فضل وأسرار سورة الإخلاص: لماذا تعادل ثلث القرآن؟

اكتشف فضل سورة الإخلاص وأهميتها في الإسلام، ولماذا تعتبر معادلة لثلث القرآن الكريم. تعرف على تفسير ذلك وفضل قراءتها.

مقدمة

تعتبر سورة الإخلاص من السور العظيمة في القرآن الكريم، وتتميز بفضلها الكبير وأثرها العظيم في حياة المسلمين. وقد وردت أحاديث نبوية شريفة تبين أن قراءة هذه السورة تعدل ثلث القرآن الكريم. هذا المقال سيسلط الضوء على فضل سورة الإخلاص، وتفسير معادلتها لثلث القرآن، وأسباب تسميتها بهذا الاسم، بالإضافة إلى محورها الأساسي.

سورة الإخلاص: قيمتها كثُلث القرآن

أخبرنا النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة أن تلاوة سورة الإخلاص تعادل ثلث القرآن الكريم. ومن هذه الأحاديث:

قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-:
“أَيَعْجِزُ أحَدُكُمْ أنْ يَقْرَأَ في لَيْلَةٍ ثُلُثَ القُرْآنِ؟ قالوا: وكيفَ يَقْرَأْ ثُلُثَ القُرْآنِ؟ قالَ: قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ.”

وفي حديث آخر عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال:
“أنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} يُرَدِّدُها، فَلَمَّا أصْبَحَ جاءَ إلى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فَذَكَرَ ذلكَ له، وكَأنَّ الرَّجُلَ يَتَقالُّها، فقالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: والذي نَفْسِي بيَدِهِ، إنَّها لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ.”

كما قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-:
“احْشُدُوا، فإنِّي سَأَقْرَأُ علَيْكُم ثُلُثَ القُرْآنِ، فَحَشَدَ مَن حَشَدَ، ثُمَّ خَرَجَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقَرَأَ: {قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ}، ثُمَّ دَخَلَ، فقالَ بَعْضُنا لِبَعْضٍ: إنِّي أُرَى هذا خَبَرٌ جاءَهُ مِنَ السَّماءِ فَذاكَ الذي أدْخَلَهُ، ثُمَّ خَرَجَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: إنِّي قُلتُ لَكُمْ سَأَقْرَأُ علَيْكُم ثُلُثَ القُرْآنِ، ألا إنَّها تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ.”

تفسير معادلة الثلث

تعددت آراء العلماء في شرح وتفسير معنى أن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن الكريم، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:

  • باعتبار أن القرآن الكريم يتضمن ثلاثة أقسام رئيسية: التوحيد، والأحكام، والأخبار والقصص، فإن سورة الإخلاص تتناول موضوع التوحيد الخالص لله عز وجل، وبذلك فهي تعادل ثلث القرآن.
  • سورة الإخلاص تجسد أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، وهذا يجعلها ذات قيمة عظيمة ومكانة رفيعة.
  • إن الأجر والثواب المترتب على قراءة سورة الإخلاص يعادل الأجر والثواب المترتب على قراءة ثلث القرآن الكريم. وهذا يدل على فضل الله وكرمه على عباده.
  • إن الله -تعالى- قد فضل كلامه على سائر الكلام، وفضل بعض كلامه على بعض، مما جعل ثواب قراءة بعض السور والآيات مضاعفاً ومميزاً.

السبب وراء تسميتها بسورة الإخلاص

كلمة الإخلاص في اللغة تعني تنقية الشيء وتهذيبه. وقد سميت سورة الإخلاص بهذا الاسم لسببين رئيسيين:

  1. لأن السورة تتحدث بشكل خاص عن صفات الله -تعالى- وتنزهه عن كل نقص وعيب، فهي خالصة لله وحده.
  2. لأن قارئ هذه السورة والمؤمن بها يكون قد أخلص التوحيد لله -تعالى-، ونفى عنه الشريك والشبيه والمثيل.

المرتكز الأساسي لسورة الإخلاص

غالباً ما تتناول السور القصيرة في القرآن الكريم قضية واحدة رئيسية، ولا شك أن سورة الإخلاص تركز على وحدانية الله -تعالى-، فهي سورة التوحيد والتنزيه. ومن الجدير بالذكر:

  • لم ترد كلمة التوحيد بهذه الصيغة اللغوية في القرآن الكريم، بل تم التعبير عنها بصيغة الواحد أو الأحد، كما في قوله -تعالى- في سورة الإخلاص: “قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ”.
  • الوحدانية تعني الانفراد والاختصاص، أي أن الله -تعالى- متفرد ومختص بصفات الكمال والجلال دون خلقه. وهي تتكون من ثلاثة أقسام: توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات.

المصادر

  • عبد الرحمن اليماني (1434)،آثَار الشّيخ العَلّامَة عَبْد الرّحمن بْن يحْيَي المُعَلّمِيّ اليَماني(الطبعة 1)، مكة:دار عالم الفوائد للنشر ، صفحة 43، جزء 2.
  • رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم:811 ، صحيح.
  • رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:7374 ، صحيح.
  • رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:812 ، صحيح.
  • سليمان الطوفي (1419)،التعيين في شرح الأربعين(الطبعة 1)، بيروت:مؤسسة الريان، صفحة 145.
  • فيصل المبارك (1423)،تطريز رياض الصالحين(الطبعة 1)، الرياض:دار العاصمة، صفحة 591.
  • سعيد القحطاني،شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية في ضوء الكتاب والسُّنَّة، الرياض:مطبعة سفير، صفحة 15.
  • ابن الملقن (1429)،التوضيح لشرح الجامع الصحيح(الطبعة 1)، دمشق:دار النوادر، صفحة 82-83، جزء 24.
  • مجموعة من المؤلفين،نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم(الطبعة 4)، جدة:دار الوسيلة، صفحة 124، جزء 2.
  • سعيد حوى (1414)،الأساس في السنة وفقهها(الطبعة 1)، دمشق:دار السلام، صفحة 1645، جزء 4.
  • عواد المعتق،شروط لا إله إلا الله(الطبعة 26)، المدينة المنورة:الجامعة الإسلامية، صفحة 427.
  • مصطفى مسلم (1426)،مباحث في التفسير الموضوعي(الطبعة 4)، دمشق:دار القلم، صفحة 47.
  • محمد حجازي (1413)،التفسير الواضح(الطبعة 10)، بيروت:دار الجيل الجديد، صفحة 918، جزء 3.
  • مجموعة من المؤلفين،موسوعة المفاهيم الإسلامية، صفحة 167.
  • سورة الاخلاص، آية:1
  • عبد الرحيم السلمي،شرح العقيدة الواسطية، صفحة 18-20.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

التمييز بين السور المكية والمدنية

المقال التالي

استكشاف دولة الإمارات العربية المتحدة: دليل السياحة

مقالات مشابهة