فضل حفظ كتاب الله

نعرض في هذا المقال فضائل حفظ القرآن الكريم، آداب الحافظ، مكانة القرآن، وخصائصه، مع ذكر المراجع

فهرس المحتويات

الموضوعالرابط
أهمية حفظ كلام اللهالفقرة الأولى
سلوك الحافظ الأمثلالفقرة الثانية
مكانة القرآن وخصائصهالفقرة الثالثة
المراجعالمراجع

أهمية حفظ كلام الله

أكد الله -تعالى- على حماية كتابه من أي تحريف أو تغيير بقوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [١]. وقد سهّل الله تعالى على أمة الإسلام حفظ كتابه الكريم وتلاوته. وتتجلى أهمية حفظ القرآن الكريم فيما يلي:

اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يحفظ القرآن الكريم ويعرضه على جبريل عليه السلام كل عام، ويمارسه مع الصحابة رضوان الله عليهم. لذا، يُعد حفظ القرآن الكريم اتباعاً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم [٢].

خلاص من عذاب الآخرة:

حفظ القرآن الكريم في الصدر يُعدّ سببًا للنجاة من عذاب جهنم، كما جاء في حديث عصمة بن مالك الخطمي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿لَوْ جُمِعَ الْقُرْآنُ فِي إِحَابٍ، مَا أَحْرَقَهُ اللهُ بِالنَّارِ﴾ [٣][٤].

تاج الكرامة في الآخرة:

لا تقتصر مكافأة حفظ القرآن على الحياة الدنيا فقط، بل تمتد إلى الآخرة، كما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿يَأْتِي الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَلِّهِ، فَيُلْبَسُ تَاجَ الْكَرَامَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ زِدْهُ، فَيُلْبَسُ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ ارْضَ عَنْهُ، فَيَرْضَى عَنْهُ، فَيَقُولُ: اقْرَأْ، وَارْقَ، وَيُزَادُ بِكُلِّ آيَةٍ حَسَنَةً﴾ [٥][٤].

أساس طلب العلم الشرعي:

يُعتبر حفظ القرآن الكريم خطوة أساسية في طلب العلم الشرعي، فالأحكام الشرعية تستمد من آياته الكريمة. وقد بدأ العلماء بحفظ القرآن منذ الصغر، كما ذكر الإمام النووي رحمه الله أن حفظ القرآن أهم العلوم وأولها [٦]. وقد نقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية قوله: “وأما طلب حفظ القرآن فهو مقدم على كثير مما تسميه الناس علماً، وهو إما باطل أو قليل النفع، وهو أيضا مقدم في التعلم في حق من يريد أن يتعلم علم الدين من الأصول والفروع”[٦].

تمكين الأمة الإسلامية:

حفظ القرآن وفهمه والعمل به من أهم سمات الأمة الإسلامية، فهو منهج حياة كامل، كما جاء في قوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [٧][٨].

تنوير العقول:

حفظ القرآن الكريم والتمسك به يُقوي اليقين، كما حث النبي صلى الله عليه وسلم على العمل به والسير على ما جاء فيه بقوله: ﴿أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبُ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ﴾ [٩][١٠].

الهداية في الدنيا والفوز بالآخرة:

حفظ القرآن والعمل به من أسباب الاستقرار في الدنيا، كما وعد الله تعالى بذلك في قوله: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾ [١١]. كما وعد الله تعالى الحافظ الملتزم بالهداية في الدنيا والفوز بالآخرة، كما في قوله تعالى: ﴿الم ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾ [١٢][١٣]. ومن ثمار حفظ القرآن: التقرب إلى الله، نيل رضاه، الفوز بالجنة، التسلح بآياته في مواجهة الشيطان، تقويم اللسان، الفصاحة في اللغة العربية، وحماية القرآن من الضياع [١٤].

سلوك الحافظ الأمثل

يجب على حافظ القرآن الكريم التحلي بآداب تليق به، منها:

التقوى:

يجب على من حفظ كلام الله أن يتحلى بالتقوى، وأن يقصد بتلاوته نيل رضا الله [١٥].

الإخلاص:

يجب إخلاص النية لله تعالى في جميع الأعمال، وذلك بإخلاص النية في حفظ القرآن، دون انتظار جزاء من الناس [١٦]. وقد حذر الله من حفظ القرآن رياءً [١٧][١٨].

المتابعة والمراجعة:

يجب على الحافظ الاستمرار في تلاوة القرآن ومراجعته باستمرار حتى لا ينساه، كما ورد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: ﴿تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنَ الإِبِلِ فِي عُقُولِهَا﴾ [١٩][٢٠].

الطهارة:

يجب على الحافظ المحافظة على الطهارة، وإن كانت طهارة القلب أهم [٢١].

التجويد:

يُستحسن مراعاة أحكام التجويد في التلاوة، والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك [٢٢].

التواضع:

يجب على الحافظ التواضع وعدم التعالي على الآخرين [٢٣].

الخشوع:

يجب تعظيم كلام الله والخشوع عند تلاوته [٢٤].

التدبر:

يجب تدبر معاني القرآن والعمل بما جاء فيه، كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “لا خير في عبادة لا فقه فيها ولا في قراءة لا تدبر فيها” [٢٤].

مكانة القرآن وخصائصه

مكانة القرآن الكريم:

أنزل الله القرآن الكريم على قلب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم رحمةً وهدايةً للناس، كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾ [٢٥]. وهو معجزة خالدة تحدى الله بها العالمين، كما في قوله تعالى: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ [٢٦].

خصائص القرآن الكريم:

من خصائص القرآن الكريم: سلاسة الأسلوب وسهولة الحفظ، كما جاء في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾ [٢٧]. وقد فسّر الشيخ عبدالرحمن السعدي هذه الآية بأن الله تعالى سهّل ألفاظ القرآن الكريم للحفظ والفهم [٦].

المراجع

  1. سورة الحجر، آية: ٩.
  2. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب.
  3. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عصمة بن مالك الخطمي.
  4. أبومحمد صالح المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد.
  5. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة.
  6. أبعامر بن عيسى اللهو، “حفظ القرآن الكريم أهميته ومعواقاته”.
  7. سورة الأعراف، آية: ٩٦.
  8. أبمصطفى ديب البغا، محيى الدين ديب مستو، الواضح في علوم القرآن.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن يزيد بن حيان.
  10. مجدي الهلالي، العودة إلى القرآن لماذا وكيف.
  11. سورة النور، آية: ٥٥.
  12. سورة البقرة، الآيات: ١-٥.
  13. عبدالله بن عمر محمد الأمين الشنقيطي، التمسك بالقرآن الكريم وأثره في حياة المسلمين.
  14. سعيد أحمد حافظ شريدح، تقويم طرق تعليم القرآن وعلومه في مدارس تحفيظ القرآن الكريم.
  15. عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر، فقه الأدعية والأذكار.
  16. سورة الزمر، آية: ١١.
  17. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة.
  18. محمد عباس الباز، مباحث في علم القراءات مع بيان أصول رواية حفص.
  19. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري.
  20. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب.
  21. د صلاح عبد الفتاح الخالدي، مفاتيح للتعامل مع القرآن.
  22. محمد صالح المنجد، سلسلة الآداب.
  23. الشيخ الطبيب أحمد حطيبة، شرح كتاب الجامع لأحكام الصيام وأعمال رمضان.
  24. أبمحمد جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم الحلاق القاسمي، موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين.
  25. سورة الإسراء، آية: ٩.
  26. سورة الإسراء، آية: ٨٨.
  27. سورة القمر، آية: ١٧.
Total
0
Shares
المقال السابق

فضل الأخلاق الحميدة: ثمارها في الدنيا والآخرة

المقال التالي

حفظ اللسان: درع المؤمن في الإسلام

مقالات مشابهة