فهرس المحتويات
- ما هو علم الجرح والتعديل؟
- أهمية دراسة الرواة
- معايير قبول الرواية
- أسس الجرح والتعديل
- صفات من يجرّح ويعدّل
- الأساس الشرعي للجرح والتعديل
- متى تُرفض الرواية؟
- المصادر
ما هو علم الجرح والتعديل؟
يُعرف علم الجرح والتعديل بأنه منهج دقيق لفحص الرواة وتقييم مصداقيتهم. الجرح لغةً هو التأثير في الجسم، واصطلاحاً هو نقد الراوي بسبب عيبٍ في نفسه أو روايته، كالكذب أو التدليس أو الشذوذ. أما التعديل فهو لغةً إقامة العدل، واصطلاحاً هو وصف الراوي بما يُثبت قبول روايته. يُعد هذا العلم ركيزةً أساسيةً في حفظ السنة النبوية الشريفة من التحريف والخلل، فهو بمثابة ميزان يُميّز بين الأخبار الصحيحة والضعيفة.
نشأ هذا العلم الحَساس انطلاقاً من حرص العلماء على صيانة السنة النبوية، خصوصاً بعد تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب في الأخبار عنه، ووعيده لمن يفعل ذلك بعقوبة شديدة. فهو يُعتبر من أهم العلوم التي تُسهم في نقل السنة النبوية إلى الأجيال بطريقة صحيحة وموثوقة، باعتبارها المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم.
أهمية دراسة الرواة
تكمن أهمية علم الجرح والتعديل في حماية السنة النبوية من الكذب والتزييف، وذلك من خلال التأكد من ثقة الراوي بعدالة وضبطه. يتحقق ذلك من خلال البحث عن الراوي في كتب تراجم الرواة، أو الرجوع إلى تصنيفات العلماء، أو التحقق من قبول روايته عند المحدثين المشهورين.
يُبرز هذا العلم أهمية التثبت من الرواة، حيث لا يُقبل إلا خبر العدل وشهادة العدل، مع ضرورة معرفة من عرف بالضعف والكذب، ومن عرف بالضبط والعدالة، لنقل السنة النبوية بطريقةٍ سليمة.
معايير قبول الرواية
يجب توافر شروط معينة لقبول رواية الراوي، ومن أهمها: [٣]
- العدالة: أن يكون الراوي مسلماً، بالغاً، عاقلاً، سليم الأخلاق، خالياً من موانع العدالة، وتثبت العدالة إما بالاستفاضة أو الشهرة، أو بتنصيص معدلين عليها.
- الضبط: أن يكون الراوي ذا حفظ قوي، غير مخالف لرواية الثقات، فإن وافقهم غالباً فهو ضابط، ولا بأس بمخالفة نادرة. كما يجب أن لا يكون سيء الحفظ، أو مغفلاً، أو كثير الأوهام، أو فاحش الخطأ.
أسس الجرح والتعديل
يجب أن يتم الجرح والتعديل وفق قواعد وضوابط دقيقة، لمنع الأخطاء، ومن هذه القواعد:[٤]
- الجرح يكون عند الحاجة فقط، كإرشاد إلى الحق.
- لا يجوز تجاوز حدود الحاجة في الجرح.
- لا يجوز نقل الجرح فيمن وجد فيه الجرح والتعديل.
- يجب أن يكون الجرح والتعديل خالياً من المحاباة أو الهوى.
- لا يقبل الجرح والتعديل إلا ممن لديه معرفة بأسبابه.
- يُقبل الجرح والتعديل من من وصف بالعدالة فقط، دون من جُرح.
- يُقبل التعديل بدون ذكر سبب.
- لا يُقبل الجرح إلا بذكر سبب.
- لا يقبل التعديل في الإبهام.
- مجرد الكلام عن شخص لا يعني أنه مجروح.
- الجرح مقدم على التعديل.
صفات من يجرّح ويعدّل
يجب أن يتصف من يقوم بالجرح والتعديل بالصفات التالية:[٥]
- العلم: الاطلاع على علوم الحديث وتراجم الرواة.
- التقوى: النزاهة والعدل في الحكم.
- الصدق: الأمانة والبعد عن التحيز.
- الورع: الاستعانة بأهل الخبرة.
- تجنيب التعصب: البعد عن التحيز المذهبي أو الرأي.
- معرفة أسباب الجرح والتعديل: معرفة دقيقة لأسباب الجرح والتعديل.
الأساس الشرعي للجرح والتعديل
تُثبت مشروعية الجرح والتعديل بآيات قرآنية كريمة، منها:
قال تعالى: ﴿مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾ [٦]
وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ [٧]
تدل هذه الآيات على وجوب التثبت من الأخبار وعدم قبول قول الفاسق إلا بالتأكد من صحته، وهذا يُؤكد أهمية العدالة والضبط في الرواة.[٨]
متى تُرفض الرواية؟
هناك حالات تُرفض فيها الرواية، منها:[٩]
- رواية الفاسق (إلا إذا تاب).
- رواية الكاذب (حتى لو تاب).
- رواية من عرف بالتساهل في السماع (كالنوم وقت السماع).
- رواية من عُرف بالتلقين.
- رواية من يسهو كثيراً.
المصادر
تم الاستعانة بمجموعة من المصادر الموثوقة في إعداد هذا المقال، وسيتم ذكرها عند الطلب.