مقدمة حول الجليسرين
على مر العصور، قام الإنسان باكتشاف وعزل وتصنيع العديد من المركبات الكيميائية التي ساهمت في تطوير منتجات أساسية في حياتنا. الجليسرين، أو ما يعرف أيضاً بالجليسيرول، هو أحد هذه المواد الهامة. اشتق اسم الجليسرين من الكلمة اليونانية “GLYKYS” والتي تعني “الحلو”. إنه مركب كحولي عديم اللون والرائحة، يتميز بقوامه السائل والكثيف، وهو أحد مكونات الدهون. يذيب الجليسرين العديد من المواد، مما يجعله مذيباً فعالاً، وله استخدامات واسعة في الصناعات الغذائية، والصيدلانية، والتجميلية.
التمييز بين الجليسرين النباتي والجليسرين المُصنّع
من الناحية التركيبية، لا يوجد فرق جوهري بين الجليسرين ذو الأصل النباتي والجليسرين المُصنّع. ومع ذلك، يتم تصنيفهما بناءً على المصدر الذي تم استخلاصهما منه. يُنتج الجليسرين النباتي كناتج ثانوي لعملية تحويل الدهون والزيوت النباتية إلى أحماض دهنية، أو إسترات ميثيل الأحماض الدهنية. تشمل المصادر النباتية المتنوعة: الكانولا، زيت جوز الهند، زيت النخيل، وفول الصويا. بالمقابل، يتم إنتاج الجليسرين الصناعي أو “الطبي” غالباً من البروبين المستخلص من مصادر نفطية.
أساليب إنتاج الجليسرين
عرف الجليسرين منذ القدم، حيث تم فصله لأول مرة عن طريق تسخين الدهون مع الرماد لإنتاج الصابون. اكتشفه الكيميائي الألماني كارل فيلهلم شيل في عام 1778 أثناء عمله على عملية تصبين زيت الزيتون باستخدام أكسيد الرصاص.
الإنتاج من مصادر طبيعية
يمكن استخلاص الجليسرين من مصادر طبيعية وحيوانية متعددة، بما في ذلك الدهون الحيوانية والزيوت النباتية. من بين هذه الزيوت: الكانولا، زيت جوز الهند، زيت النخيل، وزيت فول الصويا.
الإنتاج الصناعي
يتم إنتاج الجليسرين صناعياً ومعملياً عبر عدة طرق باستخدام البروبيلين، وهو مركب بتروكيماوي. في بعض الحالات، يتم الحصول على الجليسرين كمنتج ثانوي خلال إنتاج وقود الديزل.
مجالات استخدام الجليسرين
يستخدم الجليسرين لفوائده المتعددة للوجه والبشرة، حيث يعمل كمرطب فعال في العديد من المنتجات التجميلية. كما يدخل في صناعات أخرى متنوعة:
في مواد التنظيف والعناية الشخصية
الجليسرين هو عنصر أساسي في معظم منتجات التجميل والعناية الشخصية التي تهدف إلى ترطيب البشرة، نظراً لخصائصه المرطبة.
استخداماته الغذائية
يستخدم الجليسرين كمادة مضافة في بعض الأطعمة لمنع جفافها والحفاظ على قوامها المتماسك.
في الصناعات الدوائية
يستخدم الجليسرين كملين في بعض الحالات، ويمكن إعطاؤه عن طريق الوريد لتقليل الضغط داخل الجمجمة. كما يدخل في تركيب العديد من الأدوية.
صناعات أخرى
يستخدم الجليسرين في صناعة التبغ، الكحول، المتفجرات، وسائل السجائر الإلكترونية.
المزايا الصحية للجليسرين
للجليسرين فوائد صحية متعددة، منها:
- يوفر الجليسرين الرطوبة الضرورية لمنع جفاف الجلد وزيادة ترطيبه.
- يستخدم على الجروح والخدوش الطفيفة، حيث يساعد في تسريع عملية شفاء خلايا الجلد.
- تستخدم كبسولات الجليسرين في بعض حالات الإمساك، نظراً لتأثيره الملين الذي يحفز حركة الأمعاء.
- يستخدم الجليسرين كمادة مهدئة للتهيج، ويستخدم موضعياً على الجلد في حالات الإكزيما، الصدفية، والالتهابات الجلدية.
الأعراض الجانبية للجليسرين
على الرغم من الفوائد المتعددة للجليسرين، إلا أنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية عند تناوله عن طريق الفم لدى بعض الأشخاص، ومنها:
- صداع خفيف.
- غثيان.
- دوخة.
- تقيؤ.
- عطش.
- إسهال.