نظرة عامة على فحص العقم بالإبر
يشهد مجال علاج تأخر الإنجاب تطورات مستمرة، ومن بين هذه التطورات يبرز استخدام الإبر الدقيقة في فحص القدرة الإنجابية عند الرجال كبديل للعمليات الجراحية التقليدية. هذه التقنية الحديثة توفر العديد من المزايا، بما في ذلك إمكانية الحصول على عينات متعددة من الخصية تحت تأثير التخدير الموضعي، مما يقلل من الحاجة إلى التخدير العام. يتم بعد ذلك فحص هذه العينات مجهريًا لتحديد أسباب العقم لدى الرجال.
عادةً، يتم جمع حوالي 10 عينات من الخصية، بواقع خمس عينات من كل جانب ومن مناطق متعددة. هذه الميزة مهمة للغاية، حيث أنه في الحالات التي تتطلب التدخل الجراحي، لا يمكن أخذ أكثر من عينتين في العادة. نظرًا لاختلاف إنتاج الحيوانات المنوية في مناطق مختلفة من الخصية الواحدة، فإن أخذ العينات بالإبرة يضمن الحصول على عينات كافية من مناطق متنوعة من الخصيتين.
وقد قال الله تعالى في سورة النحل: ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ﴾ [النحل: 72].
مزايا فحص الإبر مقارنة بالجراحة التقليدية
تتميز عملية فحص العقم بالإبر بمضاعفات قليلة جدًا مقارنة بالجراحة التقليدية. فالالتصاقات والتليفات والالتهابات التي قد تحدث بعد الجراحة يمكن تجنبها بشكل كبير في عمليات أخذ العينات بالإبرة. هذا الأمر يعود بالنفع على المرضى الذين يعانون أساسًا من مشاكل في الخصية، حيث أن الجراحة قد تؤدي إلى تفاقم هذه المشاكل.
فالحد من المضاعفات يُعتبر مكسباً كبيراً للمريض، ويسهم في تسريع عملية التعافي وتقليل فترة النقاهة. هذه الميزة تجعل فحص الإبر خيارًا مفضلًا لدى الكثيرين.
مدى دقة فحص العقم بالإبر
يتميز فحص العقم بالإبر بدقة أعلى بكثير مقارنة بأخذ العينات عن طريق الجراحة. يتيح جمع عينات متعددة من مناطق مختلفة من الخصية تقييمًا أكثر شمولًا ودقة لوضع إنتاج الحيوانات المنوية.
هذه الدقة العالية تساعد الأطباء على تحديد أسباب العقم بشكل أكثر فعالية ووضع خطط علاجية مناسبة.
تفاصيل إجراء فحص العقم بالإبر
تعتمد الطريقة الحديثة المتبعة لتشخيص العقم على أخذ 10 عينات من الخصية من مناطق محددة ومعلمة (وليست عشوائية). إذا تم العثور على حيوانات منوية في أي من هذه المناطق، يتم تحديد موقعها بدقة. في حالة الحاجة إلى حيوانات منوية مرة أخرى (كما هو الحال في عمليات الحقن المجهري)، يمكن الرجوع إلى نفس المنطقة للحصول على عينات جديدة، أو تجميد الحيوانات المنوية المستخرجة لاستخدامها لاحقًا.
في السابق، كان من غير الممكن الاستفادة من الحيوانات المنوية إذا لم تظهر في السائل المنوي. أما الآن، فقد أصبح ممكنًا استخراج الحيوانات المنوية من الخصية، مهما كان عددها قليلًا، وحقنها في البويضة (الحقن المجهري).
كما تم حل مشاكل العقم الناتجة عن العجز الجنسي بسبب إصابات في الأعصاب أو لأسباب أخرى. تجرى حاليًا أبحاث حول إمكانية الاستفادة من الخلايا الأولية التي تسبق الحيوانات المنوية في حقن وإخصاب البويضات.
في الحالات التي لا يتم فيها العثور على حيوانات منوية في الخصية، يُنصح بفحص الكروموسومات للتأكد من عدم وجود نقص في الكروموسومات الضرورية للإنجاب. ومع ذلك، هناك أمل في بعض الحالات من خلال العلاج بالأدوية التي قد تحفز الخصية على إنتاج الحيوانات المنوية. على الرغم من أن الأبحاث لا تزال في بدايتها وفرص النجاح قليلة، إلا أنها ليست معدومة.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “تداووا عباد الله، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا داء واحدا: الهرم”.
مقارنة بين فحص الإبر وتحليل السائل المنوي
من خلال سحب وقراءة العينات، يمكن للطبيب تقديم فكرة واضحة للمريض حول مشكلة العقم التي يعاني منها. يمكن تحديد ما إذا كانت الخصية تنتج حيوانات منوية، وما هي كميتها، ومن أي منطقة تخرج. في حالة عدم وجود حيوانات منوية، يمكن تحديد سبب المشكلة أو احتمالات الاستجابة للأدوية. كما يمكن تحديد ما إذا كانت هناك التهابات أو أورام في الخصية.
عدم وجود الحيوانات المنوية في السائل المنوي قد يعود إلى انسداد الطرق المؤدية إلى الخارج (كما يحدث في حالات الالتهابات أو الانسدادات الخلقية في الأنابيب)، مما يمنع خروج الحيوانات المنوية مع القذف الطبيعي. حتى إذا كانت الحيوانات المنوية موجودة بكميات قليلة في الخصية، فقد لا تظهر في السائل المنوي.
نصائح للمقبلين على الزواج
يُنصح الرجال المقبلين على الزواج بإجراء فحص للسائل المنوي لمعرفة ما إذا كانت هناك مشكلة في عدد أو حركة أو شكل الحيوانات المنوية، وما هي إمكانية حلها، وذلك لكسب الوقت وتجنب تجاهل أي مشكلة قد تكون موجودة بالفعل.