فضائل الصلاة على النبي المصطفى

استكشاف لفضائل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وأثرها في حياة المسلم، مع التركيز على أهمية التقوى والاقتداء بالنبي في كل وقت وخاصة يوم الجمعة.

تمهيد

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. إنه لمن دواعي سرورنا أن نجتمع اليوم لنتدارس فضل الصلاة والسلام على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، هذا النبي الذي أرسله الله هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، وشاهدًا على الأمم. لقد جعل الله تعالى الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- دليلًا على محبته واتباع سنته، وأمرنا بالإكثار منها، حيث قال عز وجل:

(إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).

فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. إن الصلاة على النبي من أعظم القربات وأجل الطاعات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهي نور يضيء الدروب، وراحة للقلوب، وزيادة في الحسنات.

التأكيد على تقوى الله

أيها الإخوة والأخوات، أذكركم ونفسي بتقوى الله عز وجل في السر والعلن، واعلموا أن التقوى هي وصية الله للأولين والآخرين. إن التقوى هي سبيل النجاة والفوز برضا الله وجنته. يقول الله تعالى:

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ* يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَـكِنَّ عَذَابَ اللَّـهِ شَدِيدٌ).

فلنجعل التقوى شعارنا في كل قول وفعل، ولنسارع إلى التوبة والاستغفار، فإن الله غفور رحيم.

الجزء الأول

أيها المؤمنون، إن من أجلّ الأعمال الصالحة وأفضلها، والتي لها عظيم الأثر في حياة المسلم، هي الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-. إنها عبادة جامعة، تجمع بين ذكر الله، ومحبة الرسول، والاقتداء به. وقد ورد في فضلها نصوص كثيرة، تدل على عظيم أجرها وكثرة فوائدها.

يقول الله تعالى:

(فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ).

فالصلاة على النبي هي من أعظم الذكر، ومن ذكر الله ذكره الله، ومن شكره زاده الله. وقد ورد في الحديث أن البخيل من ذكر عنده النبي فلم يصل عليه. إن الصلاة على النبي سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات، وهي سبب لاستجابة الدعاء، فابدأ دعائك بالصلاة على النبي، واختمه بالصلاة عليه، فإنها مستجابة لا ترد.

كما أن الصلاة على النبي دليل على كمال الإيمان وصدق المحبة، فقد قال النبي:

(لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ).

والمحبة تقتضي الذكر الدائم والاقتداء الكامل. إن من أفضل الأوقات للصلاة على النبي يوم الجمعة، فقد ورد الحث على الإكثار منها في هذا اليوم المبارك. فالصلاة على النبي نور وهدى، وسعادة وفلاح، في الدنيا والآخرة.

إن الصلاة على النبي سبب لقرب العبد من النبي يوم القيامة، وسبب لنيل شفاعته، وهي رد لبعض الجميل الذي قدمه لنا هذا النبي الكريم. إن يوم الجمعة فرصة لا تعوض للإكثار من الصلاة على النبي، فقد قال صلى الله عليه وسلم:

(خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيهِ أُخْرِجَ مِنْها، ولا تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا في يَومِ الجُمُعَةِ).

فاجتهدوا رحمكم الله في الإكثار من الصلاة على النبي في هذا اليوم المبارك. واعلموا أن فضل الصلاة على النبي لا يقتصر على يوم الجمعة، بل هو مستمر في كل وقت وحين، ولكن لفضل يوم الجمعة يكون الأجر مضاعفًا.

يمكنكم الصلاة على النبي بأي صيغة تحفظونها، ومن أفضل الصيغ الواردة في السنة النبوية:

(اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ورَسولِكَ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، وبَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ. قالَ أبو صَالِحٍ عَنِ اللَّيْثِ: علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا ابنُ أبِي حَازِمٍ والدَّرَاوَرْدِيُّ، عن يَزِيدَ، وقالَ: كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وبَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ، وآلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وآلِ إبْرَاهِيمَ).

الجزء الثاني

الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وجعلنا من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-. أوصيكم عباد الله بالاستمرار في ذكر الله، والصلاة على نبيه، فإنها من أعظم القربات وأجل الطاعات. أذكركم بأن الصلاة على الرسول الكريم سبب لنيل شفاعته يوم القيامة، ومغفرة الذنوب والمعاصي، فالتزموا بها في كل الأوقات، وخاصة في يوم الجمعة.

الدعاء والتضرع

اللهم اجعلنا من الذاكرين الشاكرين، ومن المصلين على نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم- في كل وقت وحين.

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وأعنا على اتباع سنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-.

اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا.

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد.

اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم.

عباد الله، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون، وأقم الصلاة.

المصادر

  • سورة الأحزاب ، آية:56
  • سورة الحج، آية:1-2
  • “كنوز وأجور الصلاة على النبي”،الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 11/3/2022. بتصرّف.
  • سورة البقرة، آية:152
  • رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:15، صحيح.
  • “فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة”،الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 11/3/2022.
  • رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:854، صحيح.
  • رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:4798، صحيح.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

مقال عن أهمية الصدق وفضائله

المقال التالي

أهمية اكتساب المعرفة النافعة

مقالات مشابهة