فضل الأم وواجبنا نحوها

تُعدّ الأمّ جوهرةً ثمينةً في حياة الإنسان، وأوصى الله تعالى بالبرّ بها، وجعل ذلك ركيزةً أساسيةً في الإسلام. يتناول هذا المقال فضل الأمّ وكيفية برّها، مع تسليط الضوء على الواجبات المادية والمعنوية للأبناء تجاه أمّهاتهم، بالإضافة إلى أهمية برّ الأمّ بعد رحيلها.

جدول المحتويات

فضل الأمّ

يُعتبر برّ الأمّ من أهمّ الواجبات في الإسلام، وقد أوصى الله تعالى بذلك في كتابه العزيز:

“وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ”

(سورة لقمان، الآية: 14)

تُمثّل الأمّ حجر الزاوية في الأسرة، فهي مصدر الحبّ والحنان والدعم، وتبذل كلّ ما في وسعها لأجل راحة أبنائها دون انتظار مقابلٍ. فهي روح البيت وسعادة القلب، وبرؤيتها يطيب العيش وتسعد النفس.

من أعظم ما يدلّ على عظم فضل الأمّ، أنّ الله تعالى ربط شكر الإنسان لوالديه، بشكره لله تعالى، كما جاء في قوله تعالى:

“أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ”

(سورة لقمان، الآية: 14)

واجبات الأبناء تجاه أمّهم

يُمكن تقسيم واجبات الأبناء تجاه أمّهم إلى ثلاث فئات:

الواجبات المادية

  • الإنفاق عليها وتقديم المساعدة المادية لها، وتلبية احتياجاتها.
  • تقديم الهدايا لها عرفانًا بما قدمته طوال حياتها.
  • تقديم كلّ ما يُسعدها ويُريحها، حتى لو لم تكن في حاجةٍ إليه.

الواجبات المعنوية

  • توفير سبل تعليمها، خاصةً إذا فاتتها فرصة التعليم في الماضي.
  • أن يكونوا قدوةً صالحين في مجتمعاتهم، يظهرون الصورة الحسنة الأخلاقية التي تربوا عليها، مما يؤدي إلى سعادة الأمّ وراحة قلبها.
  • أن يساعدوا أمّهم على سداد أيّ دينٍ مترتبٍ عليها.
  • أن يساعدوها على أداء فريضة الله تعالى من عباداتٍ، خاصةً عندما تكبر في العمر.
  • أن يساعدوها في صلة أرحامها، ويطمئنّوا عليها.
  • أن يطيعوها في كلّ ما تأمر به، إن كان في طاعة الله تعالى فقط.
  • أن يصبرّوا عليها في حال غضبها، وأن يتصفّوا بالحلم واللطف.
  • أن يحسنوا مجالستها، يستمعوا إلى أقوالها، ولا ينشغلوا عنها، ويعطيها الابن من وقته.
  • أن يَحُدُّوا أيّ أذى يمكن أن يلحق بها، وأن يدفعوه عنها.

واجبات الأبناء تجاه أمّهم بعد رحيلها

يبقى للأبناء واجباتٌ تجاه أمّهاتهم حتى بعد رحيلها إلى جوار ربّها:

  • المداومة على إخراج الصدقات عن روحها.
  • المحافظة على صلة أرحامها وأقربائها.
  • قضاء الديون التي في ذمّتها.
  • التّوجه إلى الله تعالى بالدعاء لها، أن يغفر لها ذنوبها، ويرحمها، ويدخلها الجنّة.

ثواب برّ الأم

ينال الإنسان البارّ بأمّه الكثير من الأجور والفضائل في دنياه وآخرته:

  • يغفر له الله تعالى ذنوبه، ويستر عيوبه.
  • يفوز بالفوز العظيم، وهو الجنّة.
  • يكسب محبّة ورضا الله تعالى.
  • يقبل الله تعالى أعمال وعبادات العبد البارّ بأمّه.
  • يبارك الله تعالى في رزقه، فيرزقه من حيث لا يحتسب.
  • تفتح له أبواب السماء، فتستجاب له دعواته.

عقوق الأم

يُعدّ عقوق الأمّ من الذنوب العظيمة التي حذرنا الله تعالى منها، وقد حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً من عقوق الأمهات.

العقوق له صورٌ كثيرةٌ:

  • الكلام الجارح.
  • استخدام اليد في الضرب.
  • استخدام الصوت المرتفع في النقاش.

ينال العاقّ على عقوقه في الدّنيا والآخرة:

  • يُحرم من بركة العمر، والمال، والولد.
  • يكون سبباً في سوء الخاتمة.
  • يُعذّب في الآخرة.

ينبغي على الأبناء أن يحرصوا كلّ الحرص على برّ أمّهاتهم والإحسان إليهنّ في حياتهم ومماتهم.

وعلى الإنسان العاقّ لوالدته أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى، وأن يندم على كلّ ما فعل، وأن يبدّل ذلك كلّه بالحرص على رضا أمّه وبرّها والإحسان إليها؛ كي يتوب الله عليه.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

فضل الأم: ركن أساسي في المجتمع

المقال التالي

فضل العلم والعمل

مقالات مشابهة