فحوصات واستراتيجيات علاج تأخر الإنجاب

استكشاف أسباب تأخر الإنجاب والتحاليل اللازمة، بالإضافة إلى استعراض طرق العلاج المتاحة للرجال والنساء. تعرف على العوامل المؤثرة والحلول الممكنة.

مقدمة حول تأخر الإنجاب

يعتبر تأخر الإنجاب أو العقم مصطلحاً طبياً يستخدم لوصف حالة الأزواج الذين لم يتمكنوا من تحقيق الحمل بعد مرور عام كامل من المحاولات المنتظمة دون استخدام وسائل منع الحمل. تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 11% من السيدات يواجهن صعوبة في الحمل أو الاستمرار فيه حتى الولادة. وتقدر نسبة المتزوجات اللاتي يعانين من العقم بحوالي 6%. ومن المهم الإشارة إلى أن تأخر الحمل ليس مشكلة حصرية بالنساء، بل يمكن أن يكون للرجل دور في هذا التأخر. تشير الدراسات إلى أن حوالي ثلث حالات العقم تعود إلى مشاكل لدى النساء، وثلث آخر يعزى إلى مشاكل لدى الرجال، بينما يظل الثلث الأخير غير معروف السبب أو نتيجة لمجموعة من المشاكل لدى الطرفين.

الفحوصات المطلوبة لتحديد أسباب التأخر

عند مراجعة الطبيب المختص، يبدأ بجمع معلومات شاملة عن التاريخ الطبي للزوجين. يتضمن ذلك طرح أسئلة حول انتظام الدورة الشهرية، ومدة محاولات الحمل، وأي تاريخ للإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً، أو أي مشاكل صحية أخرى. تهدف هذه الأسئلة إلى تكوين صورة واضحة عن الحالة قبل البدء في التحاليل والعلاجات. بعد ذلك، يلجأ الطبيب إلى إجراء عدة فحوصات لتحديد السبب المحتمل لتأخر الحمل، ومن بين هذه الفحوصات:

  • الموجات فوق الصوتية عبر المهبل: تستخدم لتقييم بنية الرحم والمبايض وأنابيب فالوب، مما يساعد في الكشف عن أي مشاكل مثل مشاكل الرحم، وانسداد قناة فالوب، والأورام الحميدة، وتقييم العدد النسبي للبويضات في المبيض.
  • التحاليل المخبرية: لقياس مستويات هرمونات معينة في الدم مثل: هرمون الإستراديول (بالإنجليزية: Estradiol)، والهرمون المُنشّط للحوصلة (بالإنجليزية: Follicle Stimulating Hormone) الذي يُعرف اختصاراً بـ FSH، وهرمون البرولاكتين المُسمى بهرمون الحليب (بالإنجليزية: Prolactin)، والهرمون المنشط للغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid Stimulating Hormone) واختصاراً TSH.
  • تصوير الرحم: (بالإنجليزية: Hysterosalpingogram) يتم في هذا الفحص تقييم الرحم، والكشف عمّا إذا كان هنالك نمو للأورام الليفية، أو السلائل، أو أي مشكلات أُخرى في الرحم، بالإضافة للتأكد من سالكيّة قناتي فالوب وخلوّها من أي انسداد.
  • تحليل السائل المنوي: وهو الاختبار الرئيسي لتقييم الوضع الإنجابي عند الرجل، وهنالك عدة معايير يُنظر إليها لتحليل نتائج الفحص، ومنها:
    • حركة الحيوانات المنوية: إذ ينبغي أن تكون 50% من الحيوانات المنوية تتحرك بطريقة طبيعية لزيادة فرص الحمل.
    • تركيز وعدد الحيوانات المنوية: فمن المفترض أن يبلغ عدد الحيوانات المنوية 20 مليوناً لكل 1مل من السائل المنوي.
    • حجم السائل المنوي: فالكمية الطبيعية للسائل المنوي في كل قذفة ينبغي ألّا تقل عن 1.5-2 مل.
    • شكل الحيوان المنوي: فالحيوان المنوي يتكون من ثلاث أجزاء مهمة وهي: الرأس، والجزء الوسطي، والذيل، وإنّ أي شذوذ في أي جزء من الحيوان المنوي قد يهدد قدرته على تلقيح البويضة وبالتالي عدم حدوث للحمل، ويُعتبر الحدّ الأدنى المقبول لعدد الحيوانات المنوية التي تمتلك شكلاً طبيعياً 5-15%.

الأسباب المحتملة لتأخر الإنجاب

قد يكون تأخر الحمل ناتجًا عن مشاكل صحية تعيق الحمل لدى المرأة، أو قد تكون الأسباب مرتبطة بمشاكل عند الرجل. فيما يلي تفصيل لهذه الأسباب:

عوامل التأخر المتعلقة بالمرأة

تشمل الأسباب الرئيسية لتأخر الحمل لدى النساء ما يلي:

  • العمر: على الرغم من أن العديد من السيدات في الثلاثينات والأربعينات لا يواجهن مشاكل في الحمل، إلا أن خصوبة المرأة تقل بشكل ملحوظ بعد سن 35.
  • مشاكل صحية: بعض المشاكل الصحية قد تؤثر في مستويات الهرمونات وتؤدي إلى العقم أو تأخر الحمل.
  • مشاكل في الأعضاء التناسلية: مثل الأورام الليفية الرحمية، وبطانة الرحم المهاجرة، وانسداد قناتي فالوب، وأمراض الحوض الالتهابية.
  • نمط الحياة والمعيشة: الممارسات الحياتية غير الصحية مثل التدخين، واضطرابات الأكل، والإجهاد يمكن أن تؤثر في القدرة على الإنجاب. يؤثر وزن الجسم أيضًا في القدرة على الحمل إذا كان أكثر أو أقل بكثير من الوزن المثالي.
  • متلازمة تكيس المبايض: (بالإنجليزية: Polycystic ovary syndrome) النساء اللواتي يعانين من متلازمة تكيّس المبياض قد يجدن صعوبة في حدوث الإباضة أو تكون الإباضة لديهن نادرة الحدوث.

عوامل التأخر المتعلقة بالرجل

قد يكون تأخر الحمل مرتبطًا بمشاكل لدى الرجل، ومن بينها:

  • الطرق المعيشية ونمط الحياة: كتناول الكحول والمخدرات التي من الممكن أن تقلل مؤقتاً من جودة الحيوانات المنوية.
  • السموم البيئية: فمن الممكن أن يؤدي التعرض للسموم البيئية مثل: المبيدات والرصاص إلى بعض حالات العُقم.
  • المشاكل الصحية: كالإصابة ببعض المشاكل الصحية التي يمكن أن تؤثر في القدرة الإنجابية للرجل مثل: مرض السُكري، والأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي، والتعرض لإصابة شديدة في الخصية، والخضوع لجراحة في غدة البروستات.

خيارات علاجية لتأخر الإنجاب

يعتمد علاج تأخر الحمل على عوامل متعددة، ويتبع الطبيب طرقًا علاجية مناسبة بناءً على وضع المريض وعمره وحالته الصحية ومدة تأخر الحمل. تتضمن العلاجات والأدوية المحتملة ما يلي، مع الأخذ في الاعتبار حالة كل فرد:

طرق علاجية خاصة بالنساء

تشمل العلاجات المستخدمة في حالات تأخر الحمل لدى النساء ما يلي:

  • دواء كلوميفين: (بالانجليزية:Clomifene) وهو دواء محفز للإباضة يُعطى للنساء اللواتي يعانين من انقطاع الإباضة أو عدم انتظامها، بسبب أمراض أو مشاكل صحية مثل: متلازمة تكيس المبايض (بالانجليزية:PCOS).
  • دواء بروموكريبتين: (بالإنجليزية: Bromocriptine) وهو دواء مثبط لإنتاج البرولاكتين أو ما يُسمى بهرمون الحليب الذي عادة إذا ما تواجد بنسب مرتفعة لدى السيدات غير الحوامل أو المرضعات سيحدث اضطرابات في الإباضة والخصوبة.
  • الهرمون المنبه للحوصلة: إذ يعمل هذا الهرمون على تحفيز المبايض لإنتاج بويضات ناضجة.
  • محفز الغدد التناسلية البشري: (بالانجليزية: Human menopausal gonadotropin) واختصاراً hMG، وهي عبارة عن حقن دوائية تحتوي على كلا هرموني FSH وLH، وتُعطى للنساء اللواتي تُعزى مشاكل الإنجاب لديهن لاختلال في الغدة النخامية (بالانجليزية:Pituitary gland).
  • هرمون مطلق لموجهة الغدد التناسلية: (بالإنجليزية: GnRH) وهذا الهرمون قد يساعد النساء اللواتي تحدث لديهنّ الإباضة في وقت مبكر قبل نضوج الجريب الرئيسي خلال تلقيهن للعلاج بمحفز الغدد التناسلية البشري.

طرق علاجية خاصة بالرجال

تشمل العلاجات المستخدمة في علاج حالات تأخر الحمل المرتبط بوجود مشاكل لدى الرجل ما يلي:

  • إجراء عملية دوالي الخصية: وهي عملية جراحية لإزالة دوالي الوريد في كيس الصفن.
  • استخراج الحيوانات المنوية من الخصية: في حالات انسداد القناة القاذفة (بالإنجليزية: Ejaculatory Duct) يمكن استخراج الحيوانات المنوية من الخصيتين وحقنها بطريقنة مباشرة في البويضة، وهذه العملية تتم في مختبرات خاصة.
  • إجراء عملية جراحية لانسداد البربخ: (بالإنجليزية: Epididymal blockage) البربخ؛ هو جزء يساعد على تخزين ونقل الحيوانات المنوية، وفي حالة انسداده قد يمنع خروج الحيوانات المنوية بالشكل الصحيح.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

فحوصات اليوم الثاني من الدورة الشهرية

المقال التالي

فحوصات ترقق الشعر: الأسباب، والوقاية، والعلاج

مقالات مشابهة