فحص الغائط: نظرة شاملة

فحص الغائط: دواعي إجرائه، وأنواعه المختلفة، وأهميته في تشخيص أمراض الجهاز الهضمي. دليل شامل ومبسط.

مقدمة عن فحص الغائط

يعتبر فحص الغائط إجراءً طبياً مهماً، حيث يمثل أداة تشخيصية قيمة تساعد الأطباء على تقييم صحة الجهاز الهضمي والكشف عن مجموعة واسعة من الحالات المرضية. ببساطة، هو تحليل مخبري للبراز يهدف إلى فحص مكوناته المختلفة، سواء كانت مرئية بالعين المجردة أو تحتاج إلى فحص مجهري أو كيميائي. هذا الفحص يقدم معلومات حيوية حول وظائف الجهاز الهضمي ويمكن أن يكشف عن وجود عدوى، التهاب، نزيف، أو حتى علامات مبكرة لبعض أنواع السرطان.

يتم اللجوء إلى فحص الغائط في حالات متنوعة، وغالباً ما يكون جزءاً من سلسلة فحوصات لتحديد سبب أعراض معينة يعاني منها المريض. النتائج التي يتم الحصول عليها من هذا الفحص تساعد الطبيب في اتخاذ قرارات علاجية مناسبة وتوجيه المريض نحو الخطة العلاجية الأفضل لحالته.

مبررات إجراء فحص الغائط

هناك عدة أسباب تدفع الطبيب إلى طلب إجراء فحص للغائط. هذه الأسباب تتراوح بين التحقق من وجود عدوى بسيطة إلى البحث عن علامات لأمراض أكثر خطورة. من أبرز هذه المبررات:

  • الكشف عن النزيف الداخلي: قد يشير وجود دم في البراز، سواء كان مرئياً أو مخفياً، إلى وجود نزيف في الجهاز الهضمي. قد يكون هذا النزيف ناتجاً عن قرحة، بواسير، التهاب في الأمعاء، أو حتى أورام.
  • تشخيص مشاكل الجهاز الهضمي: يساعد فحص الغائط في تشخيص العديد من المشاكل الهضمية مثل سوء الامتصاص، حيث لا يتمكن الجسم من امتصاص العناصر الغذائية بشكل صحيح. كما يمكن أن يكشف عن أمراض التهاب الأمعاء مثل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي، بالإضافة إلى مشاكل القولون الأخرى.
  • تحديد أسباب الحساسية الغذائية: في بعض الحالات، يمكن لفحص الغائط أن يساعد في تحديد أنواع معينة من الحساسية الغذائية التي تؤثر على الجهاز الهضمي.
  • الكشف عن العدوى: يعتبر فحص الغائط أداة فعالة للكشف عن العدوى البكتيرية، الفيروسية، أو الطفيلية التي تصيب الجهاز الهضمي وتسبب أعراضاً مثل الإسهال والقيء وآلام البطن.
  • تحليل مستويات المواد: يمكن من خلال فحص الغائط تحديد مستويات بعض المواد مثل الدهون، مما يساعد في تشخيص بعض المشاكل الصحية المتعلقة بالبنكرياس والكبد.

أشكال فحص الغائط

تتعدد أنواع فحص الغائط، وكل نوع يهدف إلى الكشف عن جوانب معينة في صحة الجهاز الهضمي. من بين الأنواع الأكثر شيوعاً:

  • اختبار الدم الخفي في البراز (FOBT): يهدف هذا الاختبار إلى الكشف عن وجود كميات صغيرة جداً من الدم في البراز لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة. يتم استخدام تفاعل كيميائي خاص للكشف عن الدم. إذا كانت النتيجة إيجابية، فهذا يعني وجود دم، ولكن لا يحدد مصدره. يتطلب الأمر إجراء فحوصات أخرى لتحديد السبب. يستخدم هذا الفحص بشكل شائع للكشف المبكر عن سرطان القولون.
  • زراعة البراز: يتم إجراء زراعة للبراز لتحديد نوع البكتيريا أو الطفيليات المسببة للعدوى في الجهاز الهضمي. يساعد هذا الاختبار في تحديد العلاج المناسب للعدوى. على سبيل المثال، يمكن من خلال زراعة البراز تحديد ما إذا كان المريض مصاباً ببكتيريا الملوية البوابية (Helicobacter pylori) التي تسبب قرحة المعدة.
  • اختبار الحمض النووي في البراز (Stool DNA Tests): هذا الاختبار يعتبر من أحدث التقنيات المستخدمة في فحص الغائط. يهدف إلى الكشف عن وجود مواد وراثية غير طبيعية في البراز قد تشير إلى وجود أورام حميدة (سلائل) أو أورام سرطانية في القولون. يعتبر هذا الاختبار دقيقاً جداً في الكشف عن سرطان القولون في مراحله المبكرة.

المراجع

  1. “Stool Tests”,kidshealth.org
  2. Donna Myers (28-5-2018),”Stool Test Options”،www.verywellhealth.com
  3. “Stool tests”,www.healthdirect.gov.au
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

فحص فيروس نقص المناعة البشري: أهميته وإجراءاته

المقال التالي

فحص عينة البراز عند الأطفال: أهميته ودواعيه

مقالات مشابهة