فضل العشر الأوائل من ذي الحجة: مناسك، أعمال، وأذكار

استكشاف أفضل الأعمال والعبادات في العشر الأوائل من ذي الحجة، بما في ذلك الحج، الأضحية، صلاة العيد، الصيام، التكبير، وغيرها من الأعمال المستحبة.

محتويات

الحج: ركن من أركان الإسلام

يُعدّ الحجّ ركناً أساسياً من أركان الإسلام الخمسة، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ). [١]

وقد فرض الحج على المسلمين في السنة التاسعة للهجرة [٢]، وهو فرض مرة واحدة في حياة المسلم، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (الحجُّ مرةٌ فمن زاد فهو تطوُّعٌ). [٣][٢]

يتضمن الحجّ ستة أيام من شهر ذي الحجة: يوم التروية (8 ذي الحجة)، يوم عرفة (9 ذي الحجة)، يوم النحر (10 ذي الحجة)، ويوم القر (11 ذي الحجة)، ويوم النفر الأول (12 ذي الحجة)، ويوم النفر الثاني (13 ذي الحجة).

الأضحية: سنة مؤكدة في العيد

الأضحية، شرعاً، هي ذبح أنعام (إبل، بقر، غنم، معز) في أيام عيد الأضحى تقرباً لله تعالى. وهي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما روى أنس بن مالك رضي الله عنه: (إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُضَحِّي بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ويَضَعُ رِجْلَهُ علَى صَفْحَتِهِما ويَذْبَحُهُما بيَدِهِ). [٦][٧]

يُستحب توزيع لحم الأضحية على ثلاثة أقسام: صدقة، هديّة، والباقي للعائلة.

صلاة العيد: عبادة عظيمة في أيام الله

ثبتت مشروعيّة صلاة العيد في القرآن الكريم بقوله تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) [٩]، وفي السنة النبوية، كما في حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: (شَهِدْتُ العِيدَ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأَبِي بَكْرٍ، وعُمَرَ، وعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمْ، فَكُلُّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ قَبْلَ الخُطْبَةِ). [١٠]

يُعدّ يوم النحر أعظم الأيام عند الله تعالى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أعظمَ الأيامِ عندَ اللهِ تباركَ وتعالى يومُ النحرِ). [١٢]

ومن أدى صلاة العيد نال أجرًا عظيمًا، كما في قوله تعالى: (مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ ما كانوا يَعمَلونَ) [١٣]، وقوله صلى الله عليه وسلم: (مَن أطاعني دخَل الجنَّةَ). [١٤]

صيام التسعة الأوائل من ذي الحجة

يستحب صيام التسعة أيام الأولى من ذي الحجة، كما ورد عن بعض زوجات النبي صلى الله عليه وسلم: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يصومُ تسعَ ذي الحجَّةِ). [١٥]

وصيام يوم عرفة تحديداً له فضل عظيم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ). [١٨]

ولكن، يُستثنى من ذلك الحاج، فصيام يوم عرفة غير مستحب له لاحتياجه للقوة والطاقة.

التكبير في العشر الأوائل: مشروعية، صيغ، وأقسام

ثبتت مشروعية التكبير في العشر الأوائل من ذي الحجة في قوله تعالى: (لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ) [٢١].

توجد عدة صيغ للتكبير، منها ما ورد عن سلمان الفارسي، وابن مسعود، وابن عباس رضي الله عنهم.

يقسم التكبير إلى تكبير مطلق (يُسنّ في جميع الأوقات والأماكن) وتكبير مقيد (بعد صلاة الفريضة).

أعمال صالحة إضافية في العشر الأوائل

من الأعمال الصالحة الأخرى في العشر الأوائل: الحرص على أداء الصلوات المفروضة جماعة في المسجد، صلاة النوافل، قيام الليل، مجالسة الصالحين، صلة الرحم، الصدقة، قراءة القرآن الكريم، الإكثار من الدعاء، وذكر الله تعالى.

الاستعداد للعشر الأوائل من ذي الحجة

العشر الأوائل من ذي الحجة أيام مباركة، أقسم الله بها في قوله تعالى: (وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ) [٣٧]. يجب الاستعداد لها بالإكثار من الأعمال الصالحة.

فضل العمل الصالح في هذه الأيام عظيمة، كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر). [١٦]

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

سيرة حياة حكمت فهمي ومسيرتها الفنية

المقال التالي

إنجازات الخليفة عبد الملك بن مروان

مقالات مشابهة