فنون الغزل في العصر الأموي

جدول المحتويات

مدارس الغزل في العصر الأموي: تنوع الأنماط

شهد العصر الأموي تطوراً ملحوظاً في فن الغزل، حيث برزت مدارس شعرية متميزة، كلٌ منها تحمل أسلوباً خاصاً. برزت مدرستان رئيسيتان، إضافة إلى مدرسة حافظت على التقاليد القديمة.

الغزل العفيف: بصمة الإسلام على الشعر

يُعتبر هذا النمط من الغزل نتاجاً للتربية الإسلامية التي سادت في عصر الخلافة الراشدة وما تلاه. لم يظهر هذا الأسلوب فجأة، بل تطور تدريجياً، وتبلور في العصر الأموي. يمزج هذا الغزل بين العاطفة الدينية والمشاعر الإنسانية، مُجسداً التوازن بين العفة والرغبة. سُمي بالغزل العذري نسبة إلى قبيلة عذرة التي برز فيها هذا الأسلوب أولاً، ثمّ انتشر على نطاق واسع بين الشعراء.

يتميز الغزل العفيف بالديمومة، والخلود، والعاطفة الجياشة، وعناصر الحرمان والبراءة. من أشهر شعراء هذا النمط جميل بن معمر، وقيس بن ذريح، وغيرهم.

الغزل الصريح: مدرسة عمر بن أبي ربيعة

على عكس الغزل العفيف، يمتاز هذا النمط بالجرأة والصراحة في التعبير عن المشاعر الجسدية والغرامية. يرتبط هذا الأسلوب بشاعر بارز وهو عمر بن أبي ربيعة، الذي وصف بدقة جمال المرأة ومفاتنها. يُعرف ببراعته في وصف تفاصيل المرأة وتجسيد مشاعرها الداخلية. يُعد عمر بن أبي ربيعة و الشاعر العرجي من أبرز رواد هذا المذهب الشعري.

التقليد الشعري: إرث الجاهلية

تمثل هذه المدرسة امتداداً لأسلوب الشعراء في العصرين الجاهلي والإسلامي. لم تُحدث هذه المدرسة تغييراً جذرياً في الأسلوب، بل التزمت بالتقاليد الشعرية القديمة أكثر من تركيزها على العاطفة الإنسانية. تُشبه هذه المدرسة تياراً هادئاً يفصل بين التيارات الشعرية الأخرى. من أشهر شعرائها جرير، والفرزدق، والراعي النميري.

أعلام الغزل الأموي: شعراء بارزون

برز في العصر الأموي العديد من الشعراء الذين تميزوا في فن الغزل، كلٌ منهم يمثل مدرسة أو أسلوباً معيناً:

• جميل بن معمر: شاعر عذري اشتهر بقصائده العاطفية حول حبه لبثينة.
• عمر بن أبي ربيعة: شاعر أموي معروف بأسلوبه الصريح والجرأة في وصف الغزل.
• جرير بن عطية اليربوعي: شاعر تميز بأسلوبه الرقيق في الغزل.

أمثلة من شعر الغزل الأموي: قصائد مختارة

إليكم نماذج من شعر الغزل في العصر الأموي:

من شعر جرير:

أَلا حَيِّ دارَ الهاجِرِيَّةِ بِالزُرقِ
وَأَحبِب بِها داراً عَلى البُعدِ وَالسُحقِ

من شعر جميل:

خَليلَيَّ عوجا اليَومَ حَتّى تُسَلّما
عَلى عَذبَةِ الأَنيابِ طَيِّبَةِ النَشرِ

من شعر عمر بن أبي ربيعة:

بَينَما يَذكُرنَني أَبصَرنَنِي
دونَ قَيدِ المَيلِ يَعدو بي الأَغَرُ