جدول المحتويات
مقدمة عن فضل قيام الليل
يعتبر الليل سكناً وراحة للأبدان، ولكنه أيضاً فرصة عظيمة للتقرب إلى الله تعالى. ففيه ينقطع الناس عن مشاغل الدنيا، ويكون القلب أقرب إلى الخشوع والتدبر. ومن الأوقات المباركة فيه، لحظات الاستيقاظ المفاجئ، حيث يسن للمسلم أن يغتنمها بذكر الله والدعاء.
تفسير الحديث النبوي الشريف
ورد في صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
“(مَن تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وسُبْحَانَ اللَّهِ، ولَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ له، فإنْ تَوَضَّأَ وصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ).”[1]
وكلمة “تعارّ” تعني التقلب في الفراش مع اليقظة وإصدار صوت عند الاستيقاظ والتمدد. وقيل أيضاً: هو الأنين الذي يصاحب التمدد بعد الاستيقاظ. فالرسول -صلى الله عليه وسلم- يوجهنا إلى استغلال لحظات الاستيقاظ الليلي بذكر الله وتوحيده.
يشير الحديث إلى ملكية الله المطلقة لكل شيء، فهو الخالق المدبر لكل الأمور، وله الحمد الكامل على نعمه التي لا تعد ولا تحصى. كما يؤكد الحديث على قدرة الله سبحانه وتعالى التي لا يحدها شيء. ثم نثني على الله بقولنا “الحمد لله”، وننزّهه عن كل نقص بقولنا “سبحان الله”، ونكبره فوق كل شيء بقولنا “الله أكبر”، ثم نعترف بالضعف والافتقار إليه بقولنا: “لا حول ولا قوة إلا بالله”.
الأجر العظيم المترتب على هذا العمل
يبين لنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- فضل الله وكرمه على من ذكره بهذه الكلمات الطيبة عند الاستيقاظ ليلاً:
- مغفرة الذنوب لمن استغفر الله بصدق وإخلاص.
- استجابة الدعاء لمن دعاه وتضرع إليه.
إنها فرص عظيمة لا ينبغي للمسلم تفويتها، ففيها الخير الكثير والأجر العظيم.
إضاءات من الحديث الشريف
يستنبط من هذا الحديث الشريف العديد من الفوائد والدروس القيمة، منها:
- حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على هداية أمته إلى كل ما فيه صلاحها ورضا الله عنها.
- أهمية الذكر والدعاء في جميع الأحوال، فهو دليل على مراقبة الله تعالى، وتوثيق الصلة بين العبد وربه.
- وجوب تقديم الثناء على الله تعالى قبل الدعاء، وحمده وتنزيهه وتعظيمه، وإظهار الفقر والحاجة إليه، وهذا من آداب الدعاء المستجاب.
- الحث على قيام الليل بالذكر أو الدعاء أو الصلاة أو قراءة القرآن الكريم.
- فضل الله وكرمه الذي يمنح الأجر العظيم على العمل القليل.
المصادر
- رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم:1154، صحيح.
- بدر الدين العينى،عمدة القاري شرح صحيح البخاري، بيروت:دار إحياء التراث العربي ، صفحة 212، جزء 7.
- أبالدرر السنية،”شروح الحديث”،الدرر السنية.
- عبد الله الفريح،المنح العلية في بيان السنن اليومية، صفحة 148.