فضائل ومناقب معاذ بن جبل رضي الله عنه

فضائل ومناقب معاذ بن جبل رضي الله عنه. أقوال الصحابة والتابعين في معاذ بن جبل. نبذة عن مرض ووفاة معاذ بن جبل. المصادر.

لمحة عن حياة معاذ بن جبل

هو الإمام القدوة، أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل الخزرجي الأنصاري رضي الله عنه. أسلم في شبابه، وكان يتمتع بجمال الهيئة وحسن المنطق. حفظ القرآن الكريم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد بيعة العقبة في شبابه، وحضر غزوة بدر وهو في العشرين من عمره أو قريبا منها. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة، كما روى عنه العديد من الصحابة والتابعين مثل ابن عمر وابن عباس وأنس رضي الله عنهم.

لقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم عليه في مواقف عدة، ففي حديث عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله:(خُذوا القرآنَ مِن أربعةٍ مِن أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ وعبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ ومُعاذِ بنِ جَبَلٍ وسالمٍ مولى أبي حُذَيفةَ).

وفي موضع آخر، وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بأعلم الأمة بالحلال والحرام حيث قال:(أرحمُ أمَّتي بأمَّتي أبو بَكرٍ وأشدُّهم في دينِ اللَّهُ عمرُ وأصدقُهم حياءً عثمانُ وأقضاهم عليُّ بنُ أبي طالبٍ وأقرؤُهم لِكتابِ اللَّهِ أبيُّ بنُ كعبٍ وأعلمُهم بالحلالِ والحرامِ معاذُ بنُ جبلٍ وأفرضُهم زيدُ بنُ ثابتٍ ألا وإنَّ لِكلِّ أمَّةٍ أمينًا وأمينُ هذِه الأمَّةِ أبو عبيدةَ بنُ الجرَّاحِ).

كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (معاذُ بنُ جبلٍ، أمامَ العلماءِ يومَ القيامَةِ بِرَتْوَةٍ).

تجدر الإشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد كلفه بتعليم الناس القرآن والفقه في مكة المكرمة بعد فتحها، وأرسله إلى اليمن ليقضي بين الناس.

كلمات الصحابة والتابعين في مدحه

لم يقتصر الثناء على معاذ بن جبل على الرسول صلى الله عليه وسلم، بل امتد ليشمل الصحابة الكرام. فقد قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يخطب في الجابية: (من أراد الفقه فليأت معاذ بن جبل).

وفي رواية أخرى، قال عمر رضي الله عنه: (خرج معاذ إلى الشام لقد أخلّ خروجه بالمدينة وأهلها في الفقه وما كان يُفتيهم). أما عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فقد قال: (إن معاذ بن جبل كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يكُ من المشركين … كان يعلّم الناس الخير وكان مطيعاً لله ولرسوله). وقال فيه جابر بن عبدالله رضي الله عنه: (كان معاذ بن جبل أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خلقاً وأسمحهم كفّاً).

وصفه أبو نعيم الأصفهاني بأوصاف بليغة قائلاً: (أبو عبدالرحمن معاذ بن جبل المُحكم للعمل التارك للجدل مقدام العلماء وإمام الحكماء ومُطعم الكُرماء القارئ القانت المُحبّ الثابت السهل السريّ السمح السخيّ المولى المأمون والوفيّ المصون).

تفاصيل مرضه ووفاته

انتشر الطاعون في الشام، وأهلك الكثير من الناس، حتى وصفوه بأنه طوفان غير مائي. فلما علم معاذ بذلك، خطب في الناس قائلاً: (إنه قد بلغني ما تقولون وإنما هذه رحمة ربكم ودعوة نبيكم، وكموت الصالحين قبلكم، ولكن خافوا ما هو أشد من ذلك أن يغدو الرجل منكم من منزله لا يدري أمؤمن هو أو منافق، وخافوا إمارة الصبيان).

تمنى معاذ أن يصاب بالطاعون، ورأى فيه الشهادة، فقال: (اللّهم أدخل على معاذ وأهل بيته من هذه الرحمة). لم يكن يرى في المرض ابتلاء، بل كان نافذ البصيرة، وتوقع الفرقة والاختلاف، وهذا ما كان يعتبره البلاء الحقيقي. استجاب الله لدعائه، فتوفي ولداه وزوجتاه بالطاعون. أما هو، فبدأ الطاعون بإصبعه، فقال: (اللّهم إنها صغيرة فبارك فيها، فإنك تُبارك في الصغير).

اشتد به المرض، وفي سكرات الموت كان يقول: (ربّ اخنقني خنقتك فوعزّتك إنك لتعلم أن قلبي يُحبّك). انتشر المرض في جسده حتى توفي سنة ثماني عشر للهجرة، وكان عمره ثمان وثلاثين سنة رحمه الله.

قائمة المصادر والمراجع

  • معاذ بن جبل – إسلام ويب
  • الألباني، صحيح الجامع.
  • الألباني، صحيح ابن ماجه.
  • شمس الدين الذهبي (2006)، سير أعلام النبلاء، القاهرة: دار الحديث.
  • عبد الحميد محمود طهماز (1994)، معاذ بن جبل إمام العلماء ومُعلّم الناس الخير (الطبعة الثانية)، دمشق: القلم.
  • معاذ بن جبل – قصة الإسلام
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

دورة حياة طائر السمان: التكاثر والنمو

المقال التالي

السيطرة على زيوت الشعر: أسباب وحلول طبيعية

مقالات مشابهة