محتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
فضل ترك الشيء لله تعالى | الفقرة الأولى |
معنى الحديث الشريف | الفقرة الثانية |
الثواب الجزيل لمن ترك شيئاً لله | الفقرة الثالثة |
المراجع | الفقرة الرابعة |
فضل ترك ما يحبه الإنسان لله
يُعدّ ترك الإنسان ما يُحِبّ لله تعالى من أعظم الأعمال التي تقرّب العبد إلى ربه. فالإنسان قد يُحبّ مالًا أو منصبًا أو متعةً دنيوية، لكنّه إذا ترك ذلك ابتغاء مرضاة الله، فإنّ الله -عزّ وجلّ- يُعوّضه خيرًا منه. وليس هذا مجرد قول، بل هو مبدأ راسخ في الدين الإسلامي، وقد ورد في نصوص شرعية تدلّ على هذا المعنى.
لم يرد هذا الحديث بنصّ صحيح عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- باللفظ المذكور، إلا أنّ الإمام الألباني قد صحّح سنده في أحد مصنفاته، حيث أورده بنصّ (من ترك شيئًا للهِ، عوَّضهُ اللهُ خيرًا منه)،[١] ويُؤكّد مضمون الحديث صحة ما جاء في لفظ آخر صحيح عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا لِلهِ عز وجل إِلاَّ بَدَّلَكَ اللهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ).[٢]
فهم الحديث الشريف
يتضمن هذا الحديث الشريف معانٍ عميقة، منها:
- (إنك لن تدع شيئًا): يشمل هذا اللفظ العام كلّ ما يتركه الإنسان ابتغاء مرضاة الله.
- (لله -عز وجلّ-): هذه الجملة توضح أنّ النية هي الأساس، فيجب أن يكون الترك لله وحده، وليس بدافع الخوف أو الرياء أو غير ذلك من الأسباب.
- (إلا أبدلك الله به ما هو خير لك منه): هذا الوعد الإلهي بجزاء عظيم لمن ترك شيئًا لله، بما هو أفضل وأكثر خيرًا ممّا ترك.
إنّ الله -تعالى- عليمٌ بكلّ شيء، يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور، كما قال تعالى: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ). [٤] وهو أعلم بما يُحقّق مصلحة عباده في دينهم ودنياهم.
جزاء ترك ما يحبه الإنسان لله
يُجزى من ترك شيئاً لله تعالى جزاءً عظيماً، وقد يتخذ هذا الجزاء أشكالاً متعددة:
- بمثل ما ترك: فإن ترك الإنسان مالاً حرامًا، عوضه الله مالًا حلالًا، أو أكثر.
- مكافأة بغير جنس ما ترك: قد يُعوّض الإنسان بصحة وعافية لتركه مالاً حرامًا، أو بذرية صالحة لتركه معصية، أو بسكينة وطمأنينة في القلب.
- مكافأة في الآخرة: إنّ التجارة مع الله هي أفضل التجارات، فلا خسارة فيها أبدًا. فمن ترك شيئًا لله طمعًا في مرضاته، جنى ربحًا عظيماً في الدنيا والآخرة.
أمثلة كثيرة في حياة الصحابة الكرام تُظهر هذا الأمر، كسيدنا يوسف -عليه السلام- الذي ترك الوقوع في الحرام مع امرأة العزيز، فأعطاه الله المال والجاه والسلطان.