء الأول)

أيها المسلمون، لقد جعل الله -سبحانه وتعالى- الصيام ركناً من أركان الإسلام، وفضله على سائر العبادات، وجعل له أجراً عظيماً وثواباً جزيلاً. لذلك، يجب علينا أن نتعلم أحكام الصيام وآدابه، حتى نعبد الله على بصيرة وننال رضاه.

الصيام فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل مقيم قادر، ويشترط في المرأة أن تكون طاهرة من الحيض والنفاس. يبدأ شهر رمضان بثبوت رؤية الهلال، فإذا لم ير الهلال وجب إكمال شهر شعبان ثلاثين يوماً.

من الأحكام الأساسية للصيام تبييت النية لكل يوم من أيام رمضان. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (عن حفصةَ وعائشةَ أمِّ المؤمنينَ: لا صيامَ لمن لم يبَيِّتهُ من اللَّيلِ). المقصود بالنية هو العزم على ترك المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

يجوز للمسلم أن يأكل ويشرب حتى سماع الأذان الثاني للفجر، فإذا أذن المؤذن وجب عليه الإمساك عن الطعام والشراب. قال تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ). ومن تعمد الأكل أو الشرب بعد طلوع الفجر فقد أفطر.

لا يجب الصيام على المريض الذي يضره الصيام، ولا على المسافر. قال تعالى: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). يجب على المريض والمسافر قضاء ما أفطروه بعد رمضان.

المسافة التي تبيح الفطر للمسافر تقدر بحوالي واحد وثمانين كيلومتراً. أما المريض الذي لا يرجى شفاؤه، مثل كبار السن، فإنه يخرج الفدية عن كل يوم أفطره. والفدية هي إطعام مسكين عن كل يوم.

تفصيل لأحكام تتعلق بالصيام (الجزء الثاني)

الحامل والمرضع يجب عليهما الصيام إذا لم يضرهما الصيام، وإذا خافتا على أنفسهما أو على الجنين أو الرضيع، فلهما أن تفطرا وتقضيا بعد رمضان. وإذا كان الفطر خشية على الجنين أو الرضيع فعليهما الفدية مع القضاء.

من مبطلات الصيام: تعمد القيء، والجماع في نهار رمضان، وفقدان العقل بالجنون أو الإغماء، والحيض والنفاس للمرأة، والردة عن الإسلام، والاستمناء أو العادة السرية في نهار رمضان.

لا حرج في شم الطيب واستعمال السواك والمضمضة غير المبالغ فيها والكحل وقطرة العين وأخذ الحقن غير المغذية وأخذ عينات الدم أو التبرع به. يجوز للصائم أن يصبح جنباً ويغتسل بعد ذلك.

الدعاء

اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا ودعاءنا، واجعلنا من عتقائك من النار. اللهم فقهنا في الدين وعلمنا التأويل، ولا تجعلنا من الجاهلين. اللهم انصر الإسلام والمسلمين وأعل كلمتك إلى يوم الدين. اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المراجع

  1. رواه إبن القيم، في زاد المعاد ، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2/415، ثابت.
  2. أبتمنديل الفقيه (28/6/2014)،”أحكام الصيام “،ملتقى الخطباء، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2022. بتصرّف.
  3. سورة الحشر، آية:18-20
  4. رواه إبن حزم، في الإعراب عن الحيرة والالتباس، عن حفصة وعائشة اما المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3/952، صحيح.
  5. أبتثجحدار الغفتاء الأردنية،”أحكام الصيام”،دار الإفتاء الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2022. بتصرّف.
  6. سورة البقرة، آية:187
  7. أبتثجمحمود يوسف (22/5/2018)،”أحكام الصيام “،شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2022.
  8. سورة البقرة، آية:184
  9. إياد القنيبي (7/8/2016)،”خطب مختارة – [112الصيام أحكام وآداب رابط المادة”]،طريق الغسلام.
  10. سورة الأحزاب، آية:56
Total
0
Shares
المقال السابق

فضائل صيام النفل وأهميته

المقال التالي

أهمية إدارة الزمن في الإسلام

مقالات مشابهة