فضل البسملة في الطهارة

بحث مفصل في حكم البسملة أثناء الوضوء، مع ذكر آراء الفقهاء و الأدلة الشرعية.

حديث نبوي شافي حول البسملة في الوضوء

صحح الإمام الألباني -رحمه الله- هذا الحديث الشريف، الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قائلاً: (لا صلاةَ لمن لا وضوءَ لَهُ، ولا وضوءَ لمن لم يذكرِ اسمَ اللَّهِ تعالى عليهِ).[١]

فهم معنى الحديث الشريف

يؤكد هذا الحديث على أن الوضوء ركن أساسي لصحة الصلاة، فلا تصحّ الصلاة إلا به إلا في حالات العذر الشرعي كالتيمم. كما يبرز أهمية ذكر الله -تعالى- قبل البدء بالوضوء. وقد اختلف الفقهاء في تفسير هذا القول، فذهب بعضهم إلى وجوب البسملة شرطاً لصحة الوضوء، بينما رأى آخرون أن المراد نفي الكمال لا نفي الصحة، أي أن الوضوء صحيح حتى بدون البسملة.[٢]

الاستنتاجات والفوائد من الحديث

يُستفاد من هذا الحديث النبوي الشريف عدة فوائد، منها:[٣]

  • وجوب الوضوء لصحة الصلاة.
  • فضل البسملة قبل الوضوء.

آراء أهل العلم في حكم البسملة

اختلف الفقهاء في حكم البسملة أثناء الوضوء، فمنهم من استحبها، ومنهم من وجبها. فقد ذهب جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية إلى استحباب التسمية، مستندين إلى آية قرآنية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ)،[٦]حيث ذكر الله -تعالى- الوضوء دون ذكر التسمية، مما يدلّ على عدم وجوبها. كما أنهم اعتبروا النفي في الحديث نفي كمال الوضوء لا نفي صحته. أما الحنابلة، فقد ذهبوا إلى وجوب البسملة عند الوضوء، مستندين إلى الحديث النبوي المذكور أعلاه.[٤][٥]

صياغة البسملة عند الوضوء

اختلف الفقهاء أيضاً في صيغة البسملة، فمنهم من قال بكفاية أي ذكر لله، ومنهم من فضل قول “بسم الله الرحمن الرحيم”. وقد ذهب الحنفية إلى جواز قول أي ذكر يدل على البسملة، والأفضل “بسم الله الرحمن الرحيم”. أما المالكية، فقالوا بجواز “بسم الله” أو “بسم الله الرحمن الرحيم”. والشافعية فضلوا “بسم الله الرحمن الرحيم” واجازوا “بسم الله”. أما الحنابلة، فذهبوا إلى وجوب قول “بسم الله” فقط دون غيرها.[٤]

الخاتمة

يبقى مسألة البسملة في الوضوء مسألة خلافية بين الفقهاء، لكنها في النهاية تدل على أهمية النية الخالصة لله -تعالى- وطلب بركته في كل عمل. والأفضل اتباع ما يريح الضمير ويُسكن النفس من الأقوال والآراء.

المدارس الفقهيةحكم البسملةصيغة البسملة
الحنفيةمستحبأي ذكر يدل على البسملة، والأفضل “بسم الله الرحمن الرحيم”
المالكيةمستحب“بسم الله” أو “بسم الله الرحمن الرحيم”
الشافعيةمستحب“بسم الله الرحمن الرحيم” ، ويجزئ “بسم الله”
الحنابلةواجب“بسم الله” فقط
[١] برواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي هريرة، حديث صحيح.

[٢] مقتبس بتصرف من شرح حديث “لا صلاة…”، الدرر السنية.

[٣] مقتبس بتصرف من شرح حديث “لا صلاة…”، الدرر السنية.

[٤] مقتبس بتصرف من “التسمية عند الوضوء وبعض ما يتعلق بها من أحكام”، الألوكة.

[٥] مقتبس بتصرف من محمد حسن عبد الغفار، القواعد الفقهية بين الأصالة والتوجيه.

[٦] سورة المائدة، آية 6

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

أحاديث نبوية شريفة عن فضيلة الأمانة

المقال التالي

تعاون الأطفال: أحاديث نبوية شريفة وأقوال علماء

مقالات مشابهة