فحوصات المرارة: دليل شامل

دليل تفصيلي حول الفحوصات المخبرية للكشف عن مشاكل المرارة. يشمل اختبارات وظائف الكبد، تعداد الدم الكامل، الواسمات الورمية، علامات الالتهاب، إنزيمات البنكرياس، وتحليل البول.

مقدمة

تعتبر المرارة عضواً هاماً في الجهاز الهضمي، ووظيفتها الأساسية تخزين الصفراء التي ينتجها الكبد وتساعد في هضم الدهون. قد تتعرض المرارة لبعض المشاكل الصحية مثل التهاب المرارة أو تكون الحصوات، مما يستدعي إجراء بعض الفحوصات لتشخيص الحالة وتحديد العلاج المناسب. في هذا المقال، سنستعرض أهم الفحوصات التي يتم إجراؤها لتقييم صحة المرارة والكشف عن أي مشاكل قد تواجهها.

الفحوصات الدموية لتقييم صحة المرارة

تعتبر الفحوصات الدموية من الأدوات الأساسية التي يعتمد عليها الأطباء لتقييم وظائف المرارة والكشف عن أي اضطرابات. تشمل هذه الفحوصات مجموعة متنوعة من التحاليل التي تقيس مستويات مختلفة من المواد في الدم، مما يعطي صورة شاملة عن حالة المرارة والأعضاء الأخرى ذات الصلة. إذا كانت نتائج الفحوصات ضمن المعدل الطبيعي، فغالباً ما يشير ذلك إلى عدم وجود مشاكل خطيرة في المرارة.

تقييم وظائف الكبد

على الرغم من أن فحوصات وظائف الكبد لا تستهدف بشكل خاص تشخيص مشاكل المرارة، إلا أنها يمكن أن توفر معلومات قيمة حول صحة المرارة. فحص الدم الذي يقيس مستويات إنزيمات الكبد قد يكشف عن وجود التهاب في المرارة ناتج عن حصوات المرارة. في حال تحركت حصوات المرارة وسدت القناة الصفراوية، مما أدى إلى اليرقان، قد يطلب الطبيب إجراء المزيد من فحوصات الكبد. في هذه الحالة، قد يرتفع إنزيم الفوسفاتاز القلوي (ALP) في الدم.

يتم إجراء هذا التحليل عن طريق سحب عينة دم من وريد في الذراع باستخدام إبرة صغيرة. يجب إخبار الطبيب عن جميع الأدوية والمكملات الغذائية التي تتناولها، لأن بعضها قد يؤثر على نتائج الفحص. قد تشعر بألم بسيط عند إدخال الإبرة، ولكن هذا الألم يزول بسرعة.

صورة الدم الكاملة

غالباً ما يطلب الطبيب إجراء تحليل صورة الدم الكاملة (CBC) لتقييم الحالة الصحية العامة للمريض والكشف عن أي علامات للالتهاب. في حالة وجود التهاب ناتج عن حصوات المرارة، قد يرتفع عدد خلايا الدم البيضاء (WBC). قد يعاني المريض أيضاً من الحمى في هذه الحالة.

يتم إجراء هذا التحليل عن طريق سحب عينة دم من وريد في الذراع. لا يتطلب هذا التحليل أي تحضيرات خاصة، ولكن إذا كان سيتم إجراؤه مع فحوصات أخرى، فقد يطلب الطبيب الصيام لعدة ساعات قبل إجراء الفحص.

مؤشرات الأورام

تنتج الخلايا السرطانية مواد تعرف بمؤشرات الأورام، والتي يمكن العثور عليها في الدم، خاصة في المراحل المتقدمة من المرض. ارتفاع مستويات هذه المؤشرات في الدم قد يشير إلى وجود سرطان متقدم. هناك أنواع مختلفة من مؤشرات الأورام، وعلى سبيل المثال، قد تؤدي الإصابة بسرطان المرارة إلى ارتفاع مستويات المؤشرين الورميين “CEA” و”CA 19-9″. ومع ذلك، لا تعتبر هذه المؤشرات خاصة بسرطان المرارة فقط، بل قد ترتفع مستوياتها أيضاً في حالات أخرى.

يعتبر تحليل مؤشرات الأورام مفيداً بعد تشخيص سرطان المرارة، حيث يمكن استخدامه لتقييم فعالية العلاج. إذا وجد الطبيب ارتفاعاً في مستويات هذه المؤشرات، فسيقوم بمراقبة هذا المستوى بمرور الوقت لتقييم استجابة المريض للعلاج.

محددات الالتهاب

تشمل فحوصات علامات الالتهاب كلاً من سرعة ترسب الدم (ESR) والبروتين المتفاعل-C (CRP). يعتبر اختبار البروتين المتفاعل-C هو الأكثر تفضيلاً بين اختبارات علامات الالتهاب. يدل ارتفاع هذه العلامات في الدم على وجود التهاب في الجسم.

البروتين المتفاعل-C: قد يطلب الطبيب قياس مستويات البروتين المتفاعل-C إذا اشتبه في وجود عدوى أو مشاكل صحية أخرى. يعتبر هذا الاختبار بسيطاً ولا يتطلب تحضيرات خاصة، ولكن في حال إجرائه مع اختبارات أخرى، قد يُنصح باتباع بعض التعليمات الأخرى مثل الصيام.

سرعة ترسب الدم: يعتبر من اختبارات الدم البسيطة التي لا تتطلب الصيام قبل إجرائها. يتم سحب عينة دم من الوريد ووضعها في أنبوب اختبار طويل ورفيع، ثم يتم ملاحظة سرعة ترسب خلايا الدم الحمراء في القاع. الالتهاب يتسبب في تكتل خلايا الدم، وبالتالي تترسب بشكل أسرع.

إنزيمات البنكرياس

البنكرياس هو غدة طويلة ومسطحة تقع بين المعدة والعمود الفقري، وتفرز مجموعة من الإنزيمات إلى الدم. ترتفع مستويات هذه الإنزيمات عادة عندما يتسبب مرض المرارة في التهاب البنكرياس.

الليباز: هو بروتين يساعد الجسم على امتصاص الدهون. يعتبر اختبار الليباز هو الاختبار المفضل بين اختبارات إنزيمات البنكرياس، ويتطلب الصيام قبل إجرائه.

الأميليز: هو إنزيم هضمي يساعد الجسم على تكسير الكربوهيدرات، وينتج من قبل الغدد اللعابية والبنكرياس. عادة ما يتم إجراء تحليل الأميليز لقياس كميته في الدم، وتدل مستوياته المرتفعة على الإصابة بالتهاب البنكرياس أو مشاكل أخرى به. لا يتطلب هذا الاختبار أي تحضيرات أو صيام قبل إجرائه.

فحص البول

يمكن إجراء تحاليل البول للمساعدة في تشخيص المشاكل المتعلقة بالمرارة، وذلك عن طريق البحث عن مستويات مرتفعة من بعض المواد الكيميائية في البول مثل الأميليز والليباز.

بالنسبة لتحليل الأميليز، يوضح الأخصائي كيفية جمع عينة البول للتحليل، إما على فترة ساعتين وإما 24 ساعة. لا يوجد أي تحضيرات أخرى مطلوبة قبل إجراء هذا الاختبار. أما فيما يتعلق بتحليل الليباز، فيمكن إجراؤه في أي وقت من اليوم، وينصح بالتأكد من الطبيب إن كان هناك أي تعليمات خاصة ينصح باتباعها.

“قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82]”

“قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تداووا عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء»”

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

فهم وتحليل المحتوى وجدول القياس

المقال التالي

أساليب تحليل المعادلات من الدرجة الثانية

مقالات مشابهة

تقلصات البطن خلال فترة الحمل الأولى: الأسباب والحلول

أسباب تقلصات البطن في بداية الحمل وطرق التعامل معها. معلومات حول التقلصات الطبيعية، علامات الإجهاض المحتملة، والحمل خارج الرحم. نصائح لتخفيف الألم والانزعاج.
إقرأ المزيد