مقدمة
يعتبر السحور من السنن المؤكدة في شهر رمضان المبارك، وهو الوجبة التي يتناولها المسلم قبل طلوع الفجر استعداداً لصيام يوم جديد. وفي هذا المقال، سنتناول أحكام وآداب السحور، مع التركيز على ما ورد في السنة النبوية الشريفة حول هذا الموضوع.
هل يوجد دعاء خاص بالسحور؟
لم يرد في سنة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- دعاء مخصص للسحور، ولا يوجد دعاء خاص يقال له دعاء السحور، إنمّا هو طعام يشرع له ما يشرع لغيره من ذكر؛ فالواجب هو التسمية في أوله، وحمد الله -تعالى- عند الانتهاء منه، كما يقال عند أي طعام غيره.
وفي المقابل ورد في سنة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أدعية تقال عند الإفطار، ومن ذلك ما روي أنه: “(كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا أفطرَ قالَ ذَهَبَ الظَّمأُ وابتلَّتِ العُروقُ وثبَتَ الأجرُ إن شاءَ اللَّهُ)”.
يجوز للمسلم أن يدعو الله -تعالى- بما يشاء في هذا الوقت المبارك، لأن الدعاء مشروع في نهاية العبادة. وقد أشار الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- إلى أن وقت الإفطار هو وقت استجابة للدعاء، لما فيه من ضعف النفس ورقة القلب. ومن الأدعية المشهورة: “اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت”، ويمكن الدعاء بغيره في هذا الوقت المبارك.
كما أن من يتسحر في الثلث الأخير من الليل يدرك وقتاً عظيماً يستجاب فيه الدعاء، فقد قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: “(يَنْزِلُ رَبُّنَا -تَبَارَكَ وتَعَالَى- كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا؛ حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له)”. فالدعاء في هذا الوقت مستجاب، وليس له علاقة مباشرة بوجبة السحور نفسها.
ولا يشترط النية بالتلفظ عند السحور، فالنية عمل قلبي. وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: “ومن خطر بقلبه أنه صائم غداً فقد نوى”.
ما هو الحكم الشرعي للسحور؟
السحور مستحب في الشريعة الإسلامية، بل ذهب بعض العلماء إلى أنه سنة مؤكدة. فقد روي عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه قال: “(إنَّ فصلَ ما بين صيامِنا وصيامِ أهلِ الكتابِ أكلةُ السَّحرِ)”. وقد حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على السحور في العديد من الأحاديث الأخرى، وعليه، يُستحب تأخير وقت السحور قدر الإمكان.
ما هي الفضائل المترتبة على السحور؟
للسحور فضل عظيم وبركة كبيرة على المسلم، فقد روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه قال: “تَسَحَّرُوا فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً”. والبركة في السحور تتجلى في عدة جوانب:
- مخالفة أهل الكتاب.
- اتباع هدي النبي -صلى الله عليه وسلم-.
- التقوي على الصيام والعبادة.
- زيادة النشاط، مما ينعكس إيجاباً على سلوك الصائم.
- إدراك نية الصوم.
- ذكر الله -عز وجل- ودعاؤه في أوقات الإجابة في الثلث الأخير من الليل.
المراجع
- محمد صالح المنجد، موقع الإسلام سؤال وجواب.
- الألباني، صحيح أبي داود.
- البخاري، صحيح البخاري.
- عبد المحسن القاسم، المسبوك على منحة السلوك في شرح تحفة الملوك.
- مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية.