فهرس المحتويات
المبحث | الرابط |
---|---|
نيل رضا الرحمن بالتسامح | إقرأ المزيد |
السكينة والطمأنينة: ثمار التسامح | إقرأ المزيد |
بث السعادة من خلال التسامح | إقرأ المزيد |
السعادة في الدنيا والآخرة: فضل التسامح | إقرأ المزيد |
التسامح: ركيزة أساسية لبناء جسور التفاهم | إقرأ المزيد |
نيل رضا الرحمن بالتسامح
حثّنا الله سبحانه وتعالى على التسامح والعفو، ووعدنا بأعلى الدرجات. ففي كتابه العزيز يقول تعالى: ﴿وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾ [٢]. وَجَعَلَ اللهُ هَؤُلاءِ مِنْ أَصْحَابِ الْجَنَّةِ، خَالِدِينَ فِيهَا. كما يقول سبحانه وتعالى: ﴿جَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ [٣]. إنّ العفو عن الآخرين، والإحسان إليهم، يُكسب المؤمن أجراً عظيماً ورضا الله تعالى. ويستمر المؤمن في التسامح والصفح حتى ينال رضا الله ومحبته، ويتحلّى بصفات ربه الكريم، كما جاء في كتابه العزيز: ﴿وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [٦].
السكينة والطمأنينة: ثمار التسامح
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إذا باعَ، وإذا اشْتَرَى، وإذا اقْتَضَى﴾ [٧]. فالتسامح يُنعم على صاحبه بالراحة النفسية والطمأنينة، ويُخلصه من أعباء الحقد والشرور. كما عبّر الإمام الشافعي عن هذا المعنى بقوله:
لما عفوتُ ولم أحقدْ على أحدٍ
أرحتُ نفسي من هَمِّ العداواتِ
فالتسامح يُحقق السكينة وراحة البال، ويُحرر القلب من ثقل الأحقاد.
بث السعادة من خلال التسامح
المسلم المتسامح، ذو أخلاق عالية، قريب من الناس، ينشر الحلم والسكينة و يُبعد الفساد والكبر. ابتسامته وصبره وحسن حديثه و تغاضيه عن الأخطاء تُشعُّ سعادةً حولَهُ، وتُسهم في بناء علاقاتٍ إيجابيةٍ مع أهله، وأصدقائه، وأولاده. فهو يتجنب أسبابَ النكد والمتاعب، ويجني ثمارَ الخير والأجر.
السعادة في الدنيا والآخرة: فضل التسامح
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿حُرِّمَ على النارِ كُلُّ هيِّنٍ، ليِّنٍ، سهْلٍ، قريبٍ من الناسِ﴾ [١٢]. فالتسامح واللين في المعاملة يُؤدّيان إلى نيل رضا الله وسعادة الآخرة، كما يُحقيقان محبة الناس وسعادة الدنيا. فالأخلاقُ الفاضلةُ ترتبطُ ارتباطاً وثيقاً بالإيمان، وتُعززُ مكانةَ الإنسان في الدنيا والآخرة. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسِنُكم أخلاقًا﴾ [١٥].
إنّ حسن الخلق يُقرّبُ الإنسانَ من الله رسوله في الدنيا والآخرة، ويُحقق له السعادة في الدارين. فالتسامح طريقٌ إلى حسن العاقبة، كما يقول تعالى: ﴿وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ﴾ [١٤].
التسامح: ركيزة أساسية لبناء جسور التفاهم
يُسهّل التسامح والصفح المعاملةَ بين الناس، ويُزيلُ الصّدامات، ويُخفف من حدّة الخلافات. فإذا حصل خطأ، كان الاعتذار سهلاً، وانزاحت الصلابة والعنف. ويُحقق ذلك التفاهم بين الناس، ويُعمّق روابط المحبة والمودة. فالمُتسامحُ يجتنبُ الإساءةَ، ويُخمد نار العداواتِ بالإحسان، ويُحسّنُ تواصله مع الناسِ بطريقةٍ ترضي الله وتُعزّز صلاته بهم دون مهانةٍ أو إساءة. بل يُكسبه ذلكَ الاحترامَ والرفعة.
إنّ التسامح والإحسان يُوثّقانُ الروابط، ويُشجّعانِ التعاونَ بين الناس، ويُساهمان في رقيّ المجتمع وتقدّمه، لأنهُ يُزيلُ الشحناءَ وسوءَ الفهم، ويُحوّلُ العداواتِ إلى صداقاتٍ ومحباتٍ.