فهرس المحتويات
تنقية القلب ونور العقل |
خشية الله وتقواه |
رضا الله والنعيم الأبدي |
رفع الجهل وبناء الأمة |
طريق الجنة والنجاة |
المراجع |
إصلاح القلب ونور العقل
يُعدّ طلب العلم الشرعي أساسًا لإصلاح القلب وتنوير العقل. فالعلم شرفٌ بذاته، يُصلح القلب والعقل واللسان. يُمكننا من تمييز الصلاح من الفساد في القلوب، وهو الطريق الأقصر للوصول إلى الله تعالى. وقد قال الله تعالى: (يا أَيُّهَا النّاسُ قَد جاءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِّكُم وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدورِ وَهُدًى وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ).[١] والعلم يُرشدنا إلى الله، ويعرفنا بأسمائه وصفاته، ويساعدنا على فهم أمراض القلوب وطرق علاجها. كما يُقاوم الغفلة عن الله، فزوال الغفلة يكون بالذكر، ولا يُمكننا ذكر الله بقلوب خالية من علمه. وقد قال الله تعالى: (وَاذكُر رَبَّكَ في نَفسِكَ تَضَرُّعًا وَخيفَةً وَدونَ الجَهرِ مِنَ القَولِ بِالغُدُوِّ وَالآصالِ وَلا تَكُن مِنَ الغافِلينَ).[٢][٣]
خشية الله عز وجل
يُولد العلم الخشية والتقوى، فالعلاقة بين معرفة الله وخشيته علاقة وثيقة. فكلما زاد العلم بالله زادت الخشية، والعكس صحيح. وقد قال الله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ).[٤] قال سفيان الثوري: “العالم بالله، وبأمر الله هو من يخشى الله تعالى، ويعلم الحدود والفرائض”.[٥] والخشية نفسها تُؤدي إلى طلب المزيد من العلم، وقد جعلها الله علامة من علامات الخيرية وسبباً من أسباب التفضيل. فالله تعالى يقول: (أُولَـئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ).[٦] ثم أكمل الوصف بقوله: (جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ).[٧] فالجنة جزاء من خشى الله، والعلماء هم من يخشونه.[٨]
رضا الرحمن ورضوانه
إن طلب العلم سببٌ لرضا الله، فمنذ بداية السعي في هذا الطريق يفتح الله أبواب الخير والنعيم. يُسهّل الله الطريق إلى الجنة لطالب العلم، وكلما تقدم في رحلته العلمية اتسعت طرقه إلى الجنة. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ).[٩][١٠] ومن علامات رضا الله على طالب العلم أن الملائكة تنير له الطريق بنورها، فيكتسب نور العلم من نور الله ومن نورهم. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(مَا مِنْ خَارِجٍ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ، إِلَّا وَضَعَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا بِمَا يَصْنَعُ).[١١][١٢]
إزالة الجهل وبناء أمة قوية
الجهل هو داء الأمم، فبزيادة العلم تزدهر الأمم، وبنقصانه تهلك. إذا أراد الله هلاك أمة، نزع منها العلم، وليس بانتزاعه من الصدور، بل بموت العلماء دون من يخلفهم. فيُصبح الجهل سبباً لهلاكها. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا).[١٤]
سبيل الجنة والفوز بالنعيم
لعلاقة طلب العلم بدخول الجنة وجهان:[١٥] الأول: أن طلب العلم عبادةٌ بذاتها، يُثاب عليها طالبها، وتزيد هذه الثواب على دخول الجنة. الثاني: أن تحصيل العلم يُمكن صاحبه من معرفة الحلال والحرام، فيجتنب المعاصي ويفعل الخير، وهذا يؤدي إلى دخول الجنة. وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ).[٩] يُسهّل الله لطالب العلم العقبات في الدنيا والآخرة، ويُيسّر عليه الحساب، والوقوف بين يديه، ودخول الجنة. والمقصود هنا هو العلم الشرعي الذي يُحاسب الله عليه.[١٥]