فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
أهمية وفوائد تدبر القرآن | الفقرة الأولى |
تأثير التدبر على حياة المسلم | الفقرة الثانية |
الحث على التدبر في القرآن الكريم | الفقرة الثالثة |
طرق فعالة لتدبر القرآن | الفقرة الرابعة |
المراجع | الفقرة الخامسة |
أهمية وفوائد تدبر كلام الله
تتجلى أهمية تدبر القرآن الكريم في كونه الطريق لفهم مقاصد الآيات ومعانيها، مما يُنير قلب المسلم ويثري مداركه. لقد أدرك الصحابة -رضي الله عنهم- هذه الأهمية، فلم يتجاوزوا عشر آيات إلا وعملوا بما ورد فيها. ولتحقيق غاية إنزال القرآن، نهى النبي ﷺ عن ختمه في أقل من ثلاثة أيام، قائلاً: (لم يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث). [١] و يؤكد الله تعالى على هذه الحقيقة بقوله: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾.[٢][٣] يحذرنا الله من الاكتفاء بظاهر الآيات دون تدبر، فهذا يُؤدي إلى قسوة القلب وعدم الاستفادة الكاملة من الذكر والعبر. قال تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّـهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾.[٤][٥]
تأثير التدبر على حياة المسلم
يُعدّ تدبر القرآن الكريم وسيلة فعّالة لزيادة الإيمان، حيث يُعرف المسلم أسماء الله وصفاته، فيتعرف على ما يُرضي الله وما يُغضبه، فيقترب من الطاعات ويبعد عن المعاصي. كذلك، يُمكنه من فهم دعوة الأنبياء والمعجزات التي أيّدها الله لهم، مما يُزيد يقينه. كما يُساعد التدبر على إدراك مفاتيح السعادة في الدنيا والآخرة. وقد فسّر ابن القيم رحمه الله قول الله تعالى: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشقى﴾ [٧] بأن الاتباع الحقيقي للهدى يكون بالتلاوة المفهومة والمتدبرة والعاملة، لا مجرد تلاوة اللفظ فقط. [٨]
حث النبي ﷺ على تدبر القرآن
كان النبي ﷺ يتدبر آيات الله ويتفكر في معانيها، كما روى عوف بن مالك: (قمتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم فبدأَ فاستاكَ وتوضَّأَ ثمَّ قامَ فصلَّى فبدأَ فاستفتحَ منَ البقرةِ لا يمرُّ بآيةِ رحمةٍ إلَّا وقفَ وسألَ ولا يمرُّ بآيةِ عذابٍ إلَّا وقفَ يتعوَّذُ). [١٠] كما حث على التفكر في سور القرآن ودراسة آياته، مبيناً فضل ذلك. قال ﷺ: (وما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ، وَمَن بَطَّأَ به عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ به نَسَبُهُ). [١١] وقد أدرك الصحابة فضيلة ذلك، فكان بعضهم يُكرر الآية الواحدة طوال الليل، وكان ابن عباس يُفضل قراءة سورتي الزلزلة والقارعة بتدبر على قراءة سورة البقرة مراراً دون تفكر. [٣][١٢]
طرق فعالة لتدبر كلام الله
ورد مصطلح التدبر في قوله تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾. [١٣] التدبر هو التفكر في معاني القرآن ومدلولاته، والاستجابة لما تتضمنه الآيات من رحمة وأوامر. فإن قرأت آية فيها وعيد، استعذت بالله منه، وإن قرأت آية رحمة، دعوت الله أن يشملك بها، وهكذا. [١٤] الاستفادة من القرآن لا تتحقق بالقراءة فقط، بل بتدبر معانيه وفهم مقاصدها. التدبر يُعين على معرفة الخير والشر وأسبابه ومآلاته، كما بين ابن القيم. [١٥] التدبر ليس مجرد نظر، بل تفكر شامل ونظر ثاقب للوصول إلى المرامي الحقيقية للآيات، مما يُمكن المسلم من العمل بما علم. [١٦]
المراجع
[١] رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبدالله بن عمرو، حسن صحيح.
[٢] سورة ص، آية: 29.
[٣] أبو محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب.
[٤] سورة الحديد، آية: 16.
[٥] الشيخ صالح بن حميد ، دروس صوتية.
[٦] ابن قيم الجوزية (1996)، مدارج السالكين.
[٧] سورة طه، آية: 123.
[٨] ابن قيم الجوزية، مفتاح دار السعادة.
[٩] “فصل في فضل تدبر القرآن من كتاب موارد الظمآن لدروس الزمان”، www.al-eman.com.
[١٠] رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عوف بن مالك الأشجعي، صحيح.
[١١] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، صحيح.
[١٢] أبو عبد الرحمن النسائي (1986)، سنن النسائي.
[١٣] سورة النساء، آية: 82.
[١٤] جلال الدين السيوطي (1974)، الإتقان في علوم القرآن.
[١٥] سفر الحوالي، دروس صوتية.
[١٦] عبدالرحمن حسن حبنكة الميداني (1980)، قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله.