فضل الحجاب في الإسلام

معنى الحجاب ورمزيته

يُشكل الحجاب في الإسلام رمزاً للتكريم والتشريف للمرأة، فهو ليس مجرد قطعة قماش، بل هو دلالة على إيمانها الراسخ وطاعتها لله ورسوله. يرفع الحجاب المرأة إلى أعلى مراتب الكرامة، مُميزاً إياها عن غيرها، مُظهراً التزامها بقيم دينها الحنيف. يمثل الحجاب درعاً يحميها من نظرات الآخرين، ويحفظ كرامتها وعفتها.

فوائد الحجاب للمرأة المسلمة

للحجاب منافع عظيمة للمرأة المسلمة في حياتها الدنيوية والأخروية. من أهم هذه الفوائد:

• طاعة الله ورسوله: أمر الله تعالى المسلمات بالحجاب في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ)[٣]. كما أكد الله تعالى وجوب اتباع أوامره في قوله: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا)[٤].
• الدلالة على الإيمان: الالتزام بالحجاب يدل على الإيمان الصادق بالله وطاعة أوامره وأحكامه.
• تحقيق الطهارة القلبية: قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ)[٥]. يُسهم الحجاب في تحقيق الطهارة القلبية للرجل والمرأة، ويجنبهم الوقوع في الشبهات.
• الستر والعفة: الحجاب رمز للعفة، ويُحافظ على سمعة المرأة ويُبعد عنها الشرور والمشاكل.
• تنمية الحياء: الحجاب يُنمي الحياء وهو من أخلاق الإسلام الكريمة.
• الحماية من الفتنة: الحجاب يُحمي المرأة من الفتن ويُحفظ كرامتها.

شروط الحجاب الشرعي

يجب أن يستوفي الحجاب الشرعي عدة شروط حتى يكون صحيحاً، من أهمها:

• الستر الكامل: يجب أن يستر الحجاب جميع الجسد، كما ورد في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)[٣].
• عدم الزينة: لا يجوز أن يكون الحجاب زينةً في نفسه تجذب الأنظار، كما في قوله تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)[٧].
• عدم الشفافية: يجب أن يكون الحجاب صفيقاً لا يُظهر ما تحته.
• الفصاحة والاتساع: يجب أن يكون الحجاب فضفاضاً لا يصف جسم المرأة.
• عدم التطيب: يُنهى عن تطيب المرأة خارج منزلها.
• الاختلاف عن لباس الرجال والكافرات: يجب أن يختلف الحجاب عن لباس الرجال ولباس الكافرات.

روى أبو هريرة رضي الله عنه أنّ النبي عليه الصلاة والسلام قال:(ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مميلاتٌ مائلاتٌ، رؤوسُهنَّ كأسنِمَةِ البختِ المائلةِ، لا يدخلْنَ الجنةَ ولا يجدْنَ ريحَها، وإنّ ريحَها ليوجد من مسيرةِ كذا وكذا).[٩]

رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2128، صحيح.

المراجع

• موقع سعيد: (رابط المصدر الأول)
• موقع ألوكة: (رابط المصدر الثاني)
• موقع إسلام ويب: (رابط المصدر الثالث)
• صحيح الجامع (رقم الحديث): (رابط المصدر الرابع)

تمت الإشارة إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة في نص المقال.