أدعية مخصوصة بالصائم
يستحب للمسلم الإكثار من الدعاء في شهر رمضان المبارك، وخصوصًا أثناء الصيام، حيث يعتبر الدعاء من العبادات المستجابة بإذن الله. وتوجد أوقات معينة يستجاب فيها الدعاء للصائم، منها:
- دعاء الصائم عند الإفطار:
يعتبر وقت الإفطار من أوقات الاستجابة للدعاء، فقد ورد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إنَّ للصَّائمِ عندَ فِطرِهِ لدعوةً ما تردُّ”.[١] ويمكن للصائم أن يدعو بما شاء من خير الدنيا والآخرة.
ومن الأدعية المأثورة عند إفطار الصائم ما ورد عن عبدالله بن عمر-رضي الله عنه- قال: “كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ إذا أفطرَ قال: ذهبَ الظَّمأُ وابتلَت العروقُ و ثبُتَ الأجرُ إن شاءَ اللهُ تعالى”.[٢]
وأيضًا، كان ابنُ عمرو إذا أفطرَ يقولُ: “اللهمَّ إني أسألكَ برحمتكَ التي وَسِعَتْ كلَّ شيٍء أن تغفرَ لي ذنوبي”.[٣]
- دعاء الصائم في ليلة القدر من رمضان:
ليلة القدر هي خير من ألف شهر، والدعاء فيها مستجاب بإذن الله. وقد ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم: “يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ إنْ علِمْتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي”.[٤]
- دعاء الصائم في قيام الليل برمضان:
قيام الليل في رمضان له فضل عظيم، والدعاء فيه مستجاب. فقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: “فقَدْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذاتَ ليلةٍ مِن الفِراشِ، فالتمَسْتُه فوقَعَت يدي على بطنِ قدَمَيه وهو في المسجدِ وهما منصوبتانِ وهو يقولُ: اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ برضاكَ مِن سخَطِك، وبمعافاتِك مِن عقوبتِك، وأعوذُ بك منك لا أُحصي ثناءً عليك أنتَ كما أثنَيْتَ على نفسِك”.[٥]
أدعية شاملة للخير
هناك العديد من الأدعية الجامعة للخير التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، والتي يمكن للمسلم أن يدعو بها في كل وقت، وخاصة في شهر رمضان. منها:
“اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ، القَبْرِ اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا”.[٦]
“اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، وأعوذُ بِكَ منَ الشَّرِّ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ من خيرِ ما سألَكَ عبدُكَ ونبيُّكَ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عاذَ بِهِ عبدُكَ ونبيُّكَ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ وما قرَّبَ إليها من قَولٍ أو عملٍ، وأعوذُ بِكَ منَ النَّارِ وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ، وأسألُكَ أن تجعلَ كلَّ قَضاءٍ قضيتَهُ لي خيرًا”.[٧]
“قَلَّما كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقومُ من مجلِسٍ حتى يدعُوَ بهؤلاءِ الدَّعَواتِ لِأَصحابِهِ: اللهمَّ اقسِمْ لنا مِنْ خشيَتِكَ ما تحولُ بِهِ بينَنَا وبينَ معاصيكَ، ومِنْ طاعَتِكَ ما تُبَلِّغُنَا بِهِ جنتَكَ، ومِنَ اليقينِ ما تُهَوِّنُ بِهِ علَيْنَا مصائِبَ الدُّنيا، اللهمَّ متِّعْنَا بأسماعِنا، وأبصارِنا، وقوَّتِنا ما أحْيَيْتَنا، واجعلْهُ الوارِثَ مِنَّا، واجعَلْ ثَأْرَنا عَلَى مَنْ ظلَمَنا، وانصرْنا عَلَى مَنْ عادَانا، ولا تَجْعَلِ مُصِيبَتَنا في دينِنِا، ولَا تَجْعَلِ الدنيا أكبرَ هَمِّنَا، ولَا مَبْلَغَ عِلْمِنا، ولَا تُسَلِّطْ عَلَيْنا مَنْ لَا يرْحَمُنا”.[٨]
“اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ”.[٩]
“اللهمَّ فإني أعوذُ بك من فتنةِ النارِ، وعذابِ النارِ، وفتنةِ القبرِ، وعذابِ القبرِ، ومن شرِّ فتنةِ الغِنى، ومن شرِّ فتنةِ الفقرِ، وأعوذُ بك من شرِّ فتنةِ المسيحِ الدَّجَّالِ. اللهمَّ اغسِلْ خطايايَ بماءِ الثَّلجِ والبَرَدِ، ونقِّ قلبي من الخطايا كما نقَّيْتَ الثوبَ الأبيضَ من الدَّنَسِ، وباعِدْ بيني وبين خطايايَ كما باعدتَ بينَ المشرقِ والمغربِ. اللهمَّ فإني أعوذُ بك من الكسَلِ والهرَمِ والمأْثَمِ والمغْرمِ”.[١٠]
“كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يدعو يقولُ: ربِّ أَعِني ولا تُعِنْ عليَّ، وانصُرني ولا تنصُرْ عليَّ، وامكُرْ لي ولا تمكُرْ عليَّ، واهدِني ويَسِّرِ لي الهُدى، وانصُرني على من بغى عليَّ، ربِّ اجعلْني لك شَكَّارًا، لك ذَكَّارًا، لك رهَّابًا، لك مِطواعًا، لك مُخبِتًا إليك، أَوَّاهًا مُنيبًا، ربِّ تقبَّلْ تَوْبتي، واغسِلْ حَوبَتي، وأَجِبْ دَعْوتي، وثَبِّتْ حُجَّتي، وسَدِّدْ لساني، واهدِ قلبي، واسلُلْ سَخيمةَ صدْري”.[١١]
أهمية الدعاء خلال الصيام
حثّنا الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- على الإكثار من الدعاء أثناء الصيام، لما له من فضل عظيم وأجر كبير. فالدعاء عبادة عظيمة، وقربة إلى الله تعالى. وقد ذكر العلماء أن الدعاء مستجاب في شهر رمضان، سواء كان الصيام فرضًا أم نفلًا.
قال النووي رحمه الله: “يُستحب للصائم أن يدعو في حال صومه بمهمات الآخرة والدنيا له وللمسلمين”. فلنجتهد في الدعاء في هذا الشهر الفضيل، ونسأل الله تعالى من فضله وكرمه.[١٢]
المصادر
- رواه ابن حجر العسقلاني، في الفتوحات الربانية، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 4/342، حسن.
- رواه ابن حجر العسقلاني، في الفتوحات الربانية، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 4/339، حسن.
- رواه ابن الملقن، في تحفة المحتاج، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 2/97، صحيح أو حسن.
- رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3513، حسن صحيح.
- رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1932، أخرجه في صحيحه.
- رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن زيد بن أرقم، الصفحة أو الرقم: 2722، صحيح.
- رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3116، صحيح.
- رواه الألباني، في الكلم الطيّب، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 226، حسن.
- رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2720، صحيح.
- رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 589، صحيح.
- رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الله بن عبّاس، الصفحة أو الرقم: 3551، حسن صحيح.
- ماهر بن مقدم،شرح الدعاء من الكتاب والسنة، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 93. بتصرّف.