الغاية من تشريع العدة في الإسلام
العدة في الشريعة الإسلامية هي الفترة الزمنية التي يجب على المرأة المطلقة أو الأرملة أن تنتظرها قبل الزواج مرة أخرى. يجب على المرأة خلال هذه الفترة الالتزام بأحكام وضوابط محددة. وقد شرعت العدة لتحقيق مقاصد وحِكم عظيمة، منها:
- التأكد من خلو الرحم من الحمل، وذلك منعاً لاختلاط الأنساب وحفاظاً عليها.
- إعلاء شأن الزواج وبيان أهميته في المجتمع الإسلامي.
- إتاحة الفرصة للمطلق طلاقاً رجعياً لمراجعة قراره وإعادة زوجته.
- إظهار الحزن على وفاة الزوج والوفاء له، وذلك بالامتناع عن الزينة والتجمل.
- صيانة حقوق الزوج والزوجة والولد، والقيام بحق الله تعالى الذي أوجبه.
يمكن القول أن فترة العدة تحمل في طياتها أربعة حقوق أساسية يجب مراعاتها.
تصنيفات العدة الشرعية
تنقسم العدة إلى نوعين رئيسيين:
- عدة الوفاة: وهي العدة التي تجب على المرأة التي توفي عنها زوجها. وتنقسم إلى قسمين:
- المرأة غير الحامل: عدتها أربعة أشهر وعشرة أيام، كما قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا).
- المرأة الحامل: عدتها تنتهي بوضع الحمل، حتى لو كان ذلك بعد فترة قصيرة من وفاة الزوج. واستدلالاً بما ورد في حديث المسور بن مخرمة -رضي الله عنه-(أن سبيعة الأسلمية رضي الله عنها نفست بعد وفاة زوجها بليال، فجاءت إلى النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فاستأذنته أن تنكح، فأذن لها، فنكحت).
- عدة الفراق: وهي العدة التي تجب على المرأة التي فارقت زوجها بطلاق أو فسخ أو خلع بعد الدخول. وتنقسم إلى قسمين:
- المرأة الحامل: عدتها تنتهي بوضع الحمل.
- المرأة غير الحامل: وتنقسم إلى قسمين:
- ذوات الحيض: عدتها ثلاثة أطهار بعد الفراق.
- الصغيرة التي لا تحيض أو اليائسة: عدتها ثلاثة أشهر.
أما إذا تم الفراق قبل الدخول، فلا عدة على المرأة، لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا).
ولا يوجد فرق في هذا الحكم بين المؤمنات وغيرهن من الكتابيات، وهو إجماع بين العلماء، وذكر المؤمنات هنا من باب الأغلب.
هل تُلزم العدة الرجل؟
لا توجد عدة على الرجل بالمعنى المتعارف عليه، ويجوز له الزواج بعد الطلاق مباشرة ما لم توجد موانع شرعية، مثل:
- الزواج بمن لا يحل له الجمع بينها وبين قريبات زوجته الأولى (الأخت، الخالة، العمة، إلخ).
- الزواج بامرأة خامسة في أثناء عدة زوجته الرابعة المطلقة.
- نكاح المطلقة ثلاثاً قبل أن تتزوج شخصاً آخر ثم تطلق منه.
المصادر
- كمال سالم (2003)،صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة: المكتبة التوفيقية، صفحة 317، جزء 3.
- مجموعة من المؤلفين (1424)،الميسر في ضوء الكتاب والسنة، المدينة المنورة:مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 327، جزء 1.
- سورة البقرة ، آية:234
- رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن المسور بن مخرمة، الصفحة أو الرقم:5320 .
- سورة الأحزاب، آية:49
- وهبة الزحيلي،الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، دمشق:دار الفكر، صفحة 7168، جزء 9.
