مقدمة حول اختبارات فيروس نقص المناعة
يُعتبر إجراء فحص الكشف عن فيروس نقص المناعة البشري (HIV) خطوة حاسمة لتحديد الإصابة بالعدوى وتلقي العناية الطبية اللازمة. على الرغم من عدم وجود علاج قاطع يقضي على الفيروس بشكل كامل حتى الآن، إلا أن التقدم الطبي وفر علاجات فعالة للغاية تمكن معظم المصابين من التمتع بحياة مديدة وصحية. الكشف المبكر وتلقي العلاج المناسب يلعبان دوراً كبيراً في منع تطور الفيروس إلى مرض الإيدز، مما يسمح للمصابين بعيش حياة تقارب الطبيعية.
مبررات إجراء فحص فيروس نقص المناعة
يُعد إجراء فحص الكشف عن فيروس نقص المناعة البشري من الإجراءات الهامة للحد من انتشار العدوى. إن التشخيص المبكر وتلقي العلاج الدوائي يسهمان في تأخير تفاقم المرض وظهور الإيدز. كما أن العديد من الأشخاص لا يعلمون بإصابتهم بالفيروس، مما قد يؤدي إلى نقله للآخرين دون علم. بناءً على ذلك، توصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بإجراء فحص الكشف عن الفيروس لجميع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 64 عامًا، مرة واحدة على الأقل في حياتهم.
ينصح بتكرار الفحص بشكل دوري للأفراد الذين لديهم عوامل خطر تزيد من احتمالية الإصابة بالفيروس، مثل:
- إقامة علاقات جنسية مع شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشري.
- استخدام الحقن الوريدية المشتركة لتعاطي المخدرات.
- الإصابة بأمراض أخرى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
- التعايش مع التهاب الكبد أو السل.
- إقامة علاقات جنسية مع شخص يعاني من أي من المشاكل المذكورة أعلاه.
آلية إجراء فحص فيروس نقص المناعة
لا يتطلب إجراء فحص الكشف عن فيروس نقص المناعة البشري أية استعدادات خاصة. يتم الفحص عادةً عن طريق تحليل عينة دم أو أخذ مسحة من داخل الفم للكشف عن وجود الأجسام المضادة للفيروس. يحتاج الجسم عادةً ما بين 18 إلى 90 يومًا لإنتاج كمية كافية من الأجسام المضادة التي يمكن الكشف عنها بسهولة. تُعرف الفترة الفاصلة بين الإصابة بالفيروس وإمكانية الكشف عنه بـ “فترة النافذة”. تختلف اختبارات الكشف عن فيروس نقص المناعة البشري في المدة التي تحتاجها لاكتشاف العدوى، والتي تتراوح عادةً بين بضعة أيام إلى عدة أسابيع. ومع ذلك، هناك بعض الاختبارات السريعة التي يمكنها إظهار النتائج في غضون 20 دقيقة تقريبًا. بغض النظر عن نوع الاختبار المستخدم، فإن ظهور نتائج إيجابية أولية لوجود أجسام مضادة للفيروس في الجسم يجب أن يتبعه المزيد من الفحوصات لتأكيد الإصابة به.
الفحص العاجل لفيروس عوز المناعة البشري
كما ذكرنا سابقاً، يمكن للفحص السريع الكشف عن الأجسام المضادة لفيروس نقص المناعة البشري في أقل من 20 دقيقة. على الرغم من قصر مدة الفحص، إلا أن دقته عالية جداً. يعتمد الفحص السريع على الكشف عن وجود الأجسام المضادة للفيروس باستخدام إحدى الطريقتين التاليتين:
- عينة من الدم يتم الحصول عليها من الوريد أو عن طريق وخز الإصبع.
- السوائل التي يتم جمعها بعد مسح اللثة العلوية والسفلية.
الاختبار المنزلي لفيروس عوز المناعة البشري
يتوفر الآن اختبار منزلي لفيروس نقص المناعة البشري. يعتمد هذا الاختبار على جمع عينة من السائل الفموي عن طريق مسح الفم باستخدام أدوات مخصصة مرفقة مع الاختبار. يمكن للشخص إجراء الاختبار بنفسه والحصول على النتائج في غضون 20 دقيقة. في حال كانت النتيجة إيجابية، فإنها تتطلب المزيد من الفحوصات لتأكيد الإصابة بالعدوى.
الفحص المختبري لفيروس عوز المناعة البشري
عادة ما يتبع الأطباء ومراكز الرعاية الصحية التوصيات الصادرة من مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها عند إجراء فحص الكشف عن فيروس نقص المناعة البشري. تتضمن هذه التوصيات ما يلي:
- الفحص الأولي: يجب أن يشمل فحصًا للكشف عن كل من مولد الضد والأجسام المضادة لفيروس نقص المناعة البشري.
- الفحص الثاني: في حال كانت نتائج الفحص الأولي إيجابية، يتم إجراء فحص ثانٍ للأجسام المضادة للفيروس. يمكن لهذا الاختبار التمييز بين النوعين الأكثر شيوعًا من فيروس نقص المناعة البشري، وهما فيروس نقص المناعة البشري-1 وفيروس نقص المناعة البشري-2.
- فحص الحمض النووي الريبوزي: (بالإنجليزية: Ribonucleic acid) ويُسمى أيضًا اختبار تضخيم الحمض النووي (بالإنجليزية: Nucleic acid amplification test)، ويُجرى هذا الفحص في حال تعارض نتائج الفحصين السابقين. يُستخدم هذا الفحص للبحث عن الفيروس بشكل مباشر.
في الختام، يجب الإشارة إلى أنه لا يمكن لأي فحص تأكيد الإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة البشري فور التعرض لها. ومع ذلك، يمكن للفحوصات التالية أن توفر نتائج أولية:
- فحص الكشف عن مولدات الضد، وهي البروتينات التي تُصنّع في غضون الأسابيع القليلة الأولى بعد الإصابة بالعدوى.
- فحص الكشف عن المادة الوراثية للفيروس في الدم.
- فحص الكشف عن الأجسام المضادة، ولكنه يستغرق وقتًا أطول، حيث يجب أن يكون قد مر على الإصابة بالعدوى مدة ثلاثة أسابيع على الأقل للحصول على نتائج دقيقة.
تفسير نتائج فحص فيروس نقص المناعة
يمكن تقسيم نتائج فحص فيروس نقص المناعة البشري إلى قسمين رئيسيين:
- النتائج السلبية: قد يستغرق الجسم حوالي ستة أشهر لإنتاج كمية كافية من الأجسام المضادة للفيروس للحصول على نتائج إيجابية في بعض أنواع الفحوصات. لهذا، في حال الشك باحتمالية العدوى منذ حوالي ثلاثة أشهر أو أقل وكانت آخر نتيجة فحص سلبية، يُنصح بإجراء فحص آخر بعد مضي ستة أشهر من العدوى للتأكد. إذا كانت نتائج هذا الفحص سلبية، فعلى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالفيروس اتخاذ التدابير اللازمة للوقاية منه، مثل: أخذ بعض العلاجات الوقائية بعد استشارة الطبيب، واستخدام سبل الوقاية خلال الجماع، وحث الشريك على الخضوع للفحص أيضًا إذا كان مصابًا.
- النتائج الإيجابية: إن النتائج الإيجابية لفحص الكشف عن فيروس نقص المناعة البشري لا تعني أن الشخص مصاب بالإيدز، وإنما تعني وجود هذا الفيروس في الجسم. لحماية جهاز المناعة ومنع تطور العدوى إلى المرحلة الأخيرة وهي الإيدز، فإنه من الممكن البدء باستخدام مضادات الفيروسات القهقرية (بالإنجليزية: Antiretroviral) التي من شأنها تقليل كمية الفيروس في الجسم.