فقه الزكاة: أحكامها وتوزيعها على مستحقيها

دراسة شاملة لأحكام الزكاة، كيفية حسابها، شروط من يستحقونها، وآداب إخراجها، مع بيان أقوال الفقهاء في المسائل الخلافية.

فهرس المحتويات

  1. النصاب وحولان الحول: متى تجب الزكاة؟
  2. أنواع الأموال التي تجب فيها الزكاة
  3. شروط من يستحقون الزكاة
  4. تأخير الزكاة: هل هو جائز؟
  5. آداب إخراج الزكاة
  6. المراجع

النصاب وحولان الحول: متى تجب الزكاة؟

يشترط لوجوب الزكاة في مال المسلم بلوغ النصاب، بالإضافة إلى حولان الحول في الأموال التي تُرصَد بغية النماء والتجارة، كالذهب والفضة، والأنعام، وعروض التجارة. أما الأموال النامية في ذاتها، كالزروع والثمار، أو غير القابلة للنماء، كتجب فيها الزكاة ببلوغ النصاب دون الحاجة إلى مرور عام كامل. [١]

تنقسم الأموال التي تجب فيها الزكاة إلى أربعة أصناف، ولكل منها كيفيته في إخراج الزكاة. [٢]

أنواع الأموال التي تجب فيها الزكاة

تتضمن هذه الأصناف زكاة الأنعام (الإبل، البقر، الغنم)، وزكاة الزروع والثمار، وزكاة النقود (الذهب والفضة)، وزكاة عروض التجارة. لكل نوع منها نصاب محدد وطريقة حساب الزكاة الخاصة به.

زكاة الأنعام: تختلف أنصاب الإبل، البقر، والغنم، وتُحدد الزكاة الواجب إخراجها بناءً على عدد رؤوس كل نوع. مثلاً، في الإبل، يختلف مقدار الزكاة بناءً على عددها، ابتداءً من شاة واحدة عن خمسة إبل، وصولاً إلى بنت لبون عن كل أربعين من مائة وعشرين إبل فما فوق.

زكاة الزروع والثمار: تعتمد زكاة الزروع والثمار على بلوغ النصاب، وهو خمسة أوسق (ما يعادل ٣٠٠ صاع نبوي). مقدار الزكاة يكون عُشر المحصول إذا كان ريّه بلا كلفة، ونصف العشر إذا كان ريّه مكلفاً.

زكاة النقود وعروض التجارة: تجب الزكاة في الذهب والفضة وعروض التجارة عند بلوغ النصاب (٢٠ مثقالاً من الذهب، أو ١٤٠ مثقالاً من الفضة). مقدار الزكاة ربع العشر في كل منهما.

شروط من يستحقون الزكاة

حدد الله تعالى، سبحانه وتعالى، في كتابه العزيز الفئات المستحقة للزكاة بقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ﴾ [٣، ٤]

وقد اتفق الفقهاء على شروط معينة للمستحقين، وهي: الإسلام، البلوغ، العقل، الحرية، والفقر. هناك تفاصيل دقيقة تتعلق بتحديد مستوى الفقر، واختلاف آراء الفقهاء حول بعض الحالات الخاصة، كجواز دفع الزكاة لبعض الفئات وإن كانوا أغنياء في بعض الآراء الفقهية. كما يحرم دفع الزكاة لآل البيت، حسب قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ﴿إنَّ هذِه الصَّدَقاتِ إنَّما هي أوْساخُ النَّاسِ، وإنَّها لا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ، ولا لِآلِ مُحَمَّدٍ﴾ [١٢].

تأخير الزكاة: هل هو جائز؟

يختلف الفقهاء في حكم تأخير الزكاة بعد وجوبها. الجمهور يرى عدم جواز التأخير إلا لعذر شرعي، مستندين إلى نصوص قرآنية وأحاديث نبوية تدل على وجوب الإسراع في إخراجها. أما الحنفية فيرون جواز التأخير، مع وجود اختلاف في التفاصيل.

آداب إخراج الزكاة

يُنصح المسلم بالحرص على عدة آداب عند إخراج الزكاة، منها الإخلاص لله تعالى، والإسرار في العادة، واختيار مستحقٍّ تقِيّ، وأن يكون المقدار كافياً لسد حاجة المحتاج، واستصغار المبلغ في نفس المزكي لتجنب الكبر، وقسمة الزكاة بنفسه لتأمين وصولها للمستحقين. [٢٤، ٢٥]

المراجع

[١] محمد التويجري (1431هـ – 2010م)،مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة(الطبعة الحادية عشرة)، السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 607. بتصرّف.

[٢] الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد،مجلة البحوث الإسلامية، الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 30، جزء 82. بتصرّف.

[٣] سورة التوبة، آية: 60.

[٤] مجموعة من المؤلفين،مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 207، جزء 30. بتصرّف.

[٥] بتوهبة الزحيلي،الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ(الطبعة الرابعة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 1961-1972، جزء 3. بتصرّف.

[٦] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1395 ، صحيح.

[٧] رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 652 ، حسن.

[٨] رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 1503 ، صحيح.

[٩] مجموعة من المؤلفين،فتاوى الشبكة الاسلامية، صفحة 14624، جزء 11. بتصرّف.

[١٠] رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن سلمان بن عامر الضبي، الصفحة أو الرقم: 2581 ، صحيح.

[١١] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 1462، صحيح.

[١٢] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث، الصفحة أو الرقم: 1072 ، صحيح.

[١٣] رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن جبير بن مطعم، الصفحة أو الرقم: 2347 ، صحيح.

[١٤] بتحسام الدين عفانة (1428هـ – 2007م)،يسألونك عن الزكاة(الطبعة الأولى)، فلسطين: لجنة زكاة القدس، صفحة 31-33. بتصرّف.

[١٥] أبوهبة الزحيلي،الفقه الاسلامي وأدلته(الطبعة الرابعة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 1813-1815، جزء 3. بتصرّف.

[١٦] بتعبد الله الغفيلي (1430هـ – 2009م)،نوازل الزكاة(الطبعة الأولى)، الرياض: دار الميمان، صفحة 473-478. بتصرّف.

[١٧] سورة الأنعام، آية: 141.

[١٨] سورة البقرة، آية: 43.

[١٩] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عقبة بن الحارث، الصفحة أو الرقم: 1430 ، صحيح.

[٢٠] سورة البقرة، آية: 148.

[٢١] سورة آل عمران، آية: 133.

[٢٢] محمد التويجري (1430هـ – 2009م)،موسوعة الفقه الإسلامي(الطبعة الأولى)، السعودية: دار بيت الأفكار الدولية، صفحة 64، جزء 3. بتصرّف.

[٢٣] ابن عثيمين،فتاوى نور على الدرب، صفحة 2، جزء 10. بتصرّف.

[٢٤] محمد التويجري (1431هـ – 2010م)،مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة(الطبعة الحادية عشرة)، السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 607. بتصرّف.

[٢٥] بتوهبة الزحيلي،الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ(الطبعة الرابعة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 1994-1995، جزء 3. بتصرّف.

[٢٦] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 660 ، صحيح.

[٢٧] صالح السدلان (1425ه)،رسالة في الفقه الميسر(الطبعة الأولى)، السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 64. بتصرّف.

Total
0
Shares
المقال السابق

واقع التنمر المدرسي: أرقام صادمة وتداعيات خطيرة

المقال التالي

زكاة الفطر: أحكامها على أفراد الأسرة

مقالات مشابهة